سكان المقابر.."أناس دفنتهم الحكومة أحياء"..والرئيس مش مُهتم
هذه هى العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية فى زمن الاخوان المسلمين
"مليون ونصف شخص باتوا فى طى النسيان"...
"حينما تكون الحياة وسط القبور يكون الموت هو غاية الحياة, لأنك تعيش بذلك "حياة الممات", فهناك العديد من الأثرياء في هذا الوطن ممن لا يشعرون بنا إلا أوقات الإن وما إلى ذلك من مصالح شخصية, وإن أتى ذلك علي حساب الفقراء" .
قال "سامح", أحد سكان المقابر: أعانى من أزمة مادية طاحنة سرقت النوم من عينى, ولدى زوجة وطفل، وعاجز عن تلبيبة احتياجاتهم، وطرقت جميع الأبواب لسد حاجاتى أنا وأسرتى, ولكن دون فائدة, وأصبحت ضمن العاطلين بالرغم من حصولى على مؤهل علمى عالى .
وأضاف "سامح": تخرجت فى جامعة الأزهر بتقدير عام جيد جداً, وحصلت على ماجستير أصول إسلامية، ولكنى لم أحصل على فرصة عمل بالجامعة, نظراً لإعاقتى بيدى اليسرى التى تسببت لى بالرفض فى أكثر من وظيفة .
وأكمل "سامح" قائلا: تم تهديدى بالطرد من منزلى وذلك بعد تأخرى فى سداد الإيجار لمدة طويلة, حتى وصل بى الحال للسكن فى مقابر السيدة عائشة، وبدأت بالعمل كـ"تربى" على الرغم من عدم إمتهان أى فرد من عائلتى بها قاله "سامح" أحد سكان مقابر السيدة عائشة ، فقد ذكر انه يعيش فى المقابرمنذ عام تقريبا ، مضيفاً ان دخله يعتمد على الإحسان من قبل المقبلين على زيارة المقابر.
فيما تقول "أم إسلام" ، إيجار سكن بسيط يتعدى الـ600 جنيه شهرياً, فأنا أعيش فى مدفن مكون من غرفة واحدة أنا وأولادى الست، فالغرفة مكونة من سرير قديم وكنبة يغطيها بعض الملاآت, وخارج المدفن يوجد مطبخ عبارة عن بوتاجاز اتنين وبعض الأطباق, ومصدر رزقى عبارة عن "كشك" صغير لبيع العيش, وزوجى عاطل عن العمل .
وأضافت "أم إسلام": أن أكثر ما يرعبها هو تواجد البلطجية ومروجى المخدرات والأسلحة أمام المدفن التى تقيم فيه، إلا أنهم يصابون بالذعر من أعمال البلطجة والعنف .
أما "أم فوزى", 66 عاماً, تعانى من وجود مياه بعينها التى أدت إلى إلتهابها, وهذا ما أدى إلى ضرورة إجراء عمليه جراحية لها, مشيرة إلى أنها تزوجت داخل أحد المقابر الموجودة بمنطقة السيدة العائشة منذ 45 عاما, وظلت ووزوجها يعتمدون على بيع "الخوص", حتى طردها بعض البلطجية من المدفن الذى تعيش فيه هى وأولادها الست, لتبدأ بعد ذلك بالبحث عن مأوى لها, فكان مقلب الزبالة هو ملجئها الوحيد, التى استمرت بالنوم عليه هى وأولادها لـ6 أشهر, حتى بدأت بتنظيف جزء منه والبدأ فى بناء غرفة من الخوص, وزوجت بدأت بناتها, فيما تركت اثنين من بناتها بيت أزواجهما لتعودا للعيش معها هم وأولادهم .
بينما تقول "منى محمد", أحد بناتها: أن لديها ثلاثة أبناء أحدهم يعانى من "الفتاءط والأخر مصاب بـ"شرخ" فى الجمجمة, ولأن زوجها "أرزقى" ودخله محدود ولا يقدر على تحمل نفقة علاج أولاده .
واشتكت "منى" من تواجد البلطجية, وكذلك عدم تواجد أى من الخدمات والمرافق من "مياه الصرف الصحى و الكهرباء", مضيفة: "توقعت أن تكون الثورة هى منقذنا من الهلاك الذى نعيش فيه لنجد أن البلطجة زادت لترعبنا اكثر وندفن أحياء مع الأموات" .
وأضافت "منى": أنها شاركت فى الحياة السياسية فقد كانت متابعة لمرشحين الرئاسة, وشاركت فى إنتخابات مجلس الشعب والشورى السابقة, وأيضا شاركت فى الإنتخابات الرئاسية وانتخبت الرئيس "مرسي", لأنها رأت أن التيار الدينى قد يساعدهم فى تحسين وضعها المعيشى, إلا أنها لا ترى حتى الآن, وعلَّقت على الوضع الحالى, قائلة: "كله بيدور على مصلحته ومحدش بيبص للغلابة اللى زيّنا" .
وهناك من هرب من زحام القاهرة ليلجأ للمقابر ليعيش فى الهدوء, فالأموات الأن أصبحوا أفضل من الأحياء, فهناك "وداد" التى تعيش هى وأولادها بالمقابر بالرغم من يُسرحالتهم المادية إلا أنها تجد أن الهدوء فى القاهرة ينحصر على المقابر .
وقالت "وداد": ذهبت وحدى للسكن فى المقابر بعد وفاة زوجى وبعدها بفترة لاحقها والديها لينعموا براحة وهدوء العيش وسط الأموات, بالرغم من أن ابنها الأكبر يعمل فى منصب جيد فى الحكومة .
وبسؤالها عن رأيها حول الوضع الحالى فى البلاد وعما تتمناه, قالت: "ربنا ميحوجنيش لحد وإن حوجنى يبقى يخدنى عنده" .
"سيدة خافت من الأحياء فذهبت للإحتماء بالأموات, فبدأت ببناء غرفة من الخشب وسط المقابر, هذه الغرفة تحتوى على مجموعة من الكنب القديم و"طرابيزة "مكسورة وبوتاجاز صغير وبعض الأطباق ", "أحلام" إمرأة قصت علينا ابنتها الكبرى "أميرة"و 15 عاماً حكاية أمها, وذلك أثناء تواجدها فى العمل بأحد المنازل .
قالت "أميرة": إن لديها 3 أخوات من تترواح أعمارهم ما بين 10 و12 عاماً وجميعهم فى المراحل التعليمية المختلفة’, ولفتت "أميرة" إلى أنهم جاءوا للعيش فى المقابر بعد وفاة والدم بعد ستة أعوام من زوج والدتها, وبعدها بدأ يتدهور بهم الحال, خاصة أن والدها كان يعمل "أرزاقى" أى يعمل باليومية وليس لديهم معاش أو أى مصدر رزق أخر .
"عيش - حرية - عدالة إجتماعية"..مطالب قامت من أجلها ثورة 25 يناير, ولكن لم تتحقق أى من هذه المطالب, فتزايدت أعداد الأحياء الذين يُدفنون فى المقابر, حيث بلغت أعداد سكان المقابر لحوالى مليون ونصف شخص..فمن يتحكم بمصير كل هؤلاء سوى الحكومة ورئيسها ؟ .
"مليون ونصف شخص باتوا فى طى النسيان"...
"حينما تكون الحياة وسط القبور يكون الموت هو غاية الحياة, لأنك تعيش بذلك "حياة الممات", فهناك العديد من الأثرياء في هذا الوطن ممن لا يشعرون بنا إلا أوقات الإن وما إلى ذلك من مصالح شخصية, وإن أتى ذلك علي حساب الفقراء" .
قال "سامح", أحد سكان المقابر: أعانى من أزمة مادية طاحنة سرقت النوم من عينى, ولدى زوجة وطفل، وعاجز عن تلبيبة احتياجاتهم، وطرقت جميع الأبواب لسد حاجاتى أنا وأسرتى, ولكن دون فائدة, وأصبحت ضمن العاطلين بالرغم من حصولى على مؤهل علمى عالى .
وأضاف "سامح": تخرجت فى جامعة الأزهر بتقدير عام جيد جداً, وحصلت على ماجستير أصول إسلامية، ولكنى لم أحصل على فرصة عمل بالجامعة, نظراً لإعاقتى بيدى اليسرى التى تسببت لى بالرفض فى أكثر من وظيفة .
وأكمل "سامح" قائلا: تم تهديدى بالطرد من منزلى وذلك بعد تأخرى فى سداد الإيجار لمدة طويلة, حتى وصل بى الحال للسكن فى مقابر السيدة عائشة، وبدأت بالعمل كـ"تربى" على الرغم من عدم إمتهان أى فرد من عائلتى بها قاله "سامح" أحد سكان مقابر السيدة عائشة ، فقد ذكر انه يعيش فى المقابرمنذ عام تقريبا ، مضيفاً ان دخله يعتمد على الإحسان من قبل المقبلين على زيارة المقابر.
فيما تقول "أم إسلام" ، إيجار سكن بسيط يتعدى الـ600 جنيه شهرياً, فأنا أعيش فى مدفن مكون من غرفة واحدة أنا وأولادى الست، فالغرفة مكونة من سرير قديم وكنبة يغطيها بعض الملاآت, وخارج المدفن يوجد مطبخ عبارة عن بوتاجاز اتنين وبعض الأطباق, ومصدر رزقى عبارة عن "كشك" صغير لبيع العيش, وزوجى عاطل عن العمل .
وأضافت "أم إسلام": أن أكثر ما يرعبها هو تواجد البلطجية ومروجى المخدرات والأسلحة أمام المدفن التى تقيم فيه، إلا أنهم يصابون بالذعر من أعمال البلطجة والعنف .
أما "أم فوزى", 66 عاماً, تعانى من وجود مياه بعينها التى أدت إلى إلتهابها, وهذا ما أدى إلى ضرورة إجراء عمليه جراحية لها, مشيرة إلى أنها تزوجت داخل أحد المقابر الموجودة بمنطقة السيدة العائشة منذ 45 عاما, وظلت ووزوجها يعتمدون على بيع "الخوص", حتى طردها بعض البلطجية من المدفن الذى تعيش فيه هى وأولادها الست, لتبدأ بعد ذلك بالبحث عن مأوى لها, فكان مقلب الزبالة هو ملجئها الوحيد, التى استمرت بالنوم عليه هى وأولادها لـ6 أشهر, حتى بدأت بتنظيف جزء منه والبدأ فى بناء غرفة من الخوص, وزوجت بدأت بناتها, فيما تركت اثنين من بناتها بيت أزواجهما لتعودا للعيش معها هم وأولادهم .
بينما تقول "منى محمد", أحد بناتها: أن لديها ثلاثة أبناء أحدهم يعانى من "الفتاءط والأخر مصاب بـ"شرخ" فى الجمجمة, ولأن زوجها "أرزقى" ودخله محدود ولا يقدر على تحمل نفقة علاج أولاده .
واشتكت "منى" من تواجد البلطجية, وكذلك عدم تواجد أى من الخدمات والمرافق من "مياه الصرف الصحى و الكهرباء", مضيفة: "توقعت أن تكون الثورة هى منقذنا من الهلاك الذى نعيش فيه لنجد أن البلطجة زادت لترعبنا اكثر وندفن أحياء مع الأموات" .
وأضافت "منى": أنها شاركت فى الحياة السياسية فقد كانت متابعة لمرشحين الرئاسة, وشاركت فى إنتخابات مجلس الشعب والشورى السابقة, وأيضا شاركت فى الإنتخابات الرئاسية وانتخبت الرئيس "مرسي", لأنها رأت أن التيار الدينى قد يساعدهم فى تحسين وضعها المعيشى, إلا أنها لا ترى حتى الآن, وعلَّقت على الوضع الحالى, قائلة: "كله بيدور على مصلحته ومحدش بيبص للغلابة اللى زيّنا" .
وهناك من هرب من زحام القاهرة ليلجأ للمقابر ليعيش فى الهدوء, فالأموات الأن أصبحوا أفضل من الأحياء, فهناك "وداد" التى تعيش هى وأولادها بالمقابر بالرغم من يُسرحالتهم المادية إلا أنها تجد أن الهدوء فى القاهرة ينحصر على المقابر .
وقالت "وداد": ذهبت وحدى للسكن فى المقابر بعد وفاة زوجى وبعدها بفترة لاحقها والديها لينعموا براحة وهدوء العيش وسط الأموات, بالرغم من أن ابنها الأكبر يعمل فى منصب جيد فى الحكومة .
وبسؤالها عن رأيها حول الوضع الحالى فى البلاد وعما تتمناه, قالت: "ربنا ميحوجنيش لحد وإن حوجنى يبقى يخدنى عنده" .
"سيدة خافت من الأحياء فذهبت للإحتماء بالأموات, فبدأت ببناء غرفة من الخشب وسط المقابر, هذه الغرفة تحتوى على مجموعة من الكنب القديم و"طرابيزة "مكسورة وبوتاجاز صغير وبعض الأطباق ", "أحلام" إمرأة قصت علينا ابنتها الكبرى "أميرة"و 15 عاماً حكاية أمها, وذلك أثناء تواجدها فى العمل بأحد المنازل .
قالت "أميرة": إن لديها 3 أخوات من تترواح أعمارهم ما بين 10 و12 عاماً وجميعهم فى المراحل التعليمية المختلفة’, ولفتت "أميرة" إلى أنهم جاءوا للعيش فى المقابر بعد وفاة والدم بعد ستة أعوام من زوج والدتها, وبعدها بدأ يتدهور بهم الحال, خاصة أن والدها كان يعمل "أرزاقى" أى يعمل باليومية وليس لديهم معاش أو أى مصدر رزق أخر .
"عيش - حرية - عدالة إجتماعية"..مطالب قامت من أجلها ثورة 25 يناير, ولكن لم تتحقق أى من هذه المطالب, فتزايدت أعداد الأحياء الذين يُدفنون فى المقابر, حيث بلغت أعداد سكان المقابر لحوالى مليون ونصف شخص..فمن يتحكم بمصير كل هؤلاء سوى الحكومة ورئيسها ؟ .