مبروك عطية: شرع الله لا يعرف لغة الغش وخداع الناس
انتقد الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامى والأستاذ بجامعة الأزهر، النظام الحاكم، فى عدم المصارحة والمكاشفة مع الشعب بما يدور فى الكواليس، وما يتعلق بمصائرهم، سواء فى عالم السياسة أو الاقتصاد، مؤكداً أن السياسة عبارة عن ألاعيب وصراعات ولها أغراض، وهو ما يتعارض تماماً مع الدين القائم على أعمدة رئيسية من صدق وإخلاص ومعالم واضحة لا لبس فيها.
وأشار «عطية» فى حواره إلى أن كل الأنظمة الحاكمة تعزل بينها وبين شعوبها، بما فيها النظام الحالى، بأسوار حديدية، ولفت إلى أن دولة الإسلام التى بناها الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقام فيها مصالحات ووثّق علاقته بالجميع، ووضع كل واحد فى مكانه الصحيح، لخدمة الدعوة والإسلام، مضيفاً أنه ينبغى التفريق بين الدين والممارسات السياسية، فلا يصح جر الدين إلى المماحكات السياسية لأن السياسة لها وسائلها المعروفة، أما الدين فهو مذهب ومنهج لتوجيه الإنسان إلى طريق ربه، والصدق فيه آية من الآيات، والإخلاص عنوان العمل وهدفه الأول والأخير الإنسان، إذن معالم الدين واضحة لا لبس فيها، حسب قوله.
* هل هناك فرق بين حاكم له مرجعية دينية وآخر بمرجعية مختلفة؟
- سواء كان الحاكم منتمياً إلى تيار دينى أو غيره لا يمكن أن أحكم عليه بالكذب على شعبه، فأنا لا أعرف شيئاً عن الرئيس الحالى، وبكل أسف دائماً ما توجد أسوار حديدية بين الشعب والحاكم، سواء فى الأنظمة السابقة أو النظام الحالى.
* وهل يجوز الكذب وعدم الصدق فى عالم السياسة؟
- السياسة فيها الغاية تبرر الوسيلة وهناك مواءمات ومصالح للدول وأمور لا يمكن كشفها للجمهور واستخدام لحيل وأساليب فى الدبلوماسية للتعامل مع الخارج، لكن مصارحة الشعب دون مواربة أو تجميل للحقيقة أفضل، ففى ذلك خير للحاكم والمحكومين، ومن حق الشعب المعرفة لإعانة الحاكم، باستثناء الأمور التى تتعلق بالأمن القومى أو أسرار الدولة، أما استخدام لغة فيها غش وخداع مع الناس فهذا لا يقبله الشرع، ويمكن استخدام الحيل والتضليل على العدو، وهذا مباح شرعاً، لكسب المعركة، ومن أجل تحقيق مكاسب لصالح البلاد والإسلام ودولنا.
* ما سبب هذا الغموض وعدم الشفافية التى ينتهجها النظام الحاكم؟
- أنا أتساءل لماذا لا تصارحنا مؤسسة الرئاسة كلما جدّ جديد، خصوصاً أن بها طاقماً إعلامياً كبيراً، وللأسف رد فعلها متأخر، نحن شعب فى أمس الحاجة إلى الوضوح، بدلاً من وقوعنا فى مستنقع البلبلة.
* إذن بماذا تفسر تأخُّر «الرئاسة» فى التواصل مع الجماهير؟
- للأسف تخرج علينا قرارات متناقضة وغير مفهومة أحياناً، فمثلاً حينما أصدر الرئيس أحد قراراته، وهو الإعلان الدستورى، فرآه كثيرون مخالفاً للقانون والدستور وأحدث انقساماً فى صفوف المصريين، بينما خرج المقرّبون من الرئيس يفسّرون الهدف من الإعلان ومقصد الرئيس منه. إذن «الرئاسة» لا تجيد ترجمة أهدافها فى قرارات وتفتقد التواصل الإيجابى مع الجمهور.
* ما المطلوب لإنهاء تلك الحالة من الالتباس والارتباك التى تعانى منها مصر؟
- لا بد من تحديد الأهداف جيداً ودراسة القرارات بكل أبعادها قبل إطلاقها، تفادياً للأزمات، فضلاً عن ضرورة التفاعل مع الجماهير بشكل فورى وسريع، ولنا فى الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة حسنة، فحينما توفى ابنه «إبراهيم» شاع بين الناس أن كسوف الشمس الذى حدث وقتها، جاء حزناً على «إبراهيم»، ولما علم النبى بتلك الأقاويل قرّر جمع أصحابه على الفور وحسم الأمر وقطع الشك باليقين، قائلاً: إن «الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد، ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة».
* هل من وصفة عملية وعلمية لإنقاذ الوطن، يمكن تنفيذها من الآن؟
- منهج الإسلام يدعونا جميعاً إلى التعاون والاعتصام ونبذ الخلاف والشقاق لإنقاذ سفينة الوطن التى أوشكت على الغرق بالجميع، فى ظل ما يحدث من نزاع وصراعات وقتل وتخريب وتدمير واعتداء على المنشآت، وعلى كل أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم، أن يغلبوا مصلحة البلاد، ويتقوا الله فى الوطن والصبر قليلاً، وإنهاء حالة التربُّص التى تأتى على الأخضر واليابس، فالوقت الراهن يتطلب الكف عن الكلام تماماً.
* يدور جدل كبير حول علاقة الدين بالسياسة فى الفترة الأخيرة، فما رأيك فى تلك الإشكالية؟
- علينا إدراك أن الدين هو منهج لكل مجالات الحياة، وهذا ليس معناه أن كل متدين أو منتمٍ إلى تيار دينى أن يصلح للاشتغال بالسياسة أو يكون رجل اقتصاد، فليس كل متدين يجيد فنون السياسة ومهاراتها، وإنما لا بد من احترام التخصُّص، فرجل الدين عليه بالدين، ومن يفهم فى علم السياسة والدبلوماسية فعليه بممارستها، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يجيد فنون الاقتصاد، وبالتالى ليس كل متدين يصلح أن يكون سياسياً أو عالم اقتصاد، فالدين يحث أتباعه على الإتقان والتخصص، أما دون ذلك فهو العبث بعينه، فلا يمكن الإتيان بأى شخص لمجرد أنه متديّن وتكليفه بمنصب لا يعرف عنه شيئاً أو الإتيان بأصحاب الحظوة أو من لهم انتماءات معينة، فهذا لا يليق ولا يتماشى مع قيم وتقاليد الإسلام. وقد قال الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، ولنا فى رسول الله عليه الصلاة والسلام، القدوة الحسنة، فقد أعطى لكل واحد حقّه وساوى بين الجميع، ولم يميّز بين أصحابه، فالنبى عليه السلام، استعان بالمشرك عبدالله بن أريقط، كدليل له فى الصحراء خلال الهجرة، وأخذ برأى سلمان الفارسى ونزل على رأى كثير من أصحابه، وأجرى مصالحة بين الأوس والخزرج بعد سنوات طويلة من الحروب وأرسى دعائم السلام وآخى بين المهاجرين والأنصار حتى يبنى دولته، وتحمل كثيراً من الصعاب لنشر دعوة الإسلام، وحينما دخل مكة فاتحاً لم يبطش بأهلها أو يصفّى حساباته معهم، إنما عفا عنهم رغم ما لاقاه منهم من مختَلف صنوف العذاب. إذن لا بد من تحقيق مصالحة، وأى مفسد يتم تقديمه إلى القضاء حتى ينال جزاءه.
* ماذا عن أداء الرئيس محمد مرسى خلال الشهور الماضية؟
- طبعاً لا يمكن إغفال أن الرئيس مرسى تولى مقاليد الحكم فى ظل أوضاع حرجة اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً واجتماعياً، والنظام السابق ترك ميراثاً ثقيلاً وحجماً هائلاً من الفساد وأموراً كارثية كبيرة لا حصر لها، وقد أسندت إليه المسئولية، وتجرى محاسبته يومياً، رغم قصر المدة التى تولى فيها، والتى لا يمكن أن تسعفه لإصلاح ما أفسده الدهر والقوى السياسية تُعارض الرئيس وتتحدّاه وتتهمه بأنه وراء كل المشكلات وأبرزها التدهور الاقتصادى.
* وبماذا تطالبه حالياً؟
- الرئيس مطالب بتحديد أولوياته والتصدى لملفات ضخمة كالبطالة والفساد والأموال المنهوبة، وبالتالى لا بد من الهدوء وإعمال العقل والجلوس إلى مائدة الحوار، من قِبل الجميع حتى لا تتمزق قوة الأمة، وحتى يتم النهوض بالبلاد ووضع خارطة الطريق، وأن ينسى كل فريق أهواءه ومصالحه وتغليب الصالح العام على الخاص.
* كيف تنظر إلى أداء المعارضة السياسية والأحزاب القائمة؟
- المشكلة تكمن حالياً فى عملية الصراع الدائرة بين الأحزاب والتيارات والقوى السياسية بسبب الأطماع والأهواء، أما فيما يتعلق بالانضمام إلى الأحزاب، فإذا كان فى الأمر الصالح العام فلا مانع، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حينما تمت دعوته إلى حلف فى الجاهلية يسمى «حلف الفضول» وكان الهدف منه نُصرة المظلوم، فكان تعليق النبى عليه: لو دُعيت إلى مثله فى الإسلام لأجبت، وللعلم الحلف شبيه بالحزب فى أيامنا الراهنة، وأى إنسان يرى فى حزب ينتمى إليه هذا المعنى من الدفاع عن المظلومين ورفع القهر وجلب حقوق المواطنين وإعلاء راية الوطن فلا مانع من الانتماء إليه. وأود التأكيد على أن الانتماء إلى حزب ليس فرضاً، فمن الممكن أن يكون الإنسان لا يحب الانتماء إلى حزب أو لا وقت لديه لاجتماعاته، ويرى أنه يستطيع أن يقدِّم ما يقدمه الحزب بمفرده، فله مطلق الحرية فى ذلك. ويرى أن الأحزاب مجموعة كبيرة من الناس ولها عند الدولة صوت، فإن يقوم حزب بمخاطبة الدولة أيسر من أن يخاطبها فرد، لذلك فالأحزاب مقدّمة على الأفراد، شريطة أن تكون ذات خُطط واضحة وبرامج واعية وإنجازات ملحوظة.
وأشار «عطية» فى حواره إلى أن كل الأنظمة الحاكمة تعزل بينها وبين شعوبها، بما فيها النظام الحالى، بأسوار حديدية، ولفت إلى أن دولة الإسلام التى بناها الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقام فيها مصالحات ووثّق علاقته بالجميع، ووضع كل واحد فى مكانه الصحيح، لخدمة الدعوة والإسلام، مضيفاً أنه ينبغى التفريق بين الدين والممارسات السياسية، فلا يصح جر الدين إلى المماحكات السياسية لأن السياسة لها وسائلها المعروفة، أما الدين فهو مذهب ومنهج لتوجيه الإنسان إلى طريق ربه، والصدق فيه آية من الآيات، والإخلاص عنوان العمل وهدفه الأول والأخير الإنسان، إذن معالم الدين واضحة لا لبس فيها، حسب قوله.
* هل هناك فرق بين حاكم له مرجعية دينية وآخر بمرجعية مختلفة؟
- سواء كان الحاكم منتمياً إلى تيار دينى أو غيره لا يمكن أن أحكم عليه بالكذب على شعبه، فأنا لا أعرف شيئاً عن الرئيس الحالى، وبكل أسف دائماً ما توجد أسوار حديدية بين الشعب والحاكم، سواء فى الأنظمة السابقة أو النظام الحالى.
* وهل يجوز الكذب وعدم الصدق فى عالم السياسة؟
- السياسة فيها الغاية تبرر الوسيلة وهناك مواءمات ومصالح للدول وأمور لا يمكن كشفها للجمهور واستخدام لحيل وأساليب فى الدبلوماسية للتعامل مع الخارج، لكن مصارحة الشعب دون مواربة أو تجميل للحقيقة أفضل، ففى ذلك خير للحاكم والمحكومين، ومن حق الشعب المعرفة لإعانة الحاكم، باستثناء الأمور التى تتعلق بالأمن القومى أو أسرار الدولة، أما استخدام لغة فيها غش وخداع مع الناس فهذا لا يقبله الشرع، ويمكن استخدام الحيل والتضليل على العدو، وهذا مباح شرعاً، لكسب المعركة، ومن أجل تحقيق مكاسب لصالح البلاد والإسلام ودولنا.
* ما سبب هذا الغموض وعدم الشفافية التى ينتهجها النظام الحاكم؟
- أنا أتساءل لماذا لا تصارحنا مؤسسة الرئاسة كلما جدّ جديد، خصوصاً أن بها طاقماً إعلامياً كبيراً، وللأسف رد فعلها متأخر، نحن شعب فى أمس الحاجة إلى الوضوح، بدلاً من وقوعنا فى مستنقع البلبلة.
* إذن بماذا تفسر تأخُّر «الرئاسة» فى التواصل مع الجماهير؟
- للأسف تخرج علينا قرارات متناقضة وغير مفهومة أحياناً، فمثلاً حينما أصدر الرئيس أحد قراراته، وهو الإعلان الدستورى، فرآه كثيرون مخالفاً للقانون والدستور وأحدث انقساماً فى صفوف المصريين، بينما خرج المقرّبون من الرئيس يفسّرون الهدف من الإعلان ومقصد الرئيس منه. إذن «الرئاسة» لا تجيد ترجمة أهدافها فى قرارات وتفتقد التواصل الإيجابى مع الجمهور.
* ما المطلوب لإنهاء تلك الحالة من الالتباس والارتباك التى تعانى منها مصر؟
- لا بد من تحديد الأهداف جيداً ودراسة القرارات بكل أبعادها قبل إطلاقها، تفادياً للأزمات، فضلاً عن ضرورة التفاعل مع الجماهير بشكل فورى وسريع، ولنا فى الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة حسنة، فحينما توفى ابنه «إبراهيم» شاع بين الناس أن كسوف الشمس الذى حدث وقتها، جاء حزناً على «إبراهيم»، ولما علم النبى بتلك الأقاويل قرّر جمع أصحابه على الفور وحسم الأمر وقطع الشك باليقين، قائلاً: إن «الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد، ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة».
* هل من وصفة عملية وعلمية لإنقاذ الوطن، يمكن تنفيذها من الآن؟
- منهج الإسلام يدعونا جميعاً إلى التعاون والاعتصام ونبذ الخلاف والشقاق لإنقاذ سفينة الوطن التى أوشكت على الغرق بالجميع، فى ظل ما يحدث من نزاع وصراعات وقتل وتخريب وتدمير واعتداء على المنشآت، وعلى كل أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم، أن يغلبوا مصلحة البلاد، ويتقوا الله فى الوطن والصبر قليلاً، وإنهاء حالة التربُّص التى تأتى على الأخضر واليابس، فالوقت الراهن يتطلب الكف عن الكلام تماماً.
* يدور جدل كبير حول علاقة الدين بالسياسة فى الفترة الأخيرة، فما رأيك فى تلك الإشكالية؟
- علينا إدراك أن الدين هو منهج لكل مجالات الحياة، وهذا ليس معناه أن كل متدين أو منتمٍ إلى تيار دينى أن يصلح للاشتغال بالسياسة أو يكون رجل اقتصاد، فليس كل متدين يجيد فنون السياسة ومهاراتها، وإنما لا بد من احترام التخصُّص، فرجل الدين عليه بالدين، ومن يفهم فى علم السياسة والدبلوماسية فعليه بممارستها، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يجيد فنون الاقتصاد، وبالتالى ليس كل متدين يصلح أن يكون سياسياً أو عالم اقتصاد، فالدين يحث أتباعه على الإتقان والتخصص، أما دون ذلك فهو العبث بعينه، فلا يمكن الإتيان بأى شخص لمجرد أنه متديّن وتكليفه بمنصب لا يعرف عنه شيئاً أو الإتيان بأصحاب الحظوة أو من لهم انتماءات معينة، فهذا لا يليق ولا يتماشى مع قيم وتقاليد الإسلام. وقد قال الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، ولنا فى رسول الله عليه الصلاة والسلام، القدوة الحسنة، فقد أعطى لكل واحد حقّه وساوى بين الجميع، ولم يميّز بين أصحابه، فالنبى عليه السلام، استعان بالمشرك عبدالله بن أريقط، كدليل له فى الصحراء خلال الهجرة، وأخذ برأى سلمان الفارسى ونزل على رأى كثير من أصحابه، وأجرى مصالحة بين الأوس والخزرج بعد سنوات طويلة من الحروب وأرسى دعائم السلام وآخى بين المهاجرين والأنصار حتى يبنى دولته، وتحمل كثيراً من الصعاب لنشر دعوة الإسلام، وحينما دخل مكة فاتحاً لم يبطش بأهلها أو يصفّى حساباته معهم، إنما عفا عنهم رغم ما لاقاه منهم من مختَلف صنوف العذاب. إذن لا بد من تحقيق مصالحة، وأى مفسد يتم تقديمه إلى القضاء حتى ينال جزاءه.
* ماذا عن أداء الرئيس محمد مرسى خلال الشهور الماضية؟
- طبعاً لا يمكن إغفال أن الرئيس مرسى تولى مقاليد الحكم فى ظل أوضاع حرجة اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً واجتماعياً، والنظام السابق ترك ميراثاً ثقيلاً وحجماً هائلاً من الفساد وأموراً كارثية كبيرة لا حصر لها، وقد أسندت إليه المسئولية، وتجرى محاسبته يومياً، رغم قصر المدة التى تولى فيها، والتى لا يمكن أن تسعفه لإصلاح ما أفسده الدهر والقوى السياسية تُعارض الرئيس وتتحدّاه وتتهمه بأنه وراء كل المشكلات وأبرزها التدهور الاقتصادى.
* وبماذا تطالبه حالياً؟
- الرئيس مطالب بتحديد أولوياته والتصدى لملفات ضخمة كالبطالة والفساد والأموال المنهوبة، وبالتالى لا بد من الهدوء وإعمال العقل والجلوس إلى مائدة الحوار، من قِبل الجميع حتى لا تتمزق قوة الأمة، وحتى يتم النهوض بالبلاد ووضع خارطة الطريق، وأن ينسى كل فريق أهواءه ومصالحه وتغليب الصالح العام على الخاص.
* كيف تنظر إلى أداء المعارضة السياسية والأحزاب القائمة؟
- المشكلة تكمن حالياً فى عملية الصراع الدائرة بين الأحزاب والتيارات والقوى السياسية بسبب الأطماع والأهواء، أما فيما يتعلق بالانضمام إلى الأحزاب، فإذا كان فى الأمر الصالح العام فلا مانع، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حينما تمت دعوته إلى حلف فى الجاهلية يسمى «حلف الفضول» وكان الهدف منه نُصرة المظلوم، فكان تعليق النبى عليه: لو دُعيت إلى مثله فى الإسلام لأجبت، وللعلم الحلف شبيه بالحزب فى أيامنا الراهنة، وأى إنسان يرى فى حزب ينتمى إليه هذا المعنى من الدفاع عن المظلومين ورفع القهر وجلب حقوق المواطنين وإعلاء راية الوطن فلا مانع من الانتماء إليه. وأود التأكيد على أن الانتماء إلى حزب ليس فرضاً، فمن الممكن أن يكون الإنسان لا يحب الانتماء إلى حزب أو لا وقت لديه لاجتماعاته، ويرى أنه يستطيع أن يقدِّم ما يقدمه الحزب بمفرده، فله مطلق الحرية فى ذلك. ويرى أن الأحزاب مجموعة كبيرة من الناس ولها عند الدولة صوت، فإن يقوم حزب بمخاطبة الدولة أيسر من أن يخاطبها فرد، لذلك فالأحزاب مقدّمة على الأفراد، شريطة أن تكون ذات خُطط واضحة وبرامج واعية وإنجازات ملحوظة.