طقوس الزواج عند قبيلة أيت عبد الله
تتميز قبيلة أيت عبد الله عن غيرها من القبائل المجاورة لها بعدة طقوس , ولعل أبرزها تلك المتعلقة بالزواج , ومن خلال هذا البحث الميداني الذي أجريناه , نحاول تقريب هذه الصورة من شباب المنطقة خاصة , ممن لم يشهدوا هذه الطقوس الوشيكة على الإنقراض , ونقدمها للقراء عامة كي يتعرفوا عليها .
كما نحاول تدوينها كي لا يطالها النسيان وتصبح في خبر كان .
للزواج شروط في مجتمع { إفدامن } وهي جمع لكلمة { أفدام } وهو البالغ , من بين هذه الشروط , أن تكون قد أبليت سبعا من ما يطلق عليه محليا {تحزامت} وهي هندام الفلاح , وأيضا أن تكون قد تجاوت خندق {تلات نايت سيدي احمد أوعلي} في إحدى الطقوس المحلية التي تسمى {إسكار} وعند استكمال الشروط يمكن أن تتحدث في أمور الزواج في مجتمع { إفدامن } أو البالغين .
أما عند الأبوان فعندما يرايا أن ابناهما قد نضج جسمانيا وعقليا , يبدأ التفكير في تزويجه , ويتم إبلاغ الإبن من طرف أمه برغبة أبيه في تزويجه , أو يطلب الإبن من أمه رغبته في الزواج , فالأم هي همزة الوصل بين الإبن وأبيه ولامجال لمناقشة الأب لهذا الموضوع مع ابنه مطلقا . وعند القبول يتم البحث عن العروس المناسبة , والتي تتوفر فيها الشروط المطلوبة, فلابد للعروس أن تكون على دراية تامة بأمور البيت الداخلية والخارجية , كالطبخ والتصبين , وحياكة الصوف , وحلب الأبقار والمعز , وتربية الماشية , وجمع الحطب , وجلب الماء من البئر, وجلب الحشائش من المزارع , وجمع المحاصيل من الثمور والحبوب , وغيرها من الأشغال فاللائحة طويلة ولا مجال لحصرها , أضف إلى ذالك الحشمة والحياء , و التقدير والإحترام , و السمع والطاعة لكل أهل البيت كبيرا وصغيرا كل واحد باسمه الخاص , وتنفيد جميع الأوامر دون مناقشتها , شروط قاسية كثيرة ومتنوعة تصحبها طوال فترة زواجها , إن هي أرادت الإستمرار في بيت الزوجية ,أو بالأحرى بيت العائلة , فلا بيت لها إلا هذا البيت , مسكينة هذه العروس .
للموضوع بقية , قسمته إلى حلقات .
الحلقة القادمة : الخطبة