الى السيد رئيس الحكومة- الراية رمز لبلاد ماشي شرويطة
لايختلف اثنان في ان العلم الوطني .. يعدا رمزا لهذا البلد.. وقد ذهبت الاف الارواح فداء له ودفاعا عنه .. ومن اجله ضحى المواطنون المغاربة الاحرار في الماضي بالغالي والرخيص.. حيث كان ومازال من المقدسات التي لايمكن أن تمس بسوء او تدنس.
ولهذا على المواطنين المغاربة ان يدركوا انه من اجل ان ترفرف هذه الراية على ارض وطن مستقل.. ينعم بالاستقرار.. فقد ادى الاباء والاجداد الثمن غاليا.. وقد كلفهم ذلك ارواحهم التي استرخصوها.. وبذلوها في سبيل اعلاء كلمة الله.. ورؤية العلم يرفرف خفاقا.. ولم يكونوا في يوم من الايام ينظرون اليه كانه مجرد (خرقة قماش) بل كان له في ضمائرهم حيزا كبيرا من التعظيم... وانه اداة قوية لاستنهاض همم المغاربة للحفاظ على كرامة الوطن ووحدته الترابية .. وان الاهمية التي كانوا يولونها له كانت فوق كل تصور.
ولكن ما يحز في النفس اليوم.. هو لما يرى المرء بام عينيه ان هذا العلم الذي هو جزء لايتجزا من مواطنتنا الحقة اصبح مهملا وفاقدا لاهميته وعمقه الروحي بين ايدي من يجهل المراحل الصعبة التي مر بها ليصل إلى وقتنا هذا.. وهو الذي كان من المفروض بل من الاكيد ان يحظى بالعناية الكبيرة اكراما لارواح الشهداء الذين قدموا دماءهم لغسل عار الاستعمار.. وتمهيدا لزرع حبه في نفوس اطفالنا ليشبوا على حب بلادهم وعلمها.
لهذا.. فغيرتي على وطني.. وعلى علم بلادي هي التي جعلتني اتطرق لهذا الموضوع .. وادق الجرس لاثارة انتباه المسؤولين من اجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على العلم المغربي.. واعطاء الدروس التي من شانها تعليم الجيل الجديد ما كانت الأجيال السابقة توليه للعلم الوطني من تقديس.
وان ما دفعني للخوض في غمار هذا الحديث .. الذي يخيل لبعضهم انه فقط من اجل اسالة المداد هو الوضع الذي لاارضاه ولايرضاه كل مواطن حر مطلع على تاريخ نضال بلاده.. ان يرى فيه العلم المغربي يدمس.. والنقطة التي افاضت الكاس وجعلتني انتفض هي تلك التي سالت من خلال صور بالقيادة العامة لمنظمة كشاف الصحراء المغربية تكشف ان شخص دنس العلم الوطني و السلطة المحلية لمدينة برشيد لا تحرك ساكنا ..
هل وصلت بنا الوقاحة الى ان نعتدي على علم بلادنا
والغريب في الامر.. انه لم يوجد في اللحظة من حرك ساكنا ولا من نهى عن المنكر الذي يرتكب
المهم.. ان كان الشخص المعني اقدم على هذه الفعلة وهو يعلم مدى فداحة غلطته.. فهنا تجب قراءة الفاتحة على مسؤول الشؤون الداخلية بعمالة برشيد الذي عليه المعول لحمل المشعل.. وان لم يكن على بينة مما اقترفه من ذنب في حق الجزء الذي لايتجزا من مقدسات هذا الشعب الابي.. فاللوم كل اللوم الان على السلطة المحلية الذين لامحالة يفقهون في هذه الاشياء.. والذين كان يتوجب عليهم ان يعملوا على استخدام القانون لمحاكمة هذا الشخص وهذا اضعف الايمان
وختاما لا يجهل احد ان هذا العلم يعد اسمى ما هو عند المواطن المغربي.. ولكن مع الاسف الشديد اصبح مع توالي السنوات وسيلة هل هان على هؤلاء ما بذله الجيل السالف من اجل ان يبقى العلم المغربي.. علما يرمز للكيان وللانتماء .. يرمز للوحدة وللفداء .. فلماذا ياترى لا نرفع من شان رمزنا الوطنى انتماء له وتبجيلا.. اين اذن نحن من غيرنا فى حبهم لبلادهم.. اين الغيرة على الوطن.. واين التربية الوطنيه
ارى اننا احوج ما نكون لهذه الغيرة.. وهذا التقديس لعلمنا .. الذي كان ولازال اباؤنا الاشراف اذا راوه خارج المغرب تخفق قلوبهم وتدمع اعينهم شوقا له .