كفاح المرأة المغربية : المكاسب والتطلعات ـ عرض تقدم به د بوحامد عبد القادر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لفائدة النسيج الجمعوي بورزازات
كلمة شكر للجمعية
تهنئة بالعيد
يحتفل العالم في الثامن مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة و ذلك احتفالا بالانجازات التي حققتها المرأة في معركتها النضالية في المساواة مع الرجل والدفاع عن كرامتها وعن حقوقها الاجتماعية و السياسية والاقتصادية ، وكان هذا الاحتفال جاء على إثر عقد أول مؤثمر للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي و الذي عقد سنة 1945 بباريس.
إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يعد فرصة للوقوف على أهم المكتسبات التي حققتها المرأة من جهة والتدكير بالمطالب التي لم تحققها من جهة ثانية.
لكن إذا كان ثامن مارس من كل سنة يعد يوما عالميا للمرأة الغاية والهدف منه التدكير بحقوق المرأة والمطالبة بتحقيق مطالبها في مختلف المجالات فإنه لابد أن نتسائل قبل الخوض في هذا الموضوع عن حقوق المرأة المسلمة من منظور إسلامي.
فبالرجوع إلى العديد من المقالات و المؤلفات الغربية بل وحتى العربية نجد أن العديد من الذين يدافعون عن حرية المرأة يعتبرون وعن خطأ أن النظام الاسلامي يعد من الانظمة التي تحط من المرأة وتنقص من كرامتها فإلى أي حد يمكن أن نتفق مع هذا الرأي؟
إذا ما حاولنا أن ننظر إلى واقع المرأة قبل الاسلام أي في العصر الجاهلي نجد أن المرأة كانت أسيرة، مهمتها الاساسية تتجلى في خدمة الزوج و الاولاد ولم تكن تتمتع بأي حق من الحقوق بل كان ينظر إليها كجسد و ليس كإنسان بل أكثر من هذا كان ينظر إلى البنت وصمة عار وقد كانت بعض القبائل العربية تئد أي تقتل البنت وقد أشار إلى هذا القرآن الكريم إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز " وإذا بشر أحدهم بالأنتى ظل وجهه مسودا وهو كظيم" صدق الله العظيم سورة النحل الآيتين 58 و59. وقال ايضا "وإذا الموؤودة سئلت بأي دنب قتلت"
مع مجيء الاسلام فقد حاول أن يرد للمرأة انسانيتها التي فقدتها وكرامتها التي سلبت منها فقد قال صلى اله عليه وسلم " لايكرمهن إلى كريم ولا يهينهن إلا لئيم"
وقال ايضا "ص" النساء شقائق الرجال"
كما أن الرسول ص جعل المرأة في المرتبة الأولى عن الرجل في الرعاية و العناية فقد روي أن رجل جاء الرسول ص فقال له يارسول الله من أحق الناس بعنايتي فقال رسول الله ص أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم ابوك.
بل أن الرسول ص وقبل لقائه بربه كان من آخر كلامه أن أوصى بالنساء فقال ص استوصو بالنساء خيرا
فقد جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان.. بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها.. والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله..
ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي:
1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم..
2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ)..
3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كان له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن..
4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن)..
5ـ حق الميراث: قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم..
كفاح المرأة المغربية أو ما يمكن أن نسميه بالمرأة المغربية المسلمة الحداثية
أبرز مكاسب المرأة المغربية
1- المكاسب القانونية :
صدور مدونة الاسرة والتي جاءت بعدة مزايا للمرأة :
جعل الاسرة تحت مسؤولية الزوجين معا
جعل الولاية حق للمرأة الرشيدة
مساواة الرجل والمرأة في سن الزواج
الحد من التعدد
جعل الطلاق بيد الزوجين معا
توسيع نطاق حق الزوجة في ممارسة التطليق
تخويل الحفيدة والحفيد من جهة البنت الحق في الوصية الواجبة
تكريس حق الزوجة في الاتفاق على تدبير الأموال المشتركة أثناء الزواج
في القانون الجنائي: تجريم التحرش الجنسي في أماكن العمل :
المادة 503 من القانون الجنائي " يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين وبالغرامة من خمسة آالف إلى خمسين ألف درهم، من أجل جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد الغير أوامر أو تهديدات أو وسائل لإلكراه أو أية وسيلة أخرى مستغال السلطة التي تخولها له مهامه، أغراض ذات طبيعة جنسية"
في القانون التجاري :
المادة 17 من مدونة التجارة نصت على مايلي : " يحق للمرأة المتزوجة أن تمارس التجارة دون أن يتوقف ذلك على إذن من زوجها. كل اتفاق مخالف يعتبر لاغيا."
في قانون الجنسية :
ينص الفصل 6 من قانون الجنسية المغربي الجديد" يعتبر مغربيا الولد المولود من أب مغربي أو أم مغربية".
مدونة الشغل :
جاءت مدونة الشغل بعدة مقتضيات حماية للمرأة العاملة بالنظر إلى ظروفها كمرأة وتتجلى هذه المقتضيات في :
حماية الامومة من خلال حق المرأة في اجازة الولادة (المادة 152)
اجازة تربية المولود
نصف ساعة للإرضاع موضوع
حماية خادمة البيوت ( مشروع قانون)
دور المرأة في صنع القرار
المشاركة السياسية للمرأة
تقلد المناصب العليا
مشاركة المرأة في جميع جوانب المجتمع
بلوغ السلطة
هذه بعض المنجزات المرأة المغربية الحداثية لكن إلى أي حد يمكن القول أن هذه المكتسبات فعلا استفادت منها جميع نساء المغرب و أخص بالذكر المرأة المغربية المحافظة من جهة و المرأة القروية من جهة ثانية ؟ نعطي مثال حقيقي من خلال واقع المرأة بمدينة ورزازات التعليم ( نسبة الفتيات التي يتممن دراستهن العليا )- التوظيف - المشاركة السياسية المرأة المقاولة
في الحقيقة إذا ما حاولنا أن ننظر إلى الخطابات المتعلقة بحرية المرأة وربطها بالواقع الحقيقي للمرأة المغربية فهي لم يحقق منها إلى القليل القليل إذن في نظركم ما هو الحل ؟
2- التطلعات التي تسعى المرأة المغربية لتحقيقها:
- النهوض بالمرأة القروية من خلال محاربة الامية والفقر و التشرد
- اقرار مبدأ تكافؤ الفرص في جل الميادين بحيث أتبتث المرأة قدرتها على تقلد المهام التي كانت حكرا على الرجال
- الرفع من ثمتيلية النساء في الحقل السياسي بذل الاقتصار على وزيرة واحدة بسيمة الحقاوي
- اقرار مواطنة كاملة وفعلية للمرأة المغربية بمشاركتها في جل المجالات التنموية بذل الاقتصار على الاشغال التقليدية
اسباب عدم مشاركة الفعلية للمرأة في صنع القرار
(1)- التقاليد المعادية لحقوق المرأة في المجتمع وعدم تقبل المجتمع لعمل المرأة.
(2)- عدم وعي المرأة نفسها لأهمية مشاركتها في العمل السياسي.
(3)- سيادة التسلط الذكوري على إدارة الدولة ومؤسساتها وسوق العمل واحتكار المناصب العليا من قبل الرجال.
(4)- توظيف النساء في أعمال خدماتية تقليدية
(5)- تحمل المرأة دوما العبء الأكبر في تربية الأطفال ورعاية الأسرة.
(6)- قلة وجود منظمات نسائية ناشطة في الدفاع الحقيقي عن المرأة
(7)- تفشي ظاهرة فقر النساء في كثير من دول العالم .
(8)- تفشي ظاهرة الأمية وانخفاض المستوى التعليمي للنساء
9- غياب ارادة سياسية قوية لتدعيم دور المرأة .
نختم هذا العرض بالقول أنه رغم المجهودات المبذولة من أجل تحقيق المطالب النسوية والمرتبطة بحقوقها فإنه لايمكن أن يتحقق ذلك إلى بوجود ارادة سياسية تأمن بدور المرأة في التنمية وايجاد ترسانة قانونية فعالة تضمن لها تلك المكانة والحقوق وتنزيلها منزلة التطبيق الفعلي على أرض الواقع بذل الاقتصار على مجرد الخطابات والشعارات التي لايتم تذكيرها الا بحلول الثامن مارس من كل سنة.
إن كل الجهود المبذولة من أجل النهوض بأوضاع المرأة العربية لن تؤتي أكلها فقط بسن قوانين والتصديق على اتفاقيات عربية ودولية، وإنما بوجود إرادة سياسية قوية تدعم قضايا المرأة وتضعها على رأس قائمة أولويات الحكومات العربية. هذه الإرادة التي يجب أن تترجم على أرض الواقع في شكل خطط تنموية متكاملة ومندمجة وإجراءات تنفيذية وفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار، الشيء الذي لازال صعبا بسبب عوائق مختلفة. فإذا كان للمرأة حضور ضعيف في الحياة العامة وشبه غياب في هياكل السلطة والمناصب السياسية، فإنها حتما لن تستطيع تحقيق التمكين الاقتصادي وبالتالي المشاركة في المسيرة التنموية لبلدها.
كما يجب ألا نغفل وفي نفس الإطار، دور الإعلام في النهوض بأوضاع المرأة حيث أن إقرار القوانين والاعتراف بالحقوق يجب أن يواكب بالتعبئة والتحسيس داخل المجتمعات. فالميراث الثقافي والتقاليد السائدة يمكن أن يحولوا دون تطبيق القوانين وتقبل المجتمعات للتغيير. لذا، فإننا نأمل أن يسعى الإعلام العربي عبر كل وسائله ومستوياته للعمل بجد على تغيير العقليات وتصحيح الصورة السلبية عن قدرات المرأة المعرفية، السياسية والتنظيمية. فالنهوض بأوضاع المرأة مسؤولية الجميع، ابتداءا من صناع القرار، مرورا بالمرأة نفسها وانتهاءا بالمسؤولين عن الإعلام.
تهنئة بالعيد
يحتفل العالم في الثامن مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة و ذلك احتفالا بالانجازات التي حققتها المرأة في معركتها النضالية في المساواة مع الرجل والدفاع عن كرامتها وعن حقوقها الاجتماعية و السياسية والاقتصادية ، وكان هذا الاحتفال جاء على إثر عقد أول مؤثمر للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي و الذي عقد سنة 1945 بباريس.
إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يعد فرصة للوقوف على أهم المكتسبات التي حققتها المرأة من جهة والتدكير بالمطالب التي لم تحققها من جهة ثانية.
لكن إذا كان ثامن مارس من كل سنة يعد يوما عالميا للمرأة الغاية والهدف منه التدكير بحقوق المرأة والمطالبة بتحقيق مطالبها في مختلف المجالات فإنه لابد أن نتسائل قبل الخوض في هذا الموضوع عن حقوق المرأة المسلمة من منظور إسلامي.
فبالرجوع إلى العديد من المقالات و المؤلفات الغربية بل وحتى العربية نجد أن العديد من الذين يدافعون عن حرية المرأة يعتبرون وعن خطأ أن النظام الاسلامي يعد من الانظمة التي تحط من المرأة وتنقص من كرامتها فإلى أي حد يمكن أن نتفق مع هذا الرأي؟
إذا ما حاولنا أن ننظر إلى واقع المرأة قبل الاسلام أي في العصر الجاهلي نجد أن المرأة كانت أسيرة، مهمتها الاساسية تتجلى في خدمة الزوج و الاولاد ولم تكن تتمتع بأي حق من الحقوق بل كان ينظر إليها كجسد و ليس كإنسان بل أكثر من هذا كان ينظر إلى البنت وصمة عار وقد كانت بعض القبائل العربية تئد أي تقتل البنت وقد أشار إلى هذا القرآن الكريم إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز " وإذا بشر أحدهم بالأنتى ظل وجهه مسودا وهو كظيم" صدق الله العظيم سورة النحل الآيتين 58 و59. وقال ايضا "وإذا الموؤودة سئلت بأي دنب قتلت"
مع مجيء الاسلام فقد حاول أن يرد للمرأة انسانيتها التي فقدتها وكرامتها التي سلبت منها فقد قال صلى اله عليه وسلم " لايكرمهن إلى كريم ولا يهينهن إلا لئيم"
وقال ايضا "ص" النساء شقائق الرجال"
كما أن الرسول ص جعل المرأة في المرتبة الأولى عن الرجل في الرعاية و العناية فقد روي أن رجل جاء الرسول ص فقال له يارسول الله من أحق الناس بعنايتي فقال رسول الله ص أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم أمك تم قال الرجل تم من قال رسول الله تم ابوك.
بل أن الرسول ص وقبل لقائه بربه كان من آخر كلامه أن أوصى بالنساء فقال ص استوصو بالنساء خيرا
فقد جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان.. بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها.. والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله..
ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي:
1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم..
2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ)..
3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كان له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن..
4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن)..
5ـ حق الميراث: قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم..
كفاح المرأة المغربية أو ما يمكن أن نسميه بالمرأة المغربية المسلمة الحداثية
أبرز مكاسب المرأة المغربية
1- المكاسب القانونية :
صدور مدونة الاسرة والتي جاءت بعدة مزايا للمرأة :
جعل الاسرة تحت مسؤولية الزوجين معا
جعل الولاية حق للمرأة الرشيدة
مساواة الرجل والمرأة في سن الزواج
الحد من التعدد
جعل الطلاق بيد الزوجين معا
توسيع نطاق حق الزوجة في ممارسة التطليق
تخويل الحفيدة والحفيد من جهة البنت الحق في الوصية الواجبة
تكريس حق الزوجة في الاتفاق على تدبير الأموال المشتركة أثناء الزواج
في القانون الجنائي: تجريم التحرش الجنسي في أماكن العمل :
المادة 503 من القانون الجنائي " يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين وبالغرامة من خمسة آالف إلى خمسين ألف درهم، من أجل جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد الغير أوامر أو تهديدات أو وسائل لإلكراه أو أية وسيلة أخرى مستغال السلطة التي تخولها له مهامه، أغراض ذات طبيعة جنسية"
في القانون التجاري :
المادة 17 من مدونة التجارة نصت على مايلي : " يحق للمرأة المتزوجة أن تمارس التجارة دون أن يتوقف ذلك على إذن من زوجها. كل اتفاق مخالف يعتبر لاغيا."
في قانون الجنسية :
ينص الفصل 6 من قانون الجنسية المغربي الجديد" يعتبر مغربيا الولد المولود من أب مغربي أو أم مغربية".
مدونة الشغل :
جاءت مدونة الشغل بعدة مقتضيات حماية للمرأة العاملة بالنظر إلى ظروفها كمرأة وتتجلى هذه المقتضيات في :
حماية الامومة من خلال حق المرأة في اجازة الولادة (المادة 152)
اجازة تربية المولود
نصف ساعة للإرضاع موضوع
حماية خادمة البيوت ( مشروع قانون)
دور المرأة في صنع القرار
المشاركة السياسية للمرأة
تقلد المناصب العليا
مشاركة المرأة في جميع جوانب المجتمع
بلوغ السلطة
هذه بعض المنجزات المرأة المغربية الحداثية لكن إلى أي حد يمكن القول أن هذه المكتسبات فعلا استفادت منها جميع نساء المغرب و أخص بالذكر المرأة المغربية المحافظة من جهة و المرأة القروية من جهة ثانية ؟ نعطي مثال حقيقي من خلال واقع المرأة بمدينة ورزازات التعليم ( نسبة الفتيات التي يتممن دراستهن العليا )- التوظيف - المشاركة السياسية المرأة المقاولة
في الحقيقة إذا ما حاولنا أن ننظر إلى الخطابات المتعلقة بحرية المرأة وربطها بالواقع الحقيقي للمرأة المغربية فهي لم يحقق منها إلى القليل القليل إذن في نظركم ما هو الحل ؟
2- التطلعات التي تسعى المرأة المغربية لتحقيقها:
- النهوض بالمرأة القروية من خلال محاربة الامية والفقر و التشرد
- اقرار مبدأ تكافؤ الفرص في جل الميادين بحيث أتبتث المرأة قدرتها على تقلد المهام التي كانت حكرا على الرجال
- الرفع من ثمتيلية النساء في الحقل السياسي بذل الاقتصار على وزيرة واحدة بسيمة الحقاوي
- اقرار مواطنة كاملة وفعلية للمرأة المغربية بمشاركتها في جل المجالات التنموية بذل الاقتصار على الاشغال التقليدية
اسباب عدم مشاركة الفعلية للمرأة في صنع القرار
(1)- التقاليد المعادية لحقوق المرأة في المجتمع وعدم تقبل المجتمع لعمل المرأة.
(2)- عدم وعي المرأة نفسها لأهمية مشاركتها في العمل السياسي.
(3)- سيادة التسلط الذكوري على إدارة الدولة ومؤسساتها وسوق العمل واحتكار المناصب العليا من قبل الرجال.
(4)- توظيف النساء في أعمال خدماتية تقليدية
(5)- تحمل المرأة دوما العبء الأكبر في تربية الأطفال ورعاية الأسرة.
(6)- قلة وجود منظمات نسائية ناشطة في الدفاع الحقيقي عن المرأة
(7)- تفشي ظاهرة فقر النساء في كثير من دول العالم .
(8)- تفشي ظاهرة الأمية وانخفاض المستوى التعليمي للنساء
9- غياب ارادة سياسية قوية لتدعيم دور المرأة .
نختم هذا العرض بالقول أنه رغم المجهودات المبذولة من أجل تحقيق المطالب النسوية والمرتبطة بحقوقها فإنه لايمكن أن يتحقق ذلك إلى بوجود ارادة سياسية تأمن بدور المرأة في التنمية وايجاد ترسانة قانونية فعالة تضمن لها تلك المكانة والحقوق وتنزيلها منزلة التطبيق الفعلي على أرض الواقع بذل الاقتصار على مجرد الخطابات والشعارات التي لايتم تذكيرها الا بحلول الثامن مارس من كل سنة.
إن كل الجهود المبذولة من أجل النهوض بأوضاع المرأة العربية لن تؤتي أكلها فقط بسن قوانين والتصديق على اتفاقيات عربية ودولية، وإنما بوجود إرادة سياسية قوية تدعم قضايا المرأة وتضعها على رأس قائمة أولويات الحكومات العربية. هذه الإرادة التي يجب أن تترجم على أرض الواقع في شكل خطط تنموية متكاملة ومندمجة وإجراءات تنفيذية وفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار، الشيء الذي لازال صعبا بسبب عوائق مختلفة. فإذا كان للمرأة حضور ضعيف في الحياة العامة وشبه غياب في هياكل السلطة والمناصب السياسية، فإنها حتما لن تستطيع تحقيق التمكين الاقتصادي وبالتالي المشاركة في المسيرة التنموية لبلدها.
كما يجب ألا نغفل وفي نفس الإطار، دور الإعلام في النهوض بأوضاع المرأة حيث أن إقرار القوانين والاعتراف بالحقوق يجب أن يواكب بالتعبئة والتحسيس داخل المجتمعات. فالميراث الثقافي والتقاليد السائدة يمكن أن يحولوا دون تطبيق القوانين وتقبل المجتمعات للتغيير. لذا، فإننا نأمل أن يسعى الإعلام العربي عبر كل وسائله ومستوياته للعمل بجد على تغيير العقليات وتصحيح الصورة السلبية عن قدرات المرأة المعرفية، السياسية والتنظيمية. فالنهوض بأوضاع المرأة مسؤولية الجميع، ابتداءا من صناع القرار، مرورا بالمرأة نفسها وانتهاءا بالمسؤولين عن الإعلام.