محمد علي وبوغوص بك يوسفيان
محمد علي و بوغوص بك يوسيفيان وحكاية صورة
بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف عدد فبراير 1999
..............
احتفلت المؤسسات الثقافية في مصر بذكري مرور 150 سنة علي وفاة والي مصر محمد علي باشا وسوف تحتفل هذه المؤسسات عام 2005 علي مستوي دولي بذكري مرور قرنين علي تولية محمد علي حكم مصر . ولعل هذا يعكس بوضوح وضعية محمد علي في ذاكرة التاريخ المصري وفي العقل الجمعي للجماهير المصرية العريضة علي مختلف أيديولوجياتها وهكذا ، مازال هذا الجندي الألباني شخصية محورية تثير حولها جدلا مستمرا ولكن مهما تباينت الرؤى عنه وحوله ، فيكفي أنه وبحق مؤسس مصر الحديثة .
هذا وقد سعي محمد علي إلي إقامة حكم ذاتي في مصر . ولهذا قام بسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي استلزمت إدارتها أعوانا مخلصين . ومن ثم آثر الاعتماد علي عناصر تتميز بالولاء لشخصه حتي تؤازره في تحقيق مشروعاته. في هذا الصدد كان بوغوص بك يوسيفيان ( 1769- 1844) الأرمني الأزميري في طليعة العناصر التي عملت معه حتي صار ناظرا للتجارة والأمور الخارجية منذ عام 1866 حتي وفاته في عام 1844.
وتجدر الإشارة إلي أن العلاقات قد توثقت بشدة بين محمد علي وبوغوص حتي أضحي الأخير المرآة الشخصية لمحمد علي والمخلص الوحيد له بين حاشيته . كما كان الباشا علي دراية تامة بكل مايجري من حوله من خلال بوغوص الذي عرف معلومات غزيرة عن الأسواق الأوروبية والأحداث السياسية العالمية حتي قيل أنه مستشار محمد علي وفيلسوفه وصديقه الوحيد . ولم يحدد محمد علي راتبا له بل ائتمنه علي أن يفعل مايروق له ، فكان عند حسن الظن ولم تمتد يده إلي المال العام، ولعل مثل هذا السلوك الصادر عن شخصية مرتابة مثل محمد علي إنما يدل علي ثقته التي لم يحظ بها سوي هذا الرجل.
أما هذه الصور نفقد رسمت في 12 مايو 1839 أثناء مقابلة بين محمد علي والكولونيل الإنجليزي باتريك كامبل بالإسكندرية لمناقشة الطريق البري إلي الهند. ويظهر فيها بوغوص واقفا خلف عباس الأول حفيد محمد علي الواقف علي يمين الباشا . وهنا كان دور بوغوص مترجما ومستشارا فضلا عن كونه وزيرا للخارجية المصرية ، وتجدر الإشارة إلي أن بوغوص يوسيفيان هو أول وزير خارجية لمصر في تاريخها الحديث.
............