فضاءات جديدة المنزلة

جديدة المنزلة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عطا درغام
مسجــل منــــذ: 2010-12-13
مجموع النقط: 39.96
إعلانات


محمد نجيب في كنيسة الأرمن الأرثوذكس


بقلم :الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف -عدد فبراير 1998
.......
زار الرئيس محمد نجيب- أول رئيس لجمهورية مصر العربية كنيسة الأرمن الأرثوذكس بشارع الملكة ( رمسيس حاليا ) في يوم الأحد 16 نوفمبر 1952 . وكان نجيب قد قرر زيارة كنيسة الأرمن ،وقد اكتظت منذ الصباح بجموع حاشدة من الرجال والسيدات والشيوخ والأطفال حتي ضاقت بهم رغم اتساعها . ووقف الجميع في نظام تام يدعو إلي الإعجاب. وأقبل نجيب وسط عاصفة من التصفيق حتى وصل إلي مدخل الكنيسة حيث وقف في استقباله رجالها وعلي رأسهم المطران مامبريه سيرونيان . ثم حضر الرئيس الصلاة ودعا المطران له خلالها أكثر من مرة .
ثم ألقت طفلة أرمنية كلمة باللغة العربية باسم تلاميذ المدارس الأرمنية في مصر . ومما جاء فيها " .. نحبك من أعماق قلوبنا ، لأننا نسمع عن حبك لمن هم في مثل أعمارنا ونلمسه ، فأنت لست أبا لأبنائك الثلاثة فحسب ، ولكن أبا لكل مصر ، لأنك طيب ، ولأنك تحب هذا الشعب الكريم ، الذي وهبت له حياتك أنت وزملاؤك الأمجاد..." .وألقي الأسقف مامبريه سيرونيان مطران الأرمن الأرثوذكس في مصر كلمة جاء فيها : " إننا نشعر بالحب والإخلاص لكم ؛لأنكم كنتم ذلك المواطن المخلص الجريء ، الذي حمل شعلة الحرية والعدالة فطهرتم البلاد من الفساد والطغيان، ونشرتم فيها ألوية الحق والعدالة ، ورددتم بذلك إلي النفوس المعذبة والمضطهدة الطمأنينة والإيمان بالمستقبل...وأن تقديرنا وحبنا لكم يفسره أيضا ما يختلج في نفوسنا جميعا من مشاعر الفرح والتأييد لحركة الجيش المباركة،التي توليتم أمرها ، فحررتم البلاد من الطغيان والظلم والفساد ، وان أبناء الشعب الأرمني الذي اضطهد واستشهد وتشرد في سبيل الوطن وحريته مما سطره التاريخ بمداد من الدمع والدم، ليقدر أكثر من غيره ذلك الدور الكبير الذي قام به الجيش المصري الباسل تحت قيادتكم الحكيمة لتحرير البلاد ونشر العدالة والمساواة " .
وأخيرا ، ألقي نجيب كلمة هذا نصها : " إنني سعيد بهذه الفرصة ، ذلك أنني أجد وجوها ملا قلوبها الإيمان ، فالشعب الأرمني شعب عظيم ، امتاز بالجلد والخبرة والمهارة .ذلك الشعب الذي عاني من الطغيان والظلم مثل ما ذقناه في مصر ، ولا يشعر بذلك إلا من ذاق الذل والاستعمار . إن الشعب الأرمني بفضل شجاعته وإيمان رجاله تغلب علي المصاعب والاضطهاد وصار شعبا كريما .
لقد دخلت هذه الدار لأول مرة مغتبطا وسأخرج وأنا أشد اغتباطا وسرورا . فلقد استرعت نظري ظاهرة عظيمة هي النظام ،وهذا ليس غريبا ، فالنظام هو أحد ميزات الشعب الأرمني .
وبهذه المناسبة أقول أن موعدي كان الحادية عشرة . ولكن زيارتي لمعسكر الهايكستب قد أخرتني ، لذلك فانا أعتذر عن المدة التي تأخرتها . وأرجو ألا أكون أخرتكم عن الصلاة.
وفي الختام أشكر سيدي البطريرك، وأطلب من الله ان يوفقنا جميعا لما فيه الخير ، فنعيش جنبا إلي جنب أخوة ، لا فرق بين مسيحي ومسلم . وبهذه المناسبة أرجو ألا تستمعوا إلي كلمات التفرقة بين العناصر. لقد زالت هذه التفرقة منذ ثورة 1919 ومنذ أقدم العصور نعيش إخواننا الأرمن معنا جنبا إلي جنب في وئام وسلام ومحبة " .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة