أفرا

الشعب يريد , كلمة قاسية تقض مضاجع أصحاب المعالي والفخامة وتزلزل عروشهم . فمن الشعوب من يريد إسقاط النظام , ومنهم من يريد إسقاط الحكومة , ومنهم من يريد إسقاط الفساد , ,ومنهم من يريد إسقاط الإستبداد , ومنهم من يريد { معمر العقيد } ومنهم من يريد الإستقرار . لكن قصتي مع هذه الجملة فهي مختلفة , في كل مرة يطلب مني أبنائي الخروج معهم في نزهة إلى الغابة , ولكثرة انشغالاتي كنت في كل مرة أتدرع لهم بدريعة , وفي يوم من الأيام وبينما أنا داخل إلى البيت وجدت أمامي على الجدران المقابل للباب ورقة بيضاء مكتوب عليها { الشعب يريد الخروج في نزهة إلى الغابة } .فكرت حينها مليا وأحسست بخطورة الموضوع , فالربيع العربي علمنا قواعد اللعبة , وبطبيعة الحال عقدت اجتماعا طارءا لمجلس الأسرة بحضور زعيم المعارضة { الزوجة } ولم أضع شروطا مسبقة للحوار , وتحاورت معهم , ولبيت مطالبهم , واستطعت أن أسحب البساط من تحت أقدام المعارضة واستطعت أن أستمر في التربع على عرش الأسرة وتجنبت الرحيل , فجملة الشعب يريد تليها كلمة إرحل ,فالدرس واضح ولا مجال للمناورة , وقد يرتفع سقف المطالب .
ومن باب الأخوة , لابد لي هنا أن أوجه نصيحة إلى رب كل أسرة , كي يبادر بفتح حوار جدي وعميق وبدون شروط مسبقة مع رعيته إن أراد الإستمرار في تربعه على عرش أسرته , فزعماء المعارضة { الزوجات } يتربصون بهم وقد ينقضوا عليهم في أية لحظة , وقد يستغلون مطالب أطفال الثورة , فإذا سمعت كلمة الشعب يريد , فبادر إلى الإستجابة قبل أن يطلبوا منك الرحيل .