عيد المزارعين أو { المعرف نيمروكا } بأفرا
يقام {المعروف نيمروكا} كل سنة بعد نهاية الموسم الفلاحي وجمع المحاصيل من الحبوب ,حيث يوجه المسؤل عن الساقية ويسمى { العامل نتركا } أي عامل الساقية, يوجه الدعوة إلى جميع { إيمروكا } وهم المزارعون , من أجل استصلاح الساقية استعدادا للموسم الفلاحي الجديد , ولا يتبوء منصب { العامل نتركا } كل من هب ودب , بل يشترط في { العامل نتركا } أن يحصل على موافقة الغالبية المطلقة من أصوات { إيمروكا } أو المزارعين , فالنظام الديمقراطي هو المعتمد من طرف المزارعين ولا مجال للدكتاتورية في مجتمع { إيمروكا } , والكفاءة هي المعيار الأنسب لاختيار { العامل نتركا } ويشترط فيه أن يكون على معرفة جيدة بما يسمى { تيرام } وهي الحصص المائية, وأن يعرف حصة كل مزارع , فالحصة الواحدة وتسمى { تيرمت } تتكون من 12 ساعة , تكون إما ليلا أو نهارا , ونصف الحصة تتكون من 6 ساعات وتسمى { النص نتيرمت } وربع الحصة من 3 ساعات وتسمى { الربع نتيرمت } أما ثمن الحصة فيتكون من ساعة ونصف ويسمى { الثمن } نصف الثمن أو الجزء من 16 فيسمى { تخروبت } ,كما يجب على {العامل نتركا } أن يكون على علم بأدق التفاصيل بأوقات الحصص المائية , ومتى تكون حصة كل مزارع , أتكون ليلا أم نهارا , وأن يكون أيضا على علم بما يسمى { تكتومت } وهي عصا طويلة يتم بواسطتها اقتسام المسافات التي يجب استصلاحها من طرف المزارعين كل حسب حصصه , فلا مجال للخطأ , ويتلقى {العامل نتركا} تعويضا سنويا من الحبوب عن جميع الحصص المائية كل حسب حصصه .
وبعدما يتم استصلاح الساقية وتنظيفها يجتمع المزارعون قرب { أكوك } وهو عبارة عن حاجز حجري يضعه المزارعون في النهر ويمتد عرض النهر من الضفة إلى الأخرى , من أجل ضمان تحويل الماء من النهر إلى الساقية . يعطي عامل الساقية انطلا ق عملية الموسم السقوي الجديد وذالك بفتح { إيمي نتاركا } أي باب الساقية , وبعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام , وأن الماء يجري من النهر صوب الساقية بشكل جيد , يتم ذبح بقرة بباب الساقية احتفالا بانطلاق موسم السقي , وينشر العامل رداءا على الأرض يسمى { أعبان } تجمع فيه البرعات لصالح المزارعين , تكون إما نقودا أو حبوبا أو سكرا , وبعد الإنتهاء من جمع التبرعات , يعود المزارعون من { أكوك } إلى { إيسيل } وهي منطقة عبارة عن وادي يفصل بين ضفتي أفرا الشرقية والغربية , وهناك تقسم التبرعات بين مزارعي الضفتين , ويعود أهل الضفة الغربية أدراجهم , بينما أهل الضفة الشرقية يكملون مسيرتهم إلى أخر دوار , وهو دوار أيت ساكت , ويتم بيع نصيبهم من الحبوب والسكر , ثم يعود مزارعو دوار أيت عبد الله إلى منطقة تسمى { إيمي نيغرم} لاستكمال باقي الطقوس ,حيث يقوم المزارعون بتقسيم اللحوم التي أتوا بها من { أكوك } فيما بينهم , إلى قطع تسمى كل قطعة { تيقيميت } وتوزع بين جميع المزارعين , أما السقوط والجلد فتتم المزايدة عليها , ولا يتم تأدية ثمنها إلا في السنة المقبلة , ويختتم الحفل بالدعاء للجميع سائلين المولى عز وجل أن يمن عليهم بموسم فلاحي جيد .