شوق إلى الشام
شوق إلى الشام
قصيدة لخير الدين الزركلي ، كتبها مبينا شوقه إلى الشام عندما أجبر على مغادرتها
العين بعد فراقها الوطنا ( الزركلي )
العـيـن بعـد فـراقـهـا الـوطـنا : لا سـاكـنـاً ألـفـت ولا سـكنـا
ريـانـة بـالـدمع أقـلـقـهــــــــا: ألا تـحـسَّ كـرىً ولا وسنا
كـانـت تـرى فـي كـل سانـحـةٍ : حسناً، وباتت لا ترى حسنا
والـقـلـب لـولا أنـةٌ صـعـدت : أنـكـرته وشـكـكـت فـيه أنـا
لـيـت الـذين أحـبـهـم عـلموا : وهـم هـنالك ما لـقـيـت هـنـا
ما كـنـت أحـسـبـني مفـارقهـم : حـتى تـفـارق روحي البدنا
يـا مـوطـناً عـبـث الـزمان بـه : من ذا الذي أغرى بك الزمنا ؟
قد كان لي بك عن سواك غنى : لا كان لي بسواك عنك غنى
مــاكـنـت إلا روضـــة أنــفــاً : كـرمت وطابت مغـرساً وجـنى
عـطـفـوا عليك فأوسعوك أذىً : وهـم يـسـمـون الأذى مـنـنا
وحـنـوا عـليك فجردوا قـضباً : مـسـنـونـةً وتـقـدمـوا بـقـنا
يا طـائراً غـنّـى عـلى غـصـن : والـنـيـل يـسـقي ذلك الغـصنا
زدني وهج ما شئت من شجني : إن كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكـرتـنــي مــا لـسـت نـاسـيه : ولربَّ ذكـرى جـددت حَـَزنا
أذكـرتـني " بـردى " وواديه : والـطـيـر آحـاداً بـه وثـنــا
وأحـبـة أسـررت مـن كـلـفـي : وهـواي فـيهـم لاعـجـاً كَـمنا
كــم ذا أغــالـبـه ويـغـلـبـنـي : دمـعٌ إذا كـفـكـفـتـه هــتـنـــا
لي ذكـريـات فـي ربـوعــهـم : هـن الحـياة تـألـقـاً وسـنـا
إن الـغـريـب مـعــذب أبـداً : إن حـلَّ لـم يـنـعـم وإن ظـعـنا