ما ودعك ربك وما قلى
( ما ودعك ربك وما قلى )
في الآية حذف للضمير
إذ : القياس ( وما قلاك )
اختُلف في تعليل الحذف في هذه الآية فوجهه الفخر الرازي بثلاث علل:
1/ اكتفاء بالكاف الأولى.
2/ اتفاق الفواصل أوجب حذفها.
3/ حذف المعمول المؤذن بالعموم، والمعنى: " أنه ما قلاك ولا قلى أحدا من أصحابك ولا أحدا ممن أحبك إلى يوم القيامة، تقريرا لقوله ( المرء مع من أحب)" .
والقول بأن اتفاق الفواصل أوجب الحذف ردته الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ردا علميا سديدا فقالت:
" وأما تعليل الحذف برعاية الفاصلة فليس من المقبول عندنا أن يقوم البيان القرآني على اعتبار لفظي محض وإنما الحذف لمقتضى معنوي بلاغي يقويه الأداء اللفظي دون أن يكون الملحظ الشكلي هو الأصل ولو كان البيان القرآني يتعلق بمثل هذا لما عدل عن رعاية الفاصلة في آخر سورة الضحى: (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث)وليس في السورة كلها ثاء فاصلة، بل ليس فيها حرف الثاء على الإطلاق ولم يقل تعالى (فخبّر) لتتفق الفواصل على مذهب أصحاب الصنعة ومن يتعلقون به"
التفسير البياني للقرآن الكريم
د .عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ )