يا بغداد إنا قادمون
الكاتب:
صالح عوض
يا بغداد إنا قادمون
الكاتب:
صالح عوض
"يا بغداد إنا قادمون".. هذا شعار ملايين العراقيين المنتفضين على طول وعرض الوطن وكأنهم يريدون للعراق أن يولد من جديد.. أجل إنهم العراقيون الذين لا يعرفون انكسارا ولا يندحرون عن ذروة المجد.
من أجمل صور البيان التي قرأتها عن ضخامة حجم التحديات، وصف شاعر العرب المتنبي: "وتكسرت النصال على النصال"، وما وجدت وصفا لما يمر به العراق أدق من هذا، حيث يصبح الهروب من الأرقام والواقع إلى اللغة وما تحمله من إشارات ومضامين وبيان مفزعا ضروريا للخروج من وطأة الجراح التي صعبت على الرتق.
العراق بعد الحرب الكونية عليه أصبح في عداد الدول الفاشلة والبلاد المشتتة المنهوبة والشعب المبعثر على الطوائف والمناطق، وكأن غطاء حديديا انقشع عنه فإذا بكل مكونات البلد لا رابط لها ولا ناظم.. هكذا أرادت أمريكا العراق، لأنها كانت تعرف أن العراق هو عقل العرب وسيفهم وبيانهم وذاكرتهم الحضارية التي بها يفتخرون فكان لابد من تدمير ذلك كله، وأعانهم في هذه المهمة القذرة شذاذ الآفاق من حكام ملعونين وجماعات فاسدة الوجدان والضمير.. وكان العراق يلعق جراحه والنصال تتناوشه من ذات اليمين إلى ذات اليسار وهو يحاول ويحاول حتى جثا على ركبتيه ظن الجميع انه النهاية الماحقة للعراق ومجد الأمة..
إلا أن المقاومة العراقية نهضت معافاة من تحت ركام النار التي سعرتها جيوش الغربيين تكشف للعالم اجمع انه ليس عبثا كان العراق أرومة العرب ومعينهم الذي لا ينضب ومصنع حضارتهم التي لم يتجاوزها الزمن.. مقاومة أذلت الأمريكان وألحقت بهم خسائر معنوية مذهلة وخسائر مادية جعلت اقتصادهم قاب قوسين أو أدنى من الانهيار العظيم.
والآن في محاولة نهوض العراق انتفاضة شعب بكامله من جنوبه إلى وسطه وشماله وشرقه وغربه في ديالى ونينوى والأنبار والموصل وبغداد والنجف والبصرة، في تكريت والحلة وسامراء والفالوجة.. شعب ينتفض يقول بلسان واحد "يا بغداد إنا قادمون".
والنظام المشلول الديكتاتوري والبشع والمرتكب لجرائم بحق الإنسانية يحاول إثارة الفتنة الطائفية وبدون أدنى حد من مسؤولية تجاه الوطن والشعب، يحذر من اشتعال حرب طائفية ويتورط في تهيئة الأجواء لها.. لكنه لا يدرك ان العراقيين ليسوا كسواهم، فهم في وحدة من دم ودين لا تنفصم، فالشيعة وأهل السنة أنساب وأقارب وعشيرة واحدة، ونسي النظام ان الشيعة بعد الاستقلال هم من أصر أن يكون الحاكم سني لكي يسهل على العراق الانخراط التام بالعرب.. ونسي النظام الديكتاتوري ان أكثر من ثلثي المطلوبين بالقتل للقوات الامريكية كانوا من الشيعة.
في العراق لا طائفية إلا في عقول أصحاب المشاريع الفئوية والمصالح الحزبية والشخصية.. أما العراق بلد الحضارة فهو بلد التعدد والاجتهاد والفلسفات والفقه والتناغم والتكامل بين الأطراف التي لا مجال لانفصامها..
اجل ان العراق يولد من جديد.. وكما اندحر الاحتلال سيندحر الديكتاتوريون الطائفيون العنصريون.. انه العراق، سيف العرب وعقلهم وروحهم الذي لا ينكسر.
***الشروق الجزائرية***
صالح عوض
يا بغداد إنا قادمون
الكاتب:
صالح عوض
"يا بغداد إنا قادمون".. هذا شعار ملايين العراقيين المنتفضين على طول وعرض الوطن وكأنهم يريدون للعراق أن يولد من جديد.. أجل إنهم العراقيون الذين لا يعرفون انكسارا ولا يندحرون عن ذروة المجد.
من أجمل صور البيان التي قرأتها عن ضخامة حجم التحديات، وصف شاعر العرب المتنبي: "وتكسرت النصال على النصال"، وما وجدت وصفا لما يمر به العراق أدق من هذا، حيث يصبح الهروب من الأرقام والواقع إلى اللغة وما تحمله من إشارات ومضامين وبيان مفزعا ضروريا للخروج من وطأة الجراح التي صعبت على الرتق.
العراق بعد الحرب الكونية عليه أصبح في عداد الدول الفاشلة والبلاد المشتتة المنهوبة والشعب المبعثر على الطوائف والمناطق، وكأن غطاء حديديا انقشع عنه فإذا بكل مكونات البلد لا رابط لها ولا ناظم.. هكذا أرادت أمريكا العراق، لأنها كانت تعرف أن العراق هو عقل العرب وسيفهم وبيانهم وذاكرتهم الحضارية التي بها يفتخرون فكان لابد من تدمير ذلك كله، وأعانهم في هذه المهمة القذرة شذاذ الآفاق من حكام ملعونين وجماعات فاسدة الوجدان والضمير.. وكان العراق يلعق جراحه والنصال تتناوشه من ذات اليمين إلى ذات اليسار وهو يحاول ويحاول حتى جثا على ركبتيه ظن الجميع انه النهاية الماحقة للعراق ومجد الأمة..
إلا أن المقاومة العراقية نهضت معافاة من تحت ركام النار التي سعرتها جيوش الغربيين تكشف للعالم اجمع انه ليس عبثا كان العراق أرومة العرب ومعينهم الذي لا ينضب ومصنع حضارتهم التي لم يتجاوزها الزمن.. مقاومة أذلت الأمريكان وألحقت بهم خسائر معنوية مذهلة وخسائر مادية جعلت اقتصادهم قاب قوسين أو أدنى من الانهيار العظيم.
والآن في محاولة نهوض العراق انتفاضة شعب بكامله من جنوبه إلى وسطه وشماله وشرقه وغربه في ديالى ونينوى والأنبار والموصل وبغداد والنجف والبصرة، في تكريت والحلة وسامراء والفالوجة.. شعب ينتفض يقول بلسان واحد "يا بغداد إنا قادمون".
والنظام المشلول الديكتاتوري والبشع والمرتكب لجرائم بحق الإنسانية يحاول إثارة الفتنة الطائفية وبدون أدنى حد من مسؤولية تجاه الوطن والشعب، يحذر من اشتعال حرب طائفية ويتورط في تهيئة الأجواء لها.. لكنه لا يدرك ان العراقيين ليسوا كسواهم، فهم في وحدة من دم ودين لا تنفصم، فالشيعة وأهل السنة أنساب وأقارب وعشيرة واحدة، ونسي النظام ان الشيعة بعد الاستقلال هم من أصر أن يكون الحاكم سني لكي يسهل على العراق الانخراط التام بالعرب.. ونسي النظام الديكتاتوري ان أكثر من ثلثي المطلوبين بالقتل للقوات الامريكية كانوا من الشيعة.
في العراق لا طائفية إلا في عقول أصحاب المشاريع الفئوية والمصالح الحزبية والشخصية.. أما العراق بلد الحضارة فهو بلد التعدد والاجتهاد والفلسفات والفقه والتناغم والتكامل بين الأطراف التي لا مجال لانفصامها..
اجل ان العراق يولد من جديد.. وكما اندحر الاحتلال سيندحر الديكتاتوريون الطائفيون العنصريون.. انه العراق، سيف العرب وعقلهم وروحهم الذي لا ينكسر.
***الشروق الجزائرية***