إكراهات العمل الجمعوي (02)
إكراهات العمل الجمعوي (02)
كان لابد منا أن نتحلى بكثير من الجرأة لنعترف بأن العمل الجمعوي دو المواصفات الحقيقة والركائز التي تؤطره بأن هذا العمل لا زالت منطقتنا تفتقر إليه ، ربما سيكون لكلامي هذا شيء من اللامبالاة وعدم الاكتراث إليه ، لا لشيء إلا انعدام الجرأة كما أسلفت بالذكر.
والسؤال العريض الواجب طرحه في إطار هذا المشهد، وقد طرحتــه على العديد من أعضاء بعض الجمعيات - بين قوسين - وهو كالتالي :
كيف تنظر إلى العمل الجمعوي ?
في الحقيقة وما جعلني في غرابة من أمري أن اغلب هؤلاء المستجوبين ومنهم حاملي شهادات جامعية أقول كان ردهم كله موحدا وهو أن العمل الجمعوي لديهم منحصر في القدرة والاستطاعة في جمع اكبر قدر من المال والمساهمات المادية ، هذا هو العمل الجمعوي الحقيقي في وجهة نظرهم وأن الرصيد المالي هو المعيار الأساسي لديهم في تصنيف الجمعيات العاملة والنشيطة.
لهذا وبعدما اطلعت على بعض الأبحاث الميدانية بخصوص الجمعيات النشيطة استنتجت مجموعة من النقط العالية الأهمية ومنها أن تلك الجمعيات النشيطة التي لها استمرارية هو العمل الجمعوي الحقيقي الذي انخرطت فيه وذلك من خلال الإدارة الجماعية والتدبير التشاركي لانشطتها الجمعوية. وليس المادة كما يتصوره أصحابنا المستجوبين .
نعم ، للرصيد المالي قدر كبير من الأهمية خصوصا في انجاز بعض المشاريع الكبرى التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها ، لكن لا يجب دائما أن نضع هذا العنصر يحظى بأولوياتنا في التسيير الجمعوي وخير دليل ما وصل إليه المجتمع الصيني من تنمية وتقدم في شتى الميادين لا لشيء إلا انه متشبع بروح العمل الجمعوي التشاركي المبني على الجدية في العمل والإخلاص في الانجاز رغم انعدام أو قلة هذه الموارد المالية التي يتحدث عنها البعض ..
والسلام.
ولي كلام كثير في هذا المجال ..... فترقبوا متابعة الموضوع ...............