الجبال لا تسقط ... !
أشهد شهادة من يدفعه مناخ رديئ في وطن إسلامي,إلى رفع شعار المسؤولية بديلا للحرية والديمقراطية والحداثة,وتأكيدا على خسارة هذه المفاهيم المزيفة في أوساط المغاربة.. جب شوارعنا المليئة بالكاسيات العاريات, ورجال في حلة نسائية,وتطاول على مقدساتنا الدينية...
إن منطق الحرية غير وارد،هذا كلام غير سليم من حيث المبدأ، فالغرب يطلبون الحرية في اتجاه واحد, ففي ألمانيا مثلا أسس صاحب مجلة"سانكت باولي تسايتونج" حزبا في هامبورغ أسماه:" حزب الجنس",شعاره:الحرية الجنسية للجميع...الرجل يتزوج الرجل والمرأة تتزوج المرأة والازواج يتبادلون زوجاتهم في الفراش والاولاد والبنات يتدربون على الجنس من سن التاسعة,أما النظر الى الخيانة الزوجية,على انها الامر العادي والطبيعي والمألوف...
هل تظنون أن الحرية هي أن تفعل ما تشاء؟ لا,الحرية التزام ومسؤولية وانضباط بضوابط الشرع الاسلامي في البلاد الاسلامية...
ففي مصرمثلا خرجت القاصر علياء على صفحات النت بصور عارية فيها, تعلن أن جسدها هو ملك لها,وأنها أخرجته من السجن الديني- الاجتماعي، لتضعه في مقاربة مختلفة.
إنها لم تتحد السلطات الذكوريّة التي تتحكّم بمجتمعها حسب تصورها،والتي أعلنت رفضها لها، عبر نشرصورها عارية على مدونتها،بلا فهي تحدّت الدين والعرف ومفهوم الانوثة والجسد في العالم الاسلامي, هذا الحدث شكّل صدمة للمجتمع العربي الاسلامي المحافظ.
تفكيك الأسرة وأواصرها الودية والروحية والدينية والإنسانية،وممارسة الحرية المطلقة المستمدة من الغرب... تكون هي من قادت علياء ومثيلاتها من قاصرات المجتمع العربي إلى انزلاق أخلاقي مشين,حتى تسقط بهن إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الإنساني والديني لتتعرين من جميع القيم والأخلاقيات النبيلة.
انحرافات ترفضها القيم الأخلاقية والدينية وتدينها الأعراف والتقاليد والقوانين الاجتماعية في بلدان قطعت مع زمن الجاهلية منذ أن كان الاب يُوئد ابنته,خوفا من العار,واليوم في زمن الحرية والديمقراطية الام تقود فلذات كبدها إلى مافيات " المال والجنس " لفض بكارتهن مقابل الدولارات خوفا من الفقر.
حالات كثيرة من فتيات الحرية المزعومة,تأثرن بكتابات وإيديولوجيات وشعارات,وممارسات,استمدها أصحابها اللائكيون والحداثيون,من ثقافة أنصار الحداثية بأوربا,على سبيل المثال المرأة المتمردة نوال السعداوي التي كتبت كثيراً عن موضوع عذرية الفتاة غير الضرورية,وإثارة الجنس كحرية تمارسها الفتاة على مزاجها دون أي قيد أو شرط.
حينما نجح هؤلاء العلمانيون واللائكيون في طمس معالم "حضارتنا",أطلقوا العنان للحرية المطلقة ,ليمزقوا ويتجاوزوا ويهدموا ويفجروا ويسخروا ويدنسوا...
إنه الوهم والعبث..فليس من العدل في شيئ,أن يعيث من كان, في حقوق الاخرين كيف يشاء,في ظل الحيرة والهزيمة والانكسار والاستسلام والتبعية التي تطبع اليوم بلاد المسلمين,والجبر والاستكبار والفتنة والوهن التي تعرفها أجواء المطبلين للديمقراطية والحداثة والحرية,المتشبعون بعقائد وفلسفات لادينية فضلا عن كونهم قد حولوا خدماتهم الثقافية إما تطوعا أو طمعا,إلى إفساد المجتمع العربي بإباحية كل شيئ يساير الاهواء والانفس المريضة من لباس وجنس ومال,وفقدان للعذرية/الشرف,واستغلال من تود غريزتك أن تطئها بحرية مقابل رضاها بعيدا عن رضا الشرع...
رضا الالاف من القاصرات المغربيات في سخرية علنية يروجون لحريتهن باختيار المتعة الجنسية مع من يدفع أكثر,ويسعون في الارض فسادا بدعوى"هاذا جسدي وانا حرة فيه"... بالفعل إننا نحصد ما زرعته الايادي السامة...
كان هذا هو الدرس الذي تعلمناه من مافيات الحرية الجنسية..استمالة واستقطاب,تخدير وتنويم,تقليد وطمس للحقائق التي باتت في طي النسيان,يسعون بجهد جاهد إلى استباحة ودعارة العالم...لكن "المغاربة الاحرار"/الشرفاء,الصامدون في زمن الرذيلة لن يسقطوا كما سقط الموالون للغرب,لأن الجبال لا تسقط ؟.