وإني لأستبكي إذا ذُكِر الهوى
وإني لأستبكي إذا ذُكِر الهوى
إليكِ وإني من هواكِ لأوجِل
نظرتُ ببِشرٍ نظرة ً ظَلْتُ أمْتري
بها عَبرة ً، والعينُ بالدمعِ تُكحَل
إذا ما كَررتُ الطرفَ نحوكِ ردّه
من البُعدِ فيّاضٌ من الدمعِ يَهمِل
فيا قلبُ دع ذكرى بثينة َ إنها،
وإن كنتَ تهواها تَضَنّ وتَبخَل
قناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقْوِها،
وما تحتَه منها نَقاً يَتهيّل
وقد أيأستْ من نيلها، وتجهمتْ
ولَليأسُ إن لم يُقدَر النّيْلُ، أمثَل
وإلاّ فسلها نائلاً قبلَ بينها
وأبخِلْ بها مسؤولة ً حين تُسأل
وكيف تُرجّي وصلَها، بعد بُعدِها
وقد جذُّ حبلُ الوصلِ ممن تؤملُ
وإنّ التي أحببتَ قد حِيلَ دونَها
فكن حازماً والحازِمُ المُتحوِّل
ففي اليأسِ ما يُسلي وفي الناس خُلّة ٌ
وفي الأرضِ عمنّ لا يؤاتيكَ معزلُ
بدا كلفٌ مني بها، فتثاقلت
وما لا يُرى من غائبِ الوجدِ أفضَل
هبيني بريئاً نلتهُ بظلامة ٍ
عفاها لكمُ أو مذنباً يتنصلُ
"جميل بثينة"