مكان وقوع معركة بني بلعيد سنة 1851م
مكان وقوع معركة بني بلعيد
سنة 1851م
صفحات من تاريخ المنطقة
×××××
نتناول في هذه الصفحة المكان الذي وقعت فيه معركة بني بلعيد والتي أشرنا إليها في موضوعنا (بني بلعيد). (1) حكم فرنسا في الجمهورية الثانية من 1848- 1852.
كثيرة هي التساؤلات التي يطرحها سكان بني بلعيد عن المكان الذي وقعت فيه معركة الأول من جويلية سنة 1851م، ورغم محاولتنا البحث في كتب التاريخ المتوفرة لم نحصل على نصوص واضحة تشير إلى مكان المعركة، فتم الاعتماد على السرد الشفوي المتوارث ومقارنته بما ورد في تقرير الجنرال الفرنسي Randon فكانت المقارنة تؤيد ما روي عن السلف في تحديد جغرافية المكان الذي جرت فيه المعركة.
ورد في تقرير الجنرال (Randon) وزيرالحربية إلى رئيس الجمهورية الفرنسي الأمير لويس نابوليون(1) حول حملة saint Arnaud في منطقة جيجل سنة 1851م :
le général de Saint-Arnaud se porta sur la rive droite de Oued-et-Kébir pour continuer sa rude mission dans le cercle de Collo
Il était le 1" juillet à Bou-Adjoul (Oued-Adjoul, ndlr), chez les Bel- Aïd (Beni Belaïd, ndlr), dont il trouva les contingents en armes. Nos troupes divisées en plusieurs colonnes les attaquèrent aussitôt avec leur vigueur accoutumée, les rassemblements furent bien vite dispersés, une quarantaine de Kabyles furent tués. Cette action nous coûta deux hommes tués et quinze blessés
( انتقل الجنرالsaint Arnaud إلى الضفة اليمنى من الوادي الكبير، وصل في أول جويلية إلى واد بوعجول لدى بني بلعيد أين وجد المقاتلين شاهرين سلاحهم، هاجمتهم قواتنا التي قسمت إلى عدة طوابير..........
قتل منهم أربعون وقد كلفنا هذا العمل مقتل جنديين وجرح خمسة عشر) (2)
من خلال ما ورد في الفقرة يكون الهجوم تم عبر الضفة الشمالية لوادي اعجول لجملة من الأسباب نراها جديرة بالاهتمام والبحث نذكر منها:
1. التقرير ذكر بأن وصول القوات الفرنسية واستعدادها كان بواديبوعجول، وما يؤكد هذا ذكره بأن الوادي لدى أي (عند أو في) بني بلعيد. مما يعني أن الهجوم تم عبر امتداد وادي اعجول من الجهة الجنوبية لبني بلعيد.
2. يكون الهجوم تم عبر الضفة الشمالية للوادي التي تمتد من مصبه في الوادي الكبير إلى غاية الدمنة (أولاد محمد)، وبهذا يكون تنظيم الهجوم للقوات الفرنسية في السهل السفلي لهضبة آيدم التي يفترض أنها كانت
بمثابة حصن مطل على السهل الذي تم الهجوم عبره. كما تكون المعركة امتدت من هضبة آيدم مابو إلى غاية الدمنة ، لأن القوات الفرنسية أرادت بهجومها عبر ضفة وادي اعجول دفع المقاومين إلى الجهة الشمالية حيث البحر ليسهل القضاء عليهم بعد سد كل منافذ الانسحاب أمامهم في حال خسروا المعركة لأن هذه الجهة رملية عارية تكسوها نباتات قصيرة يصعب الانسحاب عبرها.
لهذا فالمعركة قد تكون دارت رحاها في المنطقة المحددة بين امتداد واد اعجول هضبة آيدم، مابو، الدمنة، ولعل تراجع المقاومين كان باتجاه الدمنة لأنها المكان الآمن والأنسب للانسحاب من المعركة بالنظر لطبيعتها الوعرة، غابات كثيفة، شعاب، وديان، هضاب، يصعب على القوات الاستعمارية مطاردتهم أو تتبعهم عبرها.
3. الهجوم تم على امتداد الضفة الشمالية للوادي ليكون هذا الأخير حاجزا بين منطقتين لقطع كل اتصال بين مقاومي بني بلعيد ومقاومي بني مسلم - الذين كانوا مستعدين للمواجهة - حتى لا يتم تشكيل أي حلف
بينهما يؤدي إلى مواجهة موحدة ضد الجيش الفرنسي وقد نجحت القوات الفرنسية في فصل المنطقتين وحاربت كل منطقة على انفراد(3) مما أتاح لها كسب المعركة في مدة قصيرة .
في الأخير الموضوع بحاجة إلى معلومات أكثر . وإنها دعوة للمهتمين بتاريخ المنطقة وتراثها للإسهام في هذه الصفحات التاريخية.
محـ خ ـمد
** زوروا مدونة بني بلعيد ** الرابط :
http://histoirebel.blogspot.com
(2) تقرير الجنرال randon وزير الحربية حول حملة saint Arnaud على منطقة جيجل سنة 1851.
(3) معركة بني بلعيد لم تشمل أراضي بني مسلم لأن هذه القبيلة توجه إليها الجنرال الفرنسي في اليوم الموالي 02/07/1851م بعد كسبه معركة بني بلعيد ، فتصدت له بمقاتلين بلغ عددهم 1500 ، وهذا ما ذكر في تقرير Randon حيث جاء فيه:
Le lendemain 2, on pénétrait chez les Beni-Meslem, tribu nombreuse dont les villages étaient défendus par quinze cents fusils ..........s