النائب الثالث لرئيس المجلس القروي لجماعة الوردزاغ تحت المجهر
من غرائب جماعة الوردزاغ : نائب لرئيس الجماعة محسن من المحسنين وباحث عن العمل مع المعطلين
بقلم السيد على العسري
حقا إنه غريب حال السيد م.ل النائب الثالث لرئيس المجلس القروي بجماعة الوردزاغ، إذ أنه موضوع معادلة اجتماعية وسياسية لا يقدر على فك طلاسيمها جهابذة الرياضيات، ولا عباقرة علم الاجتماع، ولادهاة المحللين الاقتصادين، وحتى لا تتفجر أدمغة القراء من التفكير في مستوى تعقيد المعادلة، وهل هي من درجة أولى أم ثانية أم ثالثة.... حتى جعل حلها صعبا لهذه الدرجة، نسرع ببسطها لكم، رغم أننا متأكدين من أن مجموعة حلولها ليست فارغة.
صاحبنا الذي يتبوأ منصب النائب الثالث لرئيس الجماعة هو في نفس الوقت عضو بمكتب الجمعية الخيرية لدار الطالبة الوردزاغ، مما يعني أنه من الذين أنعم الله عليهم من فضله، ولهم من الامكانات ما يفيض عن حاجتهم، فيستثمرونه في العمل الخيري ابتغاء للاجر والثواب، لأن هذه الجمعيات لايمكن أن يكون منخرطا ومسيرا لها إلا الآغنياء، غير أن صديقنا المحسن فاعل الخير يدعي أن مجاز معطل ويناضل بالليل والنهار للحصول على شغل، فساهم أولا في تأسيس جمعية الآطر المعطلة، خاض معها العديد من الوقفات والمسيرات بالوردزاغ وتاونات، قبل أن ينشق عنها ويؤسس جمعية أخرى بغية الاستفادة من أكشاك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار مشروع مدعوم من طرف الجماعة، وهو ما يتنافى مع عدة نصوص قانونية واضحة وصريحة، لا أعرف كيف غابت عن قسم الاجتماعي بالعمالة، والسلطات الاقليمية والمحلية التي يشاع أنها وعدته بتمكينه من كشكين واحد له وآخر لزوجته، أولى هذه النصوص قانون الحريات العامة، التي تمنع جعل العمل الجمعوي عملا ربحيا، إذ تقول المادة 1 من قانون الجمعيات لسنة 1958:" الجمعية هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الاباح فيما بينهم"، وثانيها المادة 22 من الميثاق الجماعي التي تمنع منعا كليا على كل عضو بالمجلس الجماعي ربط أية مصلحة مع الجماعة التي هو عضو فيها، لاهو ولا زوجه ولا أبناؤه، على اعتبار أن الاكشاك في حال انجازها ستسلم للجماعة، وستصبح من الممتلكات الجماعية.
نائب الرئيس الغني المحسن، والمعطل الفقير، لانتهي طرافته عند ماذكر، فقد استطاع ما لم يستطعه الموظفون، ومن يحسبون على الطبقة الوسطى، فقد اقتنى قطعة أرضية في تجزئة سكنية، وبنى مسكنا محترما، اللهم لا حسد، بقي شيء واحد، أن تقوم الدولة بدراسة حالة هذا المعطل المحسن، لتفيد بها آلاف المعطلين الذين بحت حناجرهم بالشعارات، وتورمت أقدامهم في الوقفات، ابتغاء عمل يطعمهم من جوع ويؤمنهم من ضياع، فعندنا في الوردزاغ فقط يمكن أن تكون معطلا تبحث عن شغل وغنيا تفعل الخير ونائبا لرئيس الجماعة أيضا ..