لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "
رواه الترمذي 2344 والنسائي وابن ماجة 4164 من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي: حسن صحيح.
في أنوارالحديث الشريف:
يبين لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقيقة جد مهمة ومؤداها :
لو أن الناس حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادا كليا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب , فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به, قال تعالى: "واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون "فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل, فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا, بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها.