شكيب خليل يُخاطبكم !
الكاتب:
جمال لعلامي
مرّة أخرى، اعتصم مئات الشباب البطال بولاية ورقلة، احتجاجا على التمييز والمفاضلة في مجال التشغيل، واستمرار عمليات إهداء مناصب العمل لأناس يتساقطون من الفضاء على المنطقة الغارقة في البطالة و"الحقرة" والتهميش، بالرغم من أنها تنام على آبار البترول وترعى "البقرة الحلوب" التي يشرب حليبها كل الجزائريين في شرقها وغربها!
وليس سرّا، لو قال البعض بأن هؤلاء المحتجين اختاروا ذكرى تأميم المحروقات، المصادف ليوم 24 فيفري، من أجل لفت الانتباه، والسباحة ضد تيار الاحتفالات المخلدة لعملية التأميم التي يبدو أنها تعرضت إلى التأميم من طرف أفراد وجماعات استحوذوا على خيرات ووظائف سوناطراك باعتبارها أمّ الشركات البترولية في الجزائر!
أليس الحلّ اليوم هو إعادة تأميم المحروقات وسوناطراك، من المتهمين والمتورطين في عمليات الفساد والرشوة التي تنخر الخزينة العمومية؟ وهنا الأمر لا يهم إن كان تأميما يستهدف الجزائريين المتواطئين في النهب والسلب عن طريق "عمولات" الصفقات المشبوهة، ولا يهمّ أيضا إن كان يخص الشركات المتعددة الجنسيات التي تستثمر في الجزائر عن طريق النصب والاحتيال وشراء الذمم!
الشعور بالإقصاء و"الحقرة" داخل سوناطراك من طرف شباب الجنوب والصحراء، ليس وليد اليوم، ولا هو بالسرّ، مثلما ليس من خفايا وخبايا التسيير، أن سماسرة ووسطاء غير شرعيين، باعوا ملفات التوظيف بعدما باعوا ضمائرهم، فجمعوا، حسب شهادات من أبناء المنطقة، الملايين وتحوّلوا فجأة إلى أثرياء، لكن بلا أدلة، ودون أن يتركوا خلفهم آثار هذه السمسرة المربحة!
نعم، سوناطراك هي ملك لكلّ الجزائريين، وعليه فإن وظائفها يجب أن تكون مفتوحة لكل من يحمل بطاقة تعريف وطنية، وبالمقابل، على الجهات المعنية، أن تضرب بيد من حديد، وتقطع رؤوس الفساد، حتى لا يتحول ملف التوظيف في الشركات البترولية إلى "خطر على النظام العام"، وحتى يشعر "شومارة" ولايات الجنوب، بأن البطالة هي كذلك "حقّ" لكل المواطنين وليس لمواطني الجنوب فقط!
لقد تداول على سوناطراك، مديرون عامون، ومسؤولون كبار، مثلما تولى أمرها وزراء تعاقبوا على تسيير "ريوعها" وعلى تسيير أزماتها وفضائحها أيضا، لكن الفضيحة الأخيرة كانت "بجلاجل"، ليس لأنها مرتبطة برشاو بلغت 256 مليون دولار، ولكن لأن صحافة وقضاء دول خارجية، حشرت أنفها في "ملف جزائري" من المفروض أن غسيله لن يُنشر على مشاجب "التبهديل" والتدويل!
لعلّ أكبر سبق صحفي وخبطة إعلامية، ستلفت انتباه الرأي العام في الداخل والخارج، هي خروج وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، عن صمته الطويل، وخروجه عما قد يسميه "واجب التحفظ"، وإدلاؤه بردود وتصريحات لصحفي ما أو وسيلة إعلامية معينة، في الجزائر أو خارجها، أو على الأقل إصدار "بيان" يُبرز فيه شهاداته أو "اعترافاته" أو يُثبت "براءته" ويبيّن محله من إعراب فضيحة سوناطراك في نسختها "الإيطالية"!
لكن، هل سيتحدث شكيب الذي سمته "شفرة" الإيطاليين بـ"العجوز"؟ وهل سيُستدعى إلى المحاكمة كمتهم أم كشاهد؟ وقبل هذه الأسئلة: أين هو شكيب خليل؟ وهل قرأ الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه، على صدر الصحافة الوطنية والدولية؟ وتفاعل الرئيس بوتفليقة معها بقوله إن هذه القضية تثير "سخطنا واستنكارنا"!
***الشروق الجزائرية***
حنون: بن أشنهو حاول بيع آثار تيمفاد وجميلة !