الخنجر و الوشم
الخنجر و الوشم
في الكف أزاهير من دفلى
في الوجنة وشم أخضر
و على الجبهة منديل
مضفور، معقود، و معطر
كانت طفله .....
كانت تكبر في صمت
وتؤثث أحلاما ورديه
و تخبئ أفراحا لمواسم ظلت منسيه
كانت طفله ....
و أبا عن جد أوراسيه
لم تعرف حجرتها مكياجا
أو موديلات للزينه
لم تلبس فستانا للسهره
لم تذهب يوما للبحر
لم تركب يوما طائرة
لم تدخل يوما جامعة
لم ترقص يوما في ناد
للرقص ولم تستبدل
بالعاشق صبحا عشاقا
كانت طفله ...
ظلت تكبر في صمت
ظلت تهوى في صمت
و تؤثث أحلاما ورديه
و تخبئ أفراح العمر
لعمر قد لا يأتي
صارت أكبر
و أبا عن جد ’’ يملوليه’’
كانت تكبر في غفله
عن عيني وحش مستدمر
ذات صباح نهضت، و تمطت، فركت عينيها
لا شيء إلا الأخضر
إكليل، بلوط، و صنوبر
ماء يجري رقراقا
و طيور تأخذ راحتها في رحلتها الشتويه
غزلان ترعى في كسل،و قطيع من غنم يتهادىو غناء بدوي محزون
يصاعد" عياشا" من صدر العاشق
فجأه ...
و نفمبر عمره أسبوع أو أكثر
غار الوحش ، فاستل الخنجر
كان الخنجر مسموما
ينقض على الجسد الغض ويبتر
الطفلة صارت جثه
أزهار الدفلى سقطت من كف الطفله
سقط المنديل الأحمر
الغيرة تأكل قلب الوحش من وشم في الوجنة متكبر
ينقض الوحش على الوجنة يسلخها
لكن ... في الجبهة وشم أكبر !
فيدق الجبهة بالصخره
يتفجر من قلب الصخرة ماء !!
يتفرق سرب الغزلان
تتراكض قطعان الأغنام، يختبئ الطير المذعور
الراعي العاشق يرمي المزمار
يمتشق "الفوشي ذو المسمار"
تقف الأشجار ...
تستشهد واقفة في قمم لم تعرف إلا الإصرار
تأتي الأسماء تباعا :
"عزا، ثيغزا، فورار الأكبر،
ثاكرا، وزواق، إنمر "
أسماء كانت أعلاما
أسماء صارت منسيه
أرضي، يا عرضي!
يا أرض الأجداد، يا وطني الأصغر !
يا جرحا مفتوحا للذكرى
يا موسم أحزان تتكلم
هل أشفى منك فاتنتي؟!
هل يشفى الجرح إذا برعم ؟!