فضاءات كفر الشيخ مفتاح

كفر الشيخ مفتاح

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أحمد فتحى عمر الخولى
مسجــل منــــذ: 2013-01-01
مجموع النقط: 100.2
إعلانات


في زمن الطغاة2+2= 5

يقول الشاعر والأديب محمد الماغوط “إن الطغاة كالأرقام القياسية..لابد أن يأتي يوم وتتحطم”، وهو ما أكده الفيلم الإيراني الرائع 2+2=5 الذي جسد ببساطة كيف يمكن أن يصل القهر والطغيان إلي اعلي مراحلهما، حيث ناقش قضية في غاية الخطورة، وكشف كيف تستطيع الفاشية أن تلغي عقول شعوبها؟ وكيف يمكنها أن تهدم العملية التعليمية، كي تتمكن من إحكام قبضتها علي الشعوب..
ذلك من خلال معلم يسعي لإجبار تلاميذه علي تغيير البديهيات والمسلمات . حيث راح يطلب من تلاميذه أن يرددوا خلفه، اثنين+ اثنين تساوي خمسة، في البداية أخذ الأطفال يرددون كالببغاوات خمسة، فيما اعترض احدهم قائلا “ولكن سيدي، من المؤكد أن اثنين زائد اثنين يساوي أربعة”. فقال المعلم بكل صرامة لقد تم تلقينك أن اثنين زائد اثنين يساوي خمسة، مطالبا الطفل بالا يجادل أو يناقش، وأضاف المعلم “لا تفكر.. لا حاجة لك بالتفكير”!! لكن فتي آخر صاح في وجه المعلم وتساءل كيف يمكن أن تصبح خمسة؟ هنا اشتد غضب المعلم، ونهر التلميذ، وقال كيف تجرؤ علي التشكيك في؟ وحاول إجبار التلميذ ليردد خمسة، لكن الطالب رفض الانصياع لتضليل المعلم، مؤكدا أن النتيجة حتما أربعة.. ومن المؤسف أن جميع التلاميذ احتدوا علي زميلهم، مؤكدين أنه سيجلب عليهم المتاعب، وسيتعرضوا للبطش بسبب عناده!!
وفي تطور مدهش للأحداث استدعي المعلم الشرطة التي تؤمن بدورها بكل ما يقوله المعلم، فقد تم تطويعها لخدمة السلطة الحاكمة، وهددوا التلميذ بالقتل إن لم يرتدع، وهنا واصل المدرس طغيانه ومنح التلميذ قطعة من الطباشير كي يكتب رقم5، وما كان من الفتي إلا أن كتب الرقم الصحيح رغم انه تحت تهديد السلاح.. لكنه دفع الثمن وقتل في الحال، ما يؤكد أن الخلاف مع الطغاة مصيره الإبادة والقتل، ويذكرنا ذلك بما فعلته مليشيات الإخوان المتأسلمين التي قامت بمذبحة الاتحادية حينما اعتدت علي معتصمين سلميين، كل ذنبهم أن لديهم رؤية مخالفة لهم، وراح ضحية تلك المذبحة الزميل الحسيني أبو ضيف، وقاموا بالاعتداء الهمجي علي الناشط السياسي محمد أبو حامد، وحاصروا المحكمة الدستورية، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وارهبوا القضاة والإعلاميين، مهددين كل الأصوات المنادية بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.
وفي آخر مشاهد الفيلم استمر المعلم المستبد في تضليله لعقول تلاميذه، مهددا ومتوعدا الأطفال حتي لا يلقوا مصير زميلهم، وردد الجميع2+2= 5، ورغم سواد المشهد وكآبته وجدنا طالبا يكتب في كراسته 2+2=4.
في إشارة واضحة إلي أن الطغيان حتما سوف ينتهي، فقد أحال الطغاة علي مر الزمن حياة شعوبهم إلي جحيم مستغلين السلطة في البطش والقهر واغتصاب حقوق شعوبهم والقضاء علي حريتهم الشخصية أسوة بما يسعي إليه الساسة الآن في بلادنا.
وقد صف الروائي الكولومبي الشهير ماركيز في روايته البديعة “خريف البطريرق” كيف وصل الحاكم إلي الرئاسة بعد أن تعاون مع المحتل الأجنبي، وكيف تحول إلي طاغية، وكيف يفكر الطغاة؟ وكيف ينظرون إلي شعوبهم؟، وكيف يخونون كل الآراء المعارضة لهم، فمن يجاهر بآراء مغايره للحاكم، فهو معاد للوطن!، وفي حالنا نحن يكون معاديا للشريعة وضد القرآن وضد الإسلام.. وعجبي!!
سهام العقاد


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة