فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


رسالة إلى الحبيب

رسالة إلى الحبيب

فؤاد المحنبي

صَلَواتٌ يَضِيْقُ عَنْها الفَضاءُ : لِلشَّفِيعِ الخِتامِ فَهْوَ الضِّياءُ

عَرَّجَ القَلْبُ والحُرُوْفُ الظِّماءُ : نَحْوَ فَيْضِ الهُدَى وَشِيْءَ ارْتِواءُ

كَيْفَ لا والنَّشِيْدُ ذابَ اشْتِياقاً : لِسَنا أحْمَدٍ وَطابَ اللِّقاءُ

يا حَبِيْبَ الرَّحْمَنِ يا مَنْ تَسامَى : بِسُمُوِّ العَلِيِّ جَلَّ العَطاءُ

شاءَهُ قَبْلَ خَلْقِهِ الخَلْقَ أوْفَى : أدَباً فاقْتَدَتْ بِهِ الأنْبِياءُ

يَعْبُرُ الحَرْفُ مِنْ شِغافِ فُؤَادِي: يا حَبِيْبِي فَتُسْتَثارُ الدِّماءُ

وَيَثُوْرُ الدُّخانُ مِنْ كَلِماتِي : وَيَلُوْحُ الإعْجازُ وَهْوَ هُراءُ

فانادَيْكَ والبُحُوْرُ صَحارَى : يا كَمالَ الأنْوارِ عَزَّ الوَفاءُ

لَمْ يُحِطْ غَيْرُ ربُّنا بِكَ قَدَراً : وَتَعالَتْ عَنْ عَجْزِنا الأنْبَاءُ

جِئْتَ مَدّاً مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ يَسْعَى : وَجَلالاً تَمْشِيْ بِهِ الأعْضاءُ

واصْطَفاكَ العَلِيُّ بِالقُرْبِ مِنْهُ : قابَ قَوْسَيْنِ هَكَذا العَلْياءُ

واصْطَفاكَ القَهارُ كَيْ يَقْهَرَ اللَّيْـ : ـلَ فَبِيْدَتْ أجْنادُهُ السَّوداءُ

واصْطَفَتْكَ الأسْماءُ كُلٌّ بِما فِيـ : ـكَ وَمِنْكَ الصِّفاتُ والأسْماءُ

ألْهَمَتْ ذاتَكَ المَتابَ أبَانا : إذْ غَوَى فاهْتَدَى وَحُقَّ البَلاءُ

أنْتَ مَعَنْى الهُدَى بِكُلِّ زَمانٍ : والنَّبِيُّوْنَ كُلُّهُمْ شُهَداءُ

ما نَسُوْا المَوْقِفَ الذِيْ عاهَدُوْا فِيـ : ـهِ وَلَوْ جِئْتَ لا يَكُوْنُ انْكِفاءُ

ذاكَ أمْرٌ مِنَ العَزِيْزِ لِيُدْرَى : دِيْنُهُ الفَذُّ والصِّراطُ السَّواءُ

فِيكَ رُوْحِيْ يا مَهْبِطَ الرُّوْحِ ذابَتْ : واسْتَفاضَتْ مِنْ قَلْبِيَ الأضْواءُ

أتَحَراكَ فِي قُرَيْشٍ وَفِيما : عَرَضُوْهُ وَما أجابَ الوَلاءُ

واذا ما راوْهُ مُلْكاً تَدانَى : بِرُؤَاهُمْ إذْ أنَّهُمْ جُهَلاءُ

فِي أكُفٍّ لا الشَّمْسُ تُوْزَنُ فِيْها: بَلْ وَكُلُّ الدُّنْيا لَدَيْها هَبَاءُ

فِي انْهِيارٍ لِراسِياتِ المَعاييْـ : ـرِ لَدَيْهِمْ وَكَيْفَ يُرْسَى البِناءُ

فِي رِجالٍ يُطارِدُوْنَ المَنايا : لِخُلُوْدٍ أبْقَى وَهُمْ سُعَداءُ

أتَحَراكَ فِي عَبِيْدٍ مُلُوْكٍ : ما ثَنَتْهُمْ عَنْ حُبِّكَ الضَّراءُ

كُلُّ سَوْطٍ يُعَزِّزُ الرُّوْحَ فِيهِمْ : فَتَمُوْتُ السِّياطُ والأشْلاءُ

أحَدٌ رَبُّهُمْ ، نِداهُمْ ، هَواهُمْ : أحَدٌ كُلُّهُمْ وَلاتَ انْثِناءُ

سَيِّدَ الخَلْقِ ما شَهِدْتُ خُبَيْباً : رَبِحَ البَيْعُ كَيْفَ يُؤْتَى شِراءُ

يَتَمَشَّى عَلَى نُيُوْبِ قَضاءٍ : شاءَهُ حُبُّهُ فَنِعْمَ الوَفاءُ

يا رَسُوْلَ النُّوْرِ المُبِيْنِ أنِلْنِي : نَظْرَةً يَغْبِطُوْنَها الشُّعَراءُ

واصْطَنَعْنا كَما اصْطَنَعْتَ رِجالاً : مِنْ حَدِيْدٍ لَكِنَّهُمْ أنْقِياءُ

هُمْ أشِداءُ حِيْنَ يَغْضَبُ رَبِّيْ : وَلِيَرْضَى ما بَيْنَهُمْ رُحَماءُ

أيْنَ مِنا تَراحُمٌ كانَ ظِلاًّ : فَقَدَتْهُ الجِياعُ والضُّعَفاءُ؟

أيْنَ مِنا عُثَمانُ إذْ بَاعَ لِلَّـ : ـهِ؟ وايْنَ التُّقَى والاسْتِحْياءُ؟

عُدْ إلَيْنا يا سَيِّدَ الخَلْقِ خُلْقاً : فِي أُناسٍ هُمْ بَيْنَنا زُعَماءُ

وَصَلاةٌ عَلَيْكَ تَتْلُوْ سَلاماً : يا نَهاراً دُكَّتْ بِهِ الظَّلْماءُ


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة