فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


هو الرسول

هو الرسول

الدكتور يوسف القرضاوي

هو الرسول فكن في الشعر حسانا : وصغ من القلب في ذكراه ألحانا

ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا : بالعلم والنور شعبًا كان عريانا

أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ : بات الأنام وظلوا فيه عميانا

هذا يصور تمثالاً ويعبده : وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا

الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به : لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا

ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا : يسطو الكبير عليه غير خشيانا

فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه : يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا

ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت : أنيابه للورى بغيًا وعدوانا

وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها : جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا

الليل طال ألا فجر يبدده؟! : ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا

هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا : يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا

يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له : بدءًا وكان له التوحيد عنوانا

لا كبر- فالناس إخوان سواسية : لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا

يقود دعوته في اليمِّ باخرة : تقل من أمَّها شيبًا وشبانا

السلم رايتها والله غايتها : لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا

جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها : ولا يد الموج مهما ثار بركانا

وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا : وحاولوا خرقها بالعنف أزمانا

واها! أتُخرق والرحمن صانعها ؟ : والله حارسها من كل من خانا !

أم هل تضل سفين "بيت إبرتها" : وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!

أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ : ربانها خير خلق الله إنسانا؟!

تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ : في العالم اليوم في بلدانه الآنا

إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ : مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا

فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً : إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا

الشعب يعبد قوادًا تضلله : كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا

والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو : يقدمون له الأوطان قربانا

إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها : أما ستالين فهو اليوم كِسرانا

وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا : في الإنجليز وفي الأمريك رومانا

وإن يمت قيصر فانظر لصورته : وإن يكونوا همو في البحر حيتانا

****

يا خير من ربت الأبطال بعثته : ومن بنى بهمو للحق أركانا

خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم : تضوع بين الورى روحًا وريحانا

كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة : كانت سياستهم عدلاً وإحسانا

لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً : بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا

فقل لمن ظن أن الدين منفصل : عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا

هل كان أحمد يومًا جلس صومعة : أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!

هل كان غير كتاب الله مرجعهم : أو كان غير رسول الله سلطانا؟!

لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم : وأصبح الدين للأشخاص ميزانا

يرضى النبي أبا بكر لدينهمو : فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا

***

يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة : باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا

قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا : وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!

أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم : والناس تزعم نصر الدين مجانا

أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن : صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا

عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً : باتوا على البؤس والنعماء إخوانا

الله يعرفهم أنصار دعوته : والناس تعرفهم للخير أعوانا

والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته : والحرب تعرفهم في الروع فرسانا

دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا : روما، ولكن قد اختاروه قرآنا

زعيمهم خير خلق الله لا بشر : إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!

"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو : لا يسقطون ولا يحيون إنسانا

***

نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً : كم أوسعونا إشاعات وبهتانا

ما زال فينا ألوف من أبي لهب : يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا

ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا : أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا

يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر : طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا

نشكو إليك حكومات تكيد لنا : كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا

تبيح للهو حانات وأندية : تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا

فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟ : يمسي فتاها غريب الدار حيرانا

يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها : حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا

***

يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا : وحصحص الحق للمستبصر الآنا

إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا : وصدقها ألف برهان وبرهانا

لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى : يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا

قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت : ليجمعونا بها في الله إخوانا

قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمرٌ : فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!

فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا : وهو المصيف نقوي فيه أبدانا

معسكر صاغنا جندًا لمعركة : ومعهد زادنا للحق تبيانا

من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ : ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!

راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا : بنعمة الحب والإيمان بستانا!

هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به : وشاء ربك أن نزداد إيمانا


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة