من روائع الشاعر عزوز نواصري
غدا موعد للذهاب إلى المدرسة
إلى روح الوالد الذي غيب في الثرى، وأنا بعد طفل صغير يحاول فك الأبجدية، وتعلم الهجاء …
ـ 1 ـ
غدا موعد للذهاب إلى المدرسه.
كذا قالت الوالده ،
وفي اليد قصفة شيح وبعض البخور
وكانون جمر على حافة العين
يطرد أهل الشرور.
ولكنني لم أعرها اهتماما
ورحت أسابق جروا صغير
عدا خلف ديك ، وكلي سرور…
وما المدرسه …؟
أتلك التي عاد منها ابن عمي ذات مساء
يردد بعض الكلام ،
ويفتح كيسا يقال له المحفظه
ويخرج منه الكتاب تصاويره مؤنسه …؟
ونجلس نتخذ القرفصاء
أحملق وهو يردد في أعلى صوت:
ـ رضا لا يخاف من البرد
زينة في المدرسه …
ألف با … أب
ألف خا … أخ
قطار … حصان …
وأسال :
كيف المعلم ؟ أهو بشر ؟
له قدمان ..ووجه ..ورأس؟
يجيب : نعم .
فأقول :إذن كيف يقسو ؟!
وأردف : ما المسطره ؟!
وما القلم الحبر..ما الفلقه ؟!
وهل سوف يضربني؟!
وهل يستطيع اللحاق إذا ما عدوت إلى بيتنا؟!
يثور ابن عمي :
كفاك سؤالا
ستذهب يوما إلى المدرسه.
ـ 2 ـ
غدا موعد للذهاب إلى المدرسه
وأيلول حط الرحال
وسفح (زواق ) تعرى
من الخضرة المؤنسه
فلا نبتة غير ديس وحلفا ..
وصفصافة العمر ها أصبحت يابسه .
ـ 3 ـ
وكنت ككل خميس
أراقب من تلة خلف منـزلنا المتهاوي
رجوع أبي بعد طول انتظار
ويمضي النهار ..
وتسحب شمس الأصيل بقايا احمرار.
وأغفو قليلا، وبالقرب مني جروي الصغير..
ـ تعال بني !! أبوك من السوق عاد..
علا صوت أمي.
وأهرع ..حلمي يسابق خطوي ،
وخطوي يسابق جروي..
وفي باحة الدار كان أبي
كعادته في المساء
يدخن (عرعاره) ، وبين يديه ثلاث صرر،
وإبريق شاي علاه السخام
جلست أتابع فتح الصرر..
جلست ومنيت نفسي، وساءلتني:
أحقا غدا سوف أغدو إلى المدرسه؟؟
يقول أبي واللفافة في فمه:
تعال بني
فذي المحفظه،
وذي أدوات ؛ دفاتر ، أقلام حبر ، وذي المسطره،
وهذا حذاء من الجلد لامع ،
وذا مئزر أبيض اللون ناصع.
وليلتها لم أنم …
ـ 4 ـ
وقبل انبلاج الصباح
وديكي المذهب لما يصح ،
ولما يغب وجه ذاك الخجول القمر..
تراءى خيالان حثا المسير
إلى القرية النائمه.
أب هده الزمن ،
بجنبه طفل صغير …
إلى روح الوالد الذي غيب في الثرى، وأنا بعد طفل صغير يحاول فك الأبجدية، وتعلم الهجاء …
ـ 1 ـ
غدا موعد للذهاب إلى المدرسه.
كذا قالت الوالده ،
وفي اليد قصفة شيح وبعض البخور
وكانون جمر على حافة العين
يطرد أهل الشرور.
ولكنني لم أعرها اهتماما
ورحت أسابق جروا صغير
عدا خلف ديك ، وكلي سرور…
وما المدرسه …؟
أتلك التي عاد منها ابن عمي ذات مساء
يردد بعض الكلام ،
ويفتح كيسا يقال له المحفظه
ويخرج منه الكتاب تصاويره مؤنسه …؟
ونجلس نتخذ القرفصاء
أحملق وهو يردد في أعلى صوت:
ـ رضا لا يخاف من البرد
زينة في المدرسه …
ألف با … أب
ألف خا … أخ
قطار … حصان …
وأسال :
كيف المعلم ؟ أهو بشر ؟
له قدمان ..ووجه ..ورأس؟
يجيب : نعم .
فأقول :إذن كيف يقسو ؟!
وأردف : ما المسطره ؟!
وما القلم الحبر..ما الفلقه ؟!
وهل سوف يضربني؟!
وهل يستطيع اللحاق إذا ما عدوت إلى بيتنا؟!
يثور ابن عمي :
كفاك سؤالا
ستذهب يوما إلى المدرسه.
ـ 2 ـ
غدا موعد للذهاب إلى المدرسه
وأيلول حط الرحال
وسفح (زواق ) تعرى
من الخضرة المؤنسه
فلا نبتة غير ديس وحلفا ..
وصفصافة العمر ها أصبحت يابسه .
ـ 3 ـ
وكنت ككل خميس
أراقب من تلة خلف منـزلنا المتهاوي
رجوع أبي بعد طول انتظار
ويمضي النهار ..
وتسحب شمس الأصيل بقايا احمرار.
وأغفو قليلا، وبالقرب مني جروي الصغير..
ـ تعال بني !! أبوك من السوق عاد..
علا صوت أمي.
وأهرع ..حلمي يسابق خطوي ،
وخطوي يسابق جروي..
وفي باحة الدار كان أبي
كعادته في المساء
يدخن (عرعاره) ، وبين يديه ثلاث صرر،
وإبريق شاي علاه السخام
جلست أتابع فتح الصرر..
جلست ومنيت نفسي، وساءلتني:
أحقا غدا سوف أغدو إلى المدرسه؟؟
يقول أبي واللفافة في فمه:
تعال بني
فذي المحفظه،
وذي أدوات ؛ دفاتر ، أقلام حبر ، وذي المسطره،
وهذا حذاء من الجلد لامع ،
وذا مئزر أبيض اللون ناصع.
وليلتها لم أنم …
ـ 4 ـ
وقبل انبلاج الصباح
وديكي المذهب لما يصح ،
ولما يغب وجه ذاك الخجول القمر..
تراءى خيالان حثا المسير
إلى القرية النائمه.
أب هده الزمن ،
بجنبه طفل صغير …