إلى المسلمين
إلى المسلمين
للدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي
وكأنه يخاطب المسلمين بلسان الشعب السوري .
قال - أطال الله بقاءه - :
أين مليارُكم ، أما فيه أَلْفٌ : يُعلنون الدُّخول في غَمَراتي
قد سمعنا عن الملايين تُرمَى : كلَّ ليلٍ في مسرح الراقصاتِ
قد سمعنا عن العتاد لديكم : وقرأنا عن صَفْقةِ الطائراتِ
قد سمعنا عن المحيطاتِ تشكو : وتعاني من وَطْأَةِ الناَّقلاتِ
أين أنتم ، أما ترون بحاراً : من دمائي تسيل في طرقاتي ؟؟!
أنا لا أشتكي من القتل ، لكـنْ : أشتكي من تكاثر الطَّعناتِ
أنا لا أشتكي من الجوع ، لكنْ : أشتكي من تأوُّهَ الفلذاتِ
أنا لا أشتكي من القصفِ، لكنْ : أشتكي من تَوَجُّع المحصناتِ
أنا يا مسلمون أبكي رجالـي : ونسائي وصِبْيَتِي وبناتي
أنا أبكي مدارسي ، فرَّ منهـا: طالبُ العلم في زمان الشَّتاتِ
أنا أبكي منازلي حيـن صارتْ : لُعْبَةً في براثنِ الرَّاجماتِ
أنقذونـي ، فما تزال دروبـي : ترسم الموتَ في مدى خطواتي
أنقذوني ، فإِنْ أَبيتم فقولــوا : أيَّ شيءٍ يُقال عن مأساتي
أَسمعوني يا قومُ صَوْتَ احتجّاجٍ : حقِّقوا لي الأَقلَّ من أُمنياتي
وإذا لم ، فأسرعوا لأراكــم : وتروني في لُجَّةِ السَّكَراتِ
لقِّنوني شهادةً عند موتــي : إنْ عجزتم أنْ تُطفئوا حسَرَاتي
شيِّعوني إلى القبور إذا لــم : تستطيعوا أنْ تجبروا عثراتي
ذاكَ ما أبتغيه منكم فإِنْ لـم : تفعلوا ، فاهنأوا بِصَفْوِ الحياةِ
ودعوني أواجه الموتَ وحدي : فحياتي أَعزُّ منها مماتي