''مريريدة نايت عتيق'' بين الحقيقـة والوهم
''مريريدة نايت عتيق'' بين الحقيقـة والوهم حسن أمكون
يبدو ان الحديث عم ما يسمـى ( مريريدة نايت عتيق) اصبح فضفاضا وأصبح يتخد منحا اخر والذي يمكن ان يقودنـا ويقود مهمتمي بهذه الشخصية الى عشق صهيل الحرف...والى كلام محيط بأبراج من الابهام, ,وصحيح ان الغموض في هذه المسألة يزيد من اهتمامنــا لكن ادا توفرت له بعض عوامل الابهام...اما اذا كان من اجل اتباث شيء ليس له محل من الاثبات فسنشعر وجميع القراء اننا لا نقرأ سوى بعض الخرافات الممزوجة بالخيال ,الغرض منهــا هو نشر ايديولوجــة ما او تشويه صورة مجتمع ما.
انه الم سكن صدري مند ما قرأت وتوسعت في القراءة عن ما يسمــى ''مريريدة'' نايت عتيق لاجد في مجتمعي الصغير اولا ''ايت عتيق'' بين ما ينفي وجودهـا وبين من يؤكد وجودها...ثم ثانيا في المجال الاعلامي المقروء والمسموع بحيث اصبحت هذه الشخصية بؤرة الحذيث لذى بعض الكتاب العرويين الذين يسمون انفسهم روائيين وكذالك لذى بعض الكتاب الفرنسيين العلمانيين الذين لا تعتبر تذخلاتهم في الشأن الامازيغي محاولة للنهوض بالمناطق النائية بقدر ما محاولة لنشر تقافة غربية علمانية. هذا وقد نجد الكثير او جل هؤلاء يقدمون تأويلات وتفسيرات ل ''مريريدة''دون ان يوفروا اية ادلة مقنعةاو ادنى معلومة عن المناطق التي نسبوا اليهـا هذه الشخصيـة. .
عموما انه امر فيه نوع من ''الحماقة'' ام صح التعبير وشيء من تزييف الحقائق ولو تمعنا فيف لاعتبرنا هذه الشخضية كسائر الاسطورات التي احتلت عقول المغاربة من القدم ك''عيشة قنديشة'' و '' معيزة القبور'.. لكن دعونا نعطي تحليلا بسيطا عن ما ورد عن ''مريريدة'' من طرف بعض الكتاب ولنبدأ بالقال الذي كتبه عبد الكريم وشاشا والذي تحدث فيه عن حياتهــا وعن طبيعـة مغادرتهـا لايت عتيق لكن سأقف عند كل نقطـة لمقارنهــا بما هو واقعي , فقد عرفهـا على الشكل التاليا (مرأة ذات هروب غامض من إحدى القرى المنسية بجبال الأطلس الكبير. قرية يخترقها وادي "تساوت" العظيم.) اذا قارنـا هذا التعريف بموقف اولئك الذين يؤيدون وجود هذه الشخصيـة داخل ايت عتيق فسنجد تناقضا كبير ا فهم يؤكدون ان ''مريردة'' لم تهرب ولكنهـا اختطفت من ''اماس ن مكذاز'' على غرار عبد الكريم وشاشا الذي اكذ انهـا هربت ..امـا المقارنة الثانية هي ان هؤلاء يؤكدون ايضا ان البلدة الاصليــة لهذه الشخضيـة هي مكذاز وهذه القبيــلة لا يخترقهــا واد تساوت كمـا تم تأكيده في المقــال.ايضا تطرق عبد الكريم وشاشا في مقاله الى ان ''مريريدة'' (امرأة شاعرة تتخد من سوق ازيلال ملاذا ومنبرا لالقاء الشعر) ''والحماق هذا'' وهنا سؤال غامض يطرح نفسه كيف وصلت امرأة القبائل الى ازيلال مع العلم ان ازيلال تبعد عن ايت عتيق تقريبا ب 160 km وكيف حدث هذا في عهد الاستعمـار حين كان حتى الرجال لم يستطيعوا مغادرة قبائلهم خوفــا من المستعمر ناهيك عن النساء !! تابع عبد الكريم وشاشا قائلا (اكترت احدى الغرف الواطئـة في حي تقات اكثر الاحياء لعنة ولذة في تاريخ ازيلال حي يسيل على حجراته جداول من المني الممزوج بالغائط والدم ) على وجه العموم اذا قرأت هذه الاسطر بمنطقيـة فسترى ان للمسألة تفاسير وتأويلات مشبوهة والتي تقوم بالاساس على تشويه امازيغ ..مسلموا ايت عتيق من خلال هذه الامور التي تتنافى مع الذين الحنيف والتي ليست لها مكانة في المجتمع الامازيغي القبائلي في دالك الوقت ...وفي اخر المقال ذكر (تخيلوا طريقا جبلية غابوية موحشة في ثلاثينيات القرن الماضي) بالرجوع الى ما ورد عن ''مريريدة'' في المواقع الاجنبية وعم ما رواه بعض الكتاب الفرنسيين عنها فانها ازدادت سنة 1928—1927 وحسب هذا الاقتباس لعبد الكريم وشاشا فان ''مريريدة'' رحلت الى ازيلال في ثلاثينيات القرن الماضي اي ما بين 1930و 1939 فاذا رجعنا الى تاريخ ميلادها فانها رحلت الى ازيلال عن سن ما بين 1 سنة الى 12 سنة وهذا بالطبع من المستحيل فهو تناقض للاعمى...اما الصورة التي انتشرت على شبكة الانترنيت والتي يدعى انها ''لامريريدة'' فقد اكدوا في مواقع عدة وفي كتاب (Les Chants de la Tassaout ( انها التقطت سنة 1940 اذن ولدت سنة 1928 وفي الصورة امرأة يتراوح عمرهـا بين 25 الى 30 سنة فحتى وان التقطت بالفعل سنة 1940 فان عمرهـا سيكون 12 سنـة في سنة 1940 ولن تستطيع مغادرة القبيـلة مهمـا كانت الظروف ''الله ايعطينـا وجاهكوم''
الجدير بالذكر ان هنـاك من يؤيد وجود هذه الشخصيـة داخل ايت عتيق والذين لهم نظرة مخالفـة لكل هذه الاحذاث ففي هذا الصدد يؤكدون ان ''مريريدة'' لم تهرب من مكذاز وانما اختطفت من قبل الفرسيين وهناك ايضل من يقول ان لها علاقة مع من اختطفهـا فاتجهوا بها مباشرة الى فرنسـا وهذا يتنافى مع موقف عبد الكريم وشاشا الذي قال بانهـا استقرت في ازيلال ...لكن موقف هؤلاء يبقى ضعيفــا لعدم توفر اية ادلــة.
من جهة اخرى نجد في قبائل ايت عتيق وبالبضبط في قبيلــة مكذاز من ينفي وجودها معتمديمن بدالك على شهادات وانــاس كان تاريخ ميلادهم ما بين 1905 الى 1915 ولا زالوا احياء وهذه الحجـة التي احمد عليهـا ربي لانها حية وتقف صامدة امام كل من يمس بالقبيلـة....فالبرجوع الى هذه الشهادات فقد قمت باستفسارهم شخصيا وطرحت عليهم بعض الاسئلـة حول ان كانت بعض المعلومات عن ''مريريدة'' متوفرة لذيهم عن ما ادعوا انه وقع في القرن العشرين فكان جوابهم انه فقط كانوا اجدادهم يحكون لهم عنها كسائر الحكايات المغربية الشعبية....هنـا اكتشفت انها مجرد خرافـة لا اساس لهـا من الصحـة وانها فقط شخصيـة تم نسب بعض الافعـال اليها ك''العهر''مخالطة الرجال''... والتي تتنافى اولا مع الدين الحنيف ثم مع تقاليد القبائل الامازيغية المحافضة انذاك فالغرض منها هو تشويه صورة تلك القبائل التي لم يتمكن المستعمر احتلالها عسكريا وسعى الى احتلالها فكريا.
في الاخير اود ان اقول ان من يرجع الى الوراء دائمـا سيمضي الى الامام.. لكن عندما نتأمل في تلك كل الاحذاث التي وقعت فسنرى ان هذا السيناريو يشوبه كثير من تزييف الحقائق ويمكن القول ان كل الاحذاث الواردة عن ''مريريدة'' عبارة عن اساطير ليست لها جدور واقعيـة واذا تمعنـا قليلا فسنستنبط ان الصورة التي تعكسهـا تلط الاكاذيب هي ايديولوجيـة بالدرجة الاولى وانها محاولة لخلق مرجعيـة تقافية علمانية لا اسلاميـة وبالتالي لا امازيغية.