زمامرة (البلدية)

الكاتب عبد العالي نافع ومصطفى عبدو

حسب موقع الجديدة24

ارتبط الخبز في المخيال الجمعي الشعبي عند الإنسانية بالثورات والانتفاضات ، وما وقع في الزمامرة صبيحة يوم السبت 02 فبراير 2013 يؤكد بالملموس على أن مادة الخبز ستظل دائما وقودا يغذي انتفاضات الشعوب وحركاتهم الاحتجاجية.

فقد استفاق سكان مدينة الزمامرة صباح هذا اليوم على وقع إضراب للخبازين ، احتجاجا على ما يتعرضون له من مضايقات يومية واستفزازات وغياب للحوار وتجاهل المجلس البلدي لمطالبهم المشروعة والعادلة ضمانا لكرامتهم أولا، ولكسرة خبزهم اليومي ثانيا.

كــل هذه السلوكيات والمقاربات الموغلة في استحضار الهاجس الأمني في التعاطي مع مطالب الخبازين تحيل على عهود حالكة من تاريخ المغرب السياسي أيام سنوات الدم والرصاص. ففي صباح يوم الجمعة ، اعتقــــــلت الشرطة بالزمامـرة رئيــس" جمعية الكرامة للخبازين" وفي إحدى مكاتب المفوضية وجــــــد رئيس الجمعية نفسه محاصرا بين عنصرين من مفوضية الشرطة ، في نهج يحيلنا على استمرار تواجد عقليات متحجرة مازالت تحن إلى عهود بائدة.

وفي تصريح لموقع" الجديدة 24" أكد رئيس " جمعية الكرامة للخبازين" بالزمامرة على أن مكتب الجمعية ما زال لم يتوصل بعد بوصل الإيداع المؤقت من باشوية الزمامرة رغم انصرام 22 يوما على تأسيس الجمعية، وأضاف قائلا : " في الوقت الذي كنا ننتظر من المجلس البلدي فتح حوار جاد ومسؤول مع الجمعية ، اختار القائمون على تدبير الشأن المحلي ببلدية الزمامرة سياسة صم الآذان وتجاهل مطالبنا العادلة في الحصول على لقمة عيشنا اليومي ، وحاصرونا في سجن مفتوح مطوق بالحواجز الحديدية الشيء الذي هددنا في أرزاقنا."

وإلى حدود كتابة هذه السطور ما زالت أجواء الاحتقان والتوتر مخيمة بين صفوف الخبازين المصرين على مواصلة خطواتهم النضالية حتى تحقيق مطالبهم المشروعة ، معبرين عن إدانتهم الشديدة للتعسفات التي طالت رئيس الجمعية من طرف بعض عناصر الشرطة بالزمامرة. في انتظار من يفتح حوارا جادا مع هذه الشريحة الاجتماعية المسحوقة ، تعيش الزمامرة بدون خبز اهتدى معه بعض السكان إلى الصيام ابتغاء مرضاة الله.