قطعت عنق صاحبك
قطعت عنق صاحبك :
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ النَّبِيِّ ---- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَقَالَ: " وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ مِرَارًا، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ كَذَا وَكَذَا".
أخرجه أحمد (5/45 ، رقم 20480) ،
والبخاري (2/946 ، رقم 2519) ،
ومسلم (4/2296 ، رقم 3000) ،
وأبو داود (4/254 ، رقم 4805) ،
وابن ماجه (2/1232 ، رقم 3744).
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَوْله : ( وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا ): أَيْ لَا أَقْطَع عَلَى عَاقِبَة أَحَد وَلَا ضَمِيره، لِأَنَّ ذَلِكَ مُغَيَّب عَنَّا, وَلَكِنْ أَحْسِب وَأَظُنّ لِوُجُودِ الظَّاهِر الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ. انتهى كلامه - رحمه الله - .
ومعنى الحديث أنه لا يجوز أن تمدح شخصا دون القول: أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا فأنت لا تعلم حقيقة أحد فيما أسر من بوطانه , بل الله - جل وعلا - يعلم ما تخفي الأنفس فلعله لا يكون كما مدحته به , إنما أنت تجري حكمك عليه مما ظهر لك من أمره ومما ظنته من مقتضى هذا الظاهر فوجب تصدير القول بـ ( أحسبه وأظنه ) في إيكال شأن ما بطن لله – جل وعز - . والله – تعالى – أعلم .