فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


هي الدنيا

هي الدنيا

حافظ بن أحمد الحكمي

ما لي وللدُّنيا وليستْ ببُغْيَتي : وَلاَ مُنْتَهى قَصْدي ولستُ أَنا لها

ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى : رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها

هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا : سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها

مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها : وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها

إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها : غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها

فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله : وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها

فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً : أَلا اطلبْ سواها إِنها

فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ : عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها

لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ : وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها

وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ : وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها

وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ : وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها

لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ : إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها

أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه : لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها

ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ : فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها

أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا : بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها

فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم : سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها

لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ : متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها

ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها : تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها

وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها : إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها

ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ : وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها

بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ : فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها

هنالك تدري ربحَها وخسارَها : وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها

فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى : فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها

تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها : وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها

وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها : وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها

وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً : زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها

وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ : لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها

تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً : فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها

بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم ً : ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها

فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم : وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها

على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم : كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها

بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم : ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها

وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ : ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها

لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم : غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها

طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا : حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها

أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم : خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها

مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما : لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها

فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ : فَتَنْجو كفافاً لا عليها ولا لها


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| باسم | 22/11/13 |
الله الله


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة