عذراً لمثلك يا سُميّة عذراً لمثلك يا سُميّة شعر : سعود الصاعدي عذراً لمثلك يا سُميّة كَذِبٌ : عروبتنا الأبيّة كَذبٌ : عروبةُ أُمّةٍ بين الدفاتر و المنابر و الهتافات الغبيّة كَذبٌ : عروبتنا التي لا تنزوي إلاّ إذا التقت الشظيّة والشظيّة ( * ) عذراً : فقد سئمتْ محافلُنا هُتافَ الأدعياء وتقيّأت أوراقنا حبر البطولةِ منذ أن صارت بطولاتُ الرجال قصائداً ما بين أحضان النساء ! منذ انتصرنا في المراقص والمسارح واستعدنا كُلَّ تاريخ الملاحمِ بالخواصر والغناء ! منذ افترقنا وانكسرنا وانحصرنا بين صوت العندليبِ وصوت طير الببّغاء قولي - بربّك - يا سُميّة : مَن نحن لولا قِصّةٌ في الغارِ ضجّت قبلها وتفتّحت سُجُف السماء ( * ) هل نحن إلاّ أُمّةٌ سهرت على كتف الظلام! وتململت قَلقاً تصفّق للمنامِ ولا تنام ! هل نحن - لولا قصّة الغار الشريفةُ - غير تاريخٍ قديم ؟! و قصائدٍ منثورةٍ ما بين زمزم والحطيم ؟! هل نحن إلاّ بعضُ أسمالٍ قديمةْ ! ومفاخرٌ كانت سقيمةْ ! مَن نحن لو لم نرتوِ من نهر من حضنت حليمة ؟! ( * ) فإذا عروبتنا حديثٌ ملهمٌ نطقت به شفتا عُمر وإذا عروبتنا تهبّ مع النسيم وتمتطي ضوء القمرْ وتسير سير المدلجين وفي قوافلها : المروءة والبطولة والمحبّة والسور وإذا عروبتنا غمامٌ ممطرٌ يهمي فينتعش الشجَر ( * ) عُذراً لمثلك يا سُميّة أنا لا أريد عروبةً كالناقة العشراءِ ما بين المبارك! أنا لا أريد عروبةً تنأى إذا نزفت جراحُ أحبّتي وتجىء في زمن الرخاءِ لكي تُشارك ! أيُّ افتخارٍ بالعروبة حينما تصحو على عزف الهوى وتنام عن قصف المعاركْ !! أيُّ افتخارٍ بالعروبةِ حينما تخطو جوازاً حائراً بين الجماركِ والجمارك !! ( * ) عذراً لمثلك يا سُميّة أنا لن أقاتل بالسيوف الجاهليّة فليبقَ سيف أبي فوارسهم مكانهْ ! لا تذكري لي : سيف عنترةٍ ولا حتّى حِصَانهْ أنا يعربيٌ مُسلمٌ سأسلّ سيف أبي دُجانةْ ! سأسلّ سيف أبي دُجانةْ !