وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً : لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ
وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً : لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ
المتنبي
بعد أن هرب المتنبي من مصر ليلة العيد عائدا إلى بغداد سلك طرقا ملتوية تفاديا لجنود كافور الإخشيدي وصعبت عليه نفسه - وهو المعتد بكرامته - أن يكون تائها في الصحراء
فأنشأ يقول قصيدة مليئة بالحزن والشجن لا تخلو من الفخر والإباء
كما هي عادته في كل قصائده . قالها في عام 5 ه في شوال
ومنها :
حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ : ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ
وَلا يُحِسّ بأجْفانٍ يُحِسّ بهَا : فقْدَ الرّقادِ غَريبٌ باتَ لم يَنَمِ
تُسَوِّدُ الشّمسُ منّا بيضَ أوْجُهنا : ولا تُسَوِّدُ بِيضَ العُذرِ وَاللِّمَمِ
وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً : لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ
وَنَترُكُ المَاءَ لا يَنْفَكّ من سَفَرٍ : ما سارَ في الغَيمِ منهُ سارَ في الأدَمِ
لا أُبْغِضُ العِيسَ لكِني وَقَيْتُ بهَا : قلبي من الحزْنِ أوْ جسمي من السّقمِ
طَرَدتُ من مصرَ أيديهَا بأرْجُلِهَا : حتى مَرَقْنَ بهَا من جَوْشَ وَالعَلَمِ