لماذا قتلت شعبك؟؟؟!!! "بلال فضل"
لماذا أمرت بالضربات التي سقط فيها أبناء شعبك قتلى وجرحى في شوارع مصر طيلة الأيام الماضية. إذا لم تكن أنت الذي أمرت فمن الذي أمر بذلك إذن؟ ولماذا لم تعتذر لشعبك كما يفعل كل الزعماء في العالم المتقدم الذين يعلمون أنهم ليسوا آلهة ولا أنصاف آلهة، بل بشر يخطئون ويصيبون. إذا كنت تعلم بما حدث فتلك مصيبة لأنك خالفت ما أقسمت عليه بالحفاظ على أمن وسلامة المواطن، وإذا كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم لأنك عندها لا تستحق أن تكون رئيسا لنا.
لماذا رضيت بإطلاق الرصاص على مواطنين أقسمت على حمايتهم؟، لماذا لم تفكر ولو من باب المصلحة في أن تقول للناس إنك لست إلها، وإنك بشر يمكن أن يعتذر ويعترف بالخطأ، لماذا لم تتحدث بكلمة عن الذين قتلهم وأصابهم رجالك، لم تعلن حتى عن إحالة القتلة إلى محاكمة عاجلة لكي تبرئ نفسك من دمائهم، للأسف لم تفعل يا سيادة الرئيس ولذلك ستظل دماؤهم في رقبتك إلى أن تعتذر وتحاكم من سفكوا دماء الأبرياء».
للأسف، السطور السابقة التي قرأتها لتوك كانت مقتطفات من مقالة نشرتها يوم الخميس 3 فبراير 2011، وكانت موجهة إلى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في عز بطشه وجبروته، والمخجل والمؤسف والمحزن والمثير للقرف أنها لا تزال صالحة للنشر دون أن يتغير شيء سوى اسم من يستحق أن توجه إليه، وهذه المرة هو المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يتحمل وحده دون غيره جريمة ما حدث في ميدان التحرير طيلة الأيام الماضية، ويكذب على نفسه ويخون ضميره ومبادئه كل من يحاول أن يصور أن المسئولية يجب أن يتحملها رئيس حكومة الخُشُب المُسندة عصام شرف، وقد كتبت ذلك صراحة على صفحتي في موقع تويتر مع بدء سقوط ضحايا في التحرير، ليس لأنني رجل منفلت الأعصاب، أو لأنني تلقيت مئات الآلاف من الدولارات لكي أحرض ضد المجلس العسكري، وليس لأنني بلطجي، بل لأنني رجل أدعو للاستقرار والأمن والأمان وزيادة الإنتاج والتنمية وجذب الاستثمار وعودة السياحة، وأؤمن أن كل ذلك لن يتحقق إلا بإقامة العدل. العدل وحده هو الذي يمكن أن يحقق لكل المواطنين الخائفين كل ما يحلمون به،
ومن يتصور أنه بسكوته على الظلم والقتل والسحل والدهس وركل الجثث وإلقائها في الزبالة واستهداف الأبرياء في أعينهم يمكن أن يحقق الأمن لنفسه ولأسرته ولوطنه فهو واهم، هل يتخيل أحد أن هؤلاء الذين تعرضوا للقتل والإصابة وفقدان الأعين والاختناق والسحل والترويع سيتحولون إلى حمائم وديعة محبة للمجلس العسكري والشرطة فور مغادرتهم لميدان التحرير، من قال إن قتل كل من في ميدان التحرير وتحويل أهاليهم وأقاربهم وذويهم وأحبابهم إلى أعداء يمكن أن يحقق السلم الاجتماعي في البلاد؟، أعلم أن الناس قد فاض بها الكيل من الخوف والقلق ووقف الحال ولذلك فقد بدأت تتجاهل ما يحدث أو تبرره أو تقف ضد الضحية ليس لأنها تمتلك أنفسا رديئة، بل لأنها تمتلك أنفسا إنسانية والإنسان ضعيف، لكنني أناشد كل من يفكر هكذا أن يسأل نفسه: إذا كنت تعتقد أن القبضة العسكرية هي الحل فدعني أقل لك بالله عليك ما الذي حققته القبضة العسكرية لمصر طيلة الأشهر الماضية، هل شهدنا أمنا واستقرارا؟، هل تقدمنا اقتصاديا؟، هل رأينا قرارات سياسية صائبة؟، لن أحدثك عن المبادئ والمثل العليا، سأسألك فقط: لماذا من أجل مصلحتي ومصلحتك لا نتحد سويا لكي نطلب طلبا محددا هو أن نقرر مصيرنا بأنفسنا فنختار من يحكمنا فيحفظ دماءنا ويحقق مطالب ثورتنا وينقلنا إلى الأمام.
أعلم أن هناك كثيرين يدعون للصمت على ما حدث من جرائم مفزعة ضد الإنسانية لكي نصل إلى الانتخابات ونأتي ببرلمان منتخب، ويرى البعض من هؤلاء كجماعة الإخوان وحزب الوفد وغيرها من القوى السياسية أنهم بهذا الموقف يمارسون ذكاءا سياسيا من أجل مصلحة البلاد، وينسون أنهم يسقطون باتخاذ هذا الموقف سقوطا أخلاقيا وإنسانيا ويخونون مبادئهم وتاريخهم ويدمرون مستقبلهم في نفس اللحظة... المعركة الآن واضحة، ليست معركة انتخابات ولا سلطة ولا زفت، هي معركة إنسانية وأخلاقية، هل تقبل بالظلم؟، هل تريد أن تدخل مصر في طريق مظلم يأخذ الناس العدالة فيها بأيديهم؟، أم تريد أن تعيش في مجتمع يسوده العدل الذي لا يفرق بين مدني وعسكري وبين كبير وصغير؟، هل ترضى أن تضيع دماء الشهداء هباء وأنت تتوهم أن ذلك سيحقق لك الأمن؟، هل تريد أن تضيع فرصة أولادك في العيش في وطن حر كريم؟، هل تريد أن تخفض رأسك وتعيش ذليلا أم ترفع رأسك فوق لأنك مصري؟، هذه أسئلة عليك أن تواجه نفسك بها كل لحظة، وأنت وضميرك.
لا يبقى سوى أن أختم سطوري هذه بما ختمت به رسالتي إلى حسني مبارك في عز جبروته، ولم تكن بشائر النصر قد ظهرت بعد، ومع ذلك فقد كنت واثقا في ذلك الوقت العصيب من انتصار إرادة الثورة، ولذلك ختمت سطوري قائلا «تحيا مصر، ومبروك لأحرار المصريين أنهم استعادوا وطنهم من جديد».
لماذا رضيت بإطلاق الرصاص على مواطنين أقسمت على حمايتهم؟، لماذا لم تفكر ولو من باب المصلحة في أن تقول للناس إنك لست إلها، وإنك بشر يمكن أن يعتذر ويعترف بالخطأ، لماذا لم تتحدث بكلمة عن الذين قتلهم وأصابهم رجالك، لم تعلن حتى عن إحالة القتلة إلى محاكمة عاجلة لكي تبرئ نفسك من دمائهم، للأسف لم تفعل يا سيادة الرئيس ولذلك ستظل دماؤهم في رقبتك إلى أن تعتذر وتحاكم من سفكوا دماء الأبرياء».
للأسف، السطور السابقة التي قرأتها لتوك كانت مقتطفات من مقالة نشرتها يوم الخميس 3 فبراير 2011، وكانت موجهة إلى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في عز بطشه وجبروته، والمخجل والمؤسف والمحزن والمثير للقرف أنها لا تزال صالحة للنشر دون أن يتغير شيء سوى اسم من يستحق أن توجه إليه، وهذه المرة هو المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يتحمل وحده دون غيره جريمة ما حدث في ميدان التحرير طيلة الأيام الماضية، ويكذب على نفسه ويخون ضميره ومبادئه كل من يحاول أن يصور أن المسئولية يجب أن يتحملها رئيس حكومة الخُشُب المُسندة عصام شرف، وقد كتبت ذلك صراحة على صفحتي في موقع تويتر مع بدء سقوط ضحايا في التحرير، ليس لأنني رجل منفلت الأعصاب، أو لأنني تلقيت مئات الآلاف من الدولارات لكي أحرض ضد المجلس العسكري، وليس لأنني بلطجي، بل لأنني رجل أدعو للاستقرار والأمن والأمان وزيادة الإنتاج والتنمية وجذب الاستثمار وعودة السياحة، وأؤمن أن كل ذلك لن يتحقق إلا بإقامة العدل. العدل وحده هو الذي يمكن أن يحقق لكل المواطنين الخائفين كل ما يحلمون به،
ومن يتصور أنه بسكوته على الظلم والقتل والسحل والدهس وركل الجثث وإلقائها في الزبالة واستهداف الأبرياء في أعينهم يمكن أن يحقق الأمن لنفسه ولأسرته ولوطنه فهو واهم، هل يتخيل أحد أن هؤلاء الذين تعرضوا للقتل والإصابة وفقدان الأعين والاختناق والسحل والترويع سيتحولون إلى حمائم وديعة محبة للمجلس العسكري والشرطة فور مغادرتهم لميدان التحرير، من قال إن قتل كل من في ميدان التحرير وتحويل أهاليهم وأقاربهم وذويهم وأحبابهم إلى أعداء يمكن أن يحقق السلم الاجتماعي في البلاد؟، أعلم أن الناس قد فاض بها الكيل من الخوف والقلق ووقف الحال ولذلك فقد بدأت تتجاهل ما يحدث أو تبرره أو تقف ضد الضحية ليس لأنها تمتلك أنفسا رديئة، بل لأنها تمتلك أنفسا إنسانية والإنسان ضعيف، لكنني أناشد كل من يفكر هكذا أن يسأل نفسه: إذا كنت تعتقد أن القبضة العسكرية هي الحل فدعني أقل لك بالله عليك ما الذي حققته القبضة العسكرية لمصر طيلة الأشهر الماضية، هل شهدنا أمنا واستقرارا؟، هل تقدمنا اقتصاديا؟، هل رأينا قرارات سياسية صائبة؟، لن أحدثك عن المبادئ والمثل العليا، سأسألك فقط: لماذا من أجل مصلحتي ومصلحتك لا نتحد سويا لكي نطلب طلبا محددا هو أن نقرر مصيرنا بأنفسنا فنختار من يحكمنا فيحفظ دماءنا ويحقق مطالب ثورتنا وينقلنا إلى الأمام.
أعلم أن هناك كثيرين يدعون للصمت على ما حدث من جرائم مفزعة ضد الإنسانية لكي نصل إلى الانتخابات ونأتي ببرلمان منتخب، ويرى البعض من هؤلاء كجماعة الإخوان وحزب الوفد وغيرها من القوى السياسية أنهم بهذا الموقف يمارسون ذكاءا سياسيا من أجل مصلحة البلاد، وينسون أنهم يسقطون باتخاذ هذا الموقف سقوطا أخلاقيا وإنسانيا ويخونون مبادئهم وتاريخهم ويدمرون مستقبلهم في نفس اللحظة... المعركة الآن واضحة، ليست معركة انتخابات ولا سلطة ولا زفت، هي معركة إنسانية وأخلاقية، هل تقبل بالظلم؟، هل تريد أن تدخل مصر في طريق مظلم يأخذ الناس العدالة فيها بأيديهم؟، أم تريد أن تعيش في مجتمع يسوده العدل الذي لا يفرق بين مدني وعسكري وبين كبير وصغير؟، هل ترضى أن تضيع دماء الشهداء هباء وأنت تتوهم أن ذلك سيحقق لك الأمن؟، هل تريد أن تضيع فرصة أولادك في العيش في وطن حر كريم؟، هل تريد أن تخفض رأسك وتعيش ذليلا أم ترفع رأسك فوق لأنك مصري؟، هذه أسئلة عليك أن تواجه نفسك بها كل لحظة، وأنت وضميرك.
لا يبقى سوى أن أختم سطوري هذه بما ختمت به رسالتي إلى حسني مبارك في عز جبروته، ولم تكن بشائر النصر قد ظهرت بعد، ومع ذلك فقد كنت واثقا في ذلك الوقت العصيب من انتصار إرادة الثورة، ولذلك ختمت سطوري قائلا «تحيا مصر، ومبروك لأحرار المصريين أنهم استعادوا وطنهم من جديد».