فضاءات كفر الشيخ مفتاح

كفر الشيخ مفتاح

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أحمد فتحى عمر الخولى
مسجــل منــــذ: 2013-01-01
مجموع النقط: 100.2
إعلانات


محمد بديع "المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين "يدعو للحرب الأهليه

نشرت جريدة الحرية والعدالة بعددها الصادر فى 31 ديسمبر 2012 رسالة من المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع، جاء فيها: «نُشهد الله -عز وجل- أننا فى إدارتنا للأحداث الحالية وما سبقها وما سيتلوها نقدم الصالح العام على الخاص، ونسعى لما فيه خير مصر وشعبها، بل أمتنا كلها، ولا نسعى لمصلحة خاصة بنا، ولكن نسعى للحفاظ على مكتسبات الأمة من ثورتنا المباركة، بما نراه من وسائل وإجراءات مناسبة لذلك.
ولكن هناك بعض المتربصين الذين لا يريدون خيراً لمصر وشعبها ولأمتنا، ويريدون إدخالنا فى مرحلة فراغ سياسى ومتاهة فكرية لإطالة أمد المرحلة الانتقالية ولإفشال عملية التحول الديمقراطى وإهدار الإرادة الشعبية، وإشاعة الأكاذيب وبذر بذور الفتنة التى هى أشد من القتل.. للوصول لغايتهم فى إفشال المشروع الإسلامى وحامليه ومؤيديه».
ثم يتطرق فضيلة المرشد إلى أسلوب علاج ما سبق فيقول: «عزيز علينا جَدّ عزيز أن يصاب أحد من إخواننا وفلذات أكبادنا بأى أذى أو ضرر، فضلاً عن أن يصاب أو يُستشهد، ونتمنى أن نفديه بأرواحنا لو استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ولكنها إرادة الله النافذة باختيار شهداء وإصابة مصابين، فى ابتلاء ربانى لمواجهة تهديدات ثورتنا المباركة وحماية الإرادة الشعبية، فالواجب يحتم علينا اتخاذ قرارات حاسمة مبنية على معلومات أكيدة ومتواترة نشعر معها أن خطراً حقيقياً يتهدد بلادنا وأهلنا، وإننى على ثقة بأنكم تدركون ذلك ومستعدون للفداء والتضحية من أجل نهضة بلادنا بلا أدنى تردد».
ونخلص من هذه الرسالة بالحقائق الآتية:
1. الاعتراف بأن جماعة الإخوان المسلمين -وليس الرئيس- هى التى تدير الأحداث، سواء السابقة أو الحالية أو المستقبلية، مع ما يحمله ذلك من خطورة على الإخوان المسلمين أنفسهم قبل أن يكون على الوطن والشعب، لأنهم بذلك الاعتراف يتحملون كامل المسئولية عما حدث ويحدث وسيحدث فى البلاد.
2. أن ما تسعى إليه الجماعة وغايتها هو الوصول للمشروع الإسلامى الذى هو فى أذهان الجماعة دون غيرها، فما عُرض على الشعب فى انتخابات الرئاسة هو مشروع النهضة، ولم يتطرق هذا المشروع من بعيد أو قريب لما يسمى بالمشروع الإسلامى، وما هو مقوماته وغاياته، وما هى وسائل تحقيق هذا المشروع، وما هو النموذج الذى يسعون لتحقيقه، هل هو النموذج الإيرانى أم الأفغانى أم السودانى أم الصومالى؟ أو ليس الأنقياء الأتقياء الصادقون هم من يعلنون عن نواياهم وعن مشروعاتهم الحقيقية قبل أن يحصلوا على ثقة الشعب؟ وهل يجوز للأنقياء الأتقياء الصادقين أن يخفوا نواياهم الحقيقية ويُظهروا ما يدفع البسطاء لتأييدهم وتصديقهم فيمنحوهم الثقة ثم يفاجأوا بأن الحقيقة والواقع تختلف تماماً عما وعِدوا به؟
3. أن رسالة المرشد العام للإخوان لم تتضمن حلولاً سلمية كالمشاركة فى الحكم وتحمل المسئولية من الجميع أو اتخاذ إجراءات عملية وقرارات تمنع الاحتقان، بل هى دعوة صريحة للمقاومة بتقديم شهداء ومصابين من فلذات «أكبادنا»، ولا أدرى هل يعنى فلذات أكباد الوطن كله أم فلذات أكباد الإخوة من شباب الإخوان المسلمين فقط، وأياً كان مقصده فإن فلذات أكباد الإخوان هى فلذات أكباد مصرية قبل أن تكون إخوانية، والغريب أن فضيلته يُرجع هذا الاقتتال الذى يتوقعه إلى «إرادة الله النافذة باختيار شهداء وإصابة مصابين فى ابتلاء ربانى لمواجهة تهديدات ثورتنا».
4. أن جماعة الإخوان المسلمين تتوافر لديها «معلومات أكيدة ومتواترة»، فمن أين لها بهذه المعلومات الأكيدة؟ وما صفتها فى تلقى هذه المعلومات؟ أليس فى ذلك ما يؤكد ما سبق أن قلناه بأن الإخوان المسلمين دولة داخل الدولة، أو بالأدق دولة فوق دولة؟ يؤكد هذا ويدعمه ما قاله فضيلته من أن «الواجب يحتم علينا اتخاذ قرارات حاسمة»، فمن يتخذ القرارات الحاسمة إذن؟ هل هى جماعة الإخوان المسلمين أم رئيس الجمهورية؟ سؤال لا يحتاج إلى إجابة، وإن كان غير ذلك فليخرج لنا المتحدث الرسمى باسم الرئاسة ويكذّب ما قاله المرشد العام، ويقر بأن القرارات الحاسمة تُتخذ فى مؤسسة الرئاسة وليس جماعة الإخوان المسلمين، وهذا لن يحدث.
5. أن السياق العام للرسالة يؤكد أن السلطة بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين هى مسألة حياة أو موت، وفى سبيلها تهون الأرواح ويُقدَّم الشهداء والمصابون من «فلذات أكبادنا»، متغافلين عن الصالح العام للوطن والشعب الذى لن يتحقق إلا بالتوافق وجمع الشمل والمصالحة الوطنية، التى لن تتحقق إلا بقرارات عملية على الأرض، وليس بدعوات باهتة وغير منطقية للحوار بعد فرض الأمر الواقع بالقوة.
والرسالة أخيراً ليست موجهة إلى الإخوان، بل هى رسالة تهديد صريحة للقوى الثورية العازمة على النزول فى الذكرى الثانية للثورة يوم 25 يناير للميادين فى جميع أنحاء مصر للتعبير عن رفض الجماهير لممارسات الإخوان، لأنها لو كانت رسالة للإخوان فقط حقاً لكان يمكن توصيلها عبر القنوات التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين، وهى تتمتع بقدرات فى ذلك هائلة.
وأخيراً فإن الرسالة تعنى الاستمرار فى سياسة الطمع والعناد المؤدى حتماً إلى السواد.
وأستشهد بالآية الكريمة التى أوردها المرشد العام فى رسالته فى قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف 103، 104].
وأخيراً فإن هذه الرسائل وما سوف تتخذه الجماعة من إجراءات وقرارات حاسمة، لن تمنع الشعب من استكمال ثورته وتصحيحها ولو قدمنا أنفسنا شهداء فى سبيل هذا الوطن، فلسنا أغلى ممن استشهدوا وقدموا أرواحهم فى سبيل أن تكون مصر حرة أبيّة ناهضة مستقرة مزدهرة، فإذا بها منقسمة وممزقة توشك على الانهيار تحت وطأة حكم الإخوان الذين انفردوا -بغير حق- بتقرير مستقبل الأمة والبلاد والعباد بعد أن انفردوا بثمار الثورة الأولى فى 25 يناير 2011.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة