المستشار سامح المشد يكتب : شاهد على الثورة.. في الذكرى الثانية للثورة
إن شباب الثورة وشعب مصر هو الأمين على نقاء وصفاء وبياض الثورة, ولا بد أن يعودوا بها في الذكرى الثانية من إستمرارها إلى صورتها الحضارية الرائعة التي أبهرت العالم بأسره, وشباب الثورة وشعب مصر هو المسئول أمام الله والتاريخ والأجيال المقبلة على إستكمال ثورتهم, وعن وحدة مصر أرضاً وشعباً, ويعود شباب مصر يوم 25 يناير ليوقف عجلة التاريخ, ليسجل لمصر أنصع صفحات الفخر والإعزاز لشعب متحضر يصنع ثورة لا مثيل لها، عاد شباب مصر ليدعونا بأن تكون الحرية سلوكاً مسئولاً لا شعارات. والإنتماء والوطنية إحساس لا مزايدات, يخرج الملايين منهم في هذا اليوم الخالد دون سلاح, فقط معنا سلاح العقيدة والإيمان بالله, نهتف بإستمرار الثورة, نعلن التحدي لتحقيق أهداف الثورة, ونحن في الوقت نفسه نهتف سلمية سلمية, فلا بد أن يضرب شباب الثورة مع ذلك الشعب العظيم في هذا اليوم العظيم أروع الأمثلة العظيمة التي وقف أمامها العالم مبهوراً مذهولاً, فيحق لأرواح الشهداء أن تسعد بمصر وشبابها, التي جادت بأرواحها التي لم تضيع دمائها هدراً, من أجل الحرية والكرامة والعدالة ونقل مصر إلى عصر جديد من الديمقراطية.
وهنا أحب أن أدعو شباب الثورة وأعضاء الإتحاد الدولي للشباب الحر, وأعضاء الإتحاد الدولي للثوار العرب, وأعضاء جميع الأحزاب والإتحادات والإئتلافات وشعب مصر, أن يكونوا بعيدين كل البعد عن العنف في الذكرى الثانية للثورة, وأن يتمسك الثوار بالإستمرار في سلمية وسائل التعبير عن مطالبهم, ولا بد للثوار والمتظاهرين والمحتفلين أن يجعلوا من هذا اليوم مفخرة أمام العالم, ليؤكدوا أنهم في إستكمال ثورتهم مازالوا على عهدهم بنقاء الضمائر, وصفاء السرائر, وطهارة القلوب, وسلامة القصد والنفوس. ولأنني أؤمن إيماناً راسخاً بأن الثورة المصرية التي أقلعت يوم 25 يناير ولم تصل أو تهبط إلى مطارها بعد, هي ثورة شعب بأكمله ويخرج في الذكرى الثانية للثورة الملايين إلى ميادين التحرير في كل المحافظات, للتعبير أولاً عن إعتزازه بثورته وللتأكيد ثانياً على تصميمه على تحقيق كامل أهداف الثورة النبيلة.
وأتمنى في الذكرى الثانية للثورة أن يقوم رئيس الجمهورية بتقديم التهنئة للشعب المصري, مصحوبة بإعتذار عما وقع من أحداث مؤسفة في الفترة الأخيرة تسببت في سقوط القتلى والجرحى من المصريين، وأن يجدد د.مرسي إلتزامه عن ما وقع من أحداث مؤلمة يدمى لها الجبين, وأن يجدد إلتزامه بالإعلان عن نتائج التحقيقات في أعمال العنف والحوادث, والكشف عن المتورطين في سفك دماء المصريين أو إنتهاك كرامتهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزائهم, وأن يقوم الرئيس بتكريم جميع الشهداء رسمياً وإتخاذ جميع الإجراءت اللازمة لعلاج الجرحى ورعاية أسرهم والإعلان عن الحماية اللازمة للمتظاهرين والقبض على مثيري الشغب والبلطجية. وأنا شخصياً في الذكرى الثانية للثورة حاولت أن أستعيد في ذاكرتي مشهد ميدان التحرير, حينما كان المتظاهرون يصعدون الى ظهور دبابات ومصفحات كان يدرك باليقين أنها تحمي ظهورهم وتمكنهم من ممارسة حقهم في الثورة على نظام ظالم وفاسد, ولأن هذا المشهد على وجه الخصوص بهر العالم وأضاف بعداً حضارياً على الثورة المصرية, وكم أتمني أن أر مشهدا رائعا في الذكري الثانية للثورة, كي نقطع الطريق نهائياً علي كل من يحاول إفتعال صدام وفتنه بين الشعب والشعب, بإلتزامنا بالقول سلمية سلمية أقوى من القنبلة الذرية, كما يجب الوضع فى الإعتبار أن أهداف وغايات الثورة يجب أن تكون فوق كل الحسابات والمناورات الحزبية والصراح علي الحصص والمناصب, وتقديم توافق وطني حول هذه المبادئ والأهداف.
وفي الذكري الثانية للثورة أسأل سؤالا هاماً: هل إستطاعت الثورة أن تحقق أهدافها المشروعة التي طالبت بها الجماهير في جميع ميادين مصر وعلي رأسها ميدان التحرير؟ للأسف الإجابة : لا ..... لم تتحقق أهدافها علي الرغم من مرور عامين كاملين علي جميع المستويات السياسة والإقتصادية والإجتماعية. والإنتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان مازالت مستمرة وعلي مرأى ومسمع من الجميع. فعلي المستوي الإقتصادي لم يشهد أي تطور يذكر, رغم رؤية البعض لهذه الأزمة بأنها مفتعله أكثر منها حقيقة, فضلاً عن إستمرار النزيف الحاد في الإحتياطي النقدي غير المبرر والفجوة بين الدخول ومستوي الأسعار, كما أن الحد الأدنى والأقصى للأجور لم يطبق بعد, رغم المطالب المستمرة بوضع حد أدني وأقصى للأجور بما يتناسب مع معدلات الأسعار والأحوال المعيشية في البلاد. وعلي الصعيد السياسي مازالت هناك العديد من الإنتهاكات المعنية بحقوق الإنسان مثل استمرار المحاكمات العسكرية بعد الثورة,علماً بأن منظومة حرية الرأي والتعبير لم تشهد أي تطور بالإضافة إلي إحالة إعلاميين وصحفيين للتحقيق بسبب آرائهم وأفكارهم. وإنتهاك الحق في التظاهر السلمي, ومحاولات فض الإعتصامات السلمية بالقوة, وظهور الإعلام الموجه الذي يفتقد غلي الحرفية والمهنية ولا يعتمد في عمله علي الحيادية والمنهجية وإتهام الفصيل المعارض للسياسات الرسمية بالعمالة من قبل هذا الإعلام الموجة.
وخلاصة القول أن الثورة المصرية تعثرت ولادتها وباتت وكأنها تعيد إنتاج أنظمة لم تكن متوقعة, وأصبح كل الثوار تقريباً في مرمي نيران الإتهامات بالعمالة والخيانة والتمويل, إننا في حاجة إلي إستعادة الطريق إلي الحرية والكرامة وكذلك إستعادة التكاتف والتوحد كما كنا في بداية الثورة.
وأخيرا.. تحية إلى أرواح شهداء 25 يناير الذين وقفوا بصدورهم عارية أمام الهجوم الوحشى.. والرصاص المطاطى.. والزخيرة الحية.. وهراوات البلطجية.. تحية إلى شباب الثورة.. ومناصرى الثورة.. ومساندى الثورة.. ومؤيدى الثورة.. تحية الى أصحاب الإعاقات.. وذوى الإصابات.. الى كل من فقد عينه فى الثورات.. فلكم منا كل الفخر والإعزاز.. كل التقدير والإحترام.. تحية إلى جميع شهدائنا ومصابينا في عالمنا العربى، فلسطين وسوريا واليمن وليبيا.. وتحية الى الثمانية عشر يوما الأولى التى قضيناها متوحدين... فى ميدان التحرير متحابين... وبلونها الأبيض متمسكين... مسلمين ومسيحين... وبأهداف الثورة مرددين... لميثاق الشرف عازمين... وبإختلاف أفكارنا مترابطين.... تحية كبيرة إليك يا عشقنا الأول والأخير... يا عشقنا الكبير... تحية إلى ميدان التحرير...
المستشار والمتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي