فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


البردة لتميم البرغوثي

البردة

للشاعر تميم البرغوثي

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا : وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم : والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم : وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً : وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي : لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى : فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا

بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا : أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا

أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها : مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا

وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ : يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا

تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ : بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا

جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ : خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا

يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ *** قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا

قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ : مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا

لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً : بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا

وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ : إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا

لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا : لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا

وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها : قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا

ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ : عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا

يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ : فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا

وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي : فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا

لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي : فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا

وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ : خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا

ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً : وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا

وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ : تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا

وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا : بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى

فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ : وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا

عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا : مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا

****

إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً : مِنْهُ الشَّجاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا

أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ : بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا

وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ : رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا

وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ : مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا

وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ : فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى

لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ : أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا

وَمَا بِكَفِّيْهِ يَوْمَ الحَرِّ مِنْ عَرَقٍ : وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا

بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ : وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا

بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ : وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا

بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً : وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا

وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً : مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا

بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ : إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا

يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً : كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا

بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ : يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا

مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ : وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا

لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً : تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا

بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ : عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا

هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ : بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا

بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ : لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا

تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا : هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى

بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ : فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى

يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى : بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا

وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ : بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا

بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً : وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا

يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ : والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا

بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ : وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى

يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا : عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى

بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ : وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا

يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ : وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا

يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ : وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا

بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ : بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا

لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ : أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا

ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ : عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا

بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً : لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا

بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ : في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا

بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ ابْنَ آمِنَةٍ : والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا

وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا : بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا

****

لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى : مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا

وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً : يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا

وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً : وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا

مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ : حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا

مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ : أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا

حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ : أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا

شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا : هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا

يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا : وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا

هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً : بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا

يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً : كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا

مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ : إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا

وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى : وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا

يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ : والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا

أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ : وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا

وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً : مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى

كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ : غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا

وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ : إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا

وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ : إِذَا رَأَيْتَ دِيَانَاتِ الوَرَى فَنَدَا

وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ : وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا

وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ : لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا

مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا : وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا

****

وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها : في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا

أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً : وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا

تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ : وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا

إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى : لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا

فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ : قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا

وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ : أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا

9أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً : إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا

ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته : قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى

أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ : مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا

يَرَى المَمَالِكَ مِنْ أَعْلَى كَمَا خُلِقَتْ : تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا

والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ : بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا

يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ : نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا

والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً : وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا

يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ : القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا

يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي : تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا

مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ : لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا

فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ : بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا

اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ : يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى

اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ : فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا

لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ : وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا

وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً : إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا

أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً : قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا

****

رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ : مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا

يَرَاكَ صَحْبُكَ فِي الرَّمْضَاءِ مُدَّرِعَاً : فَيَحْسَبُونَكَ لا تَسْتَشْعِرُ الصَّهَدَا

أَكْرِمْ بِأَقْمَارِ تِمٍّ فِي الحَدِيدِ عَلَى : خَيْلٍ حَوَتْ فِي الأَدِيمِ البَرْقَ وَالرَّعَدَا

وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها : فَاْنْظُرْ إِلَى كُتُبٍ فِي الأَرْضِ كُنَّ كُدَى كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا : أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا

لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً : لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا

حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً : تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا

حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا : مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا

يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ : قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا

يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً : تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا

كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ : في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا

تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً : وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا

وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ : مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا

لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ : أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا

وَهُمْ أَرَقُّ مِنَ الأَنْسَامِ لَوْ عَبَرُوا : مَشْيَاً عَلَى المَاءِ لَمْ تُبْصِر بِهِ جَعَدَا

وَلَو يَمَسُّونَ مَحْمُومَاً أَبَلَّ بِهِمْ : والحُزْنُ جَمْرٌ إذا مَرُّوا بِهِ بَرَدَا

قَدْ خُلِّدُوا في جِنَانِي والجِنَانِ مَعَاً : أَكْرِمْ بِهِمْ يَعْمُرُونَ الخُلْدَ والخَلَدَا

كَمْ يَشْبَهُونَ فِدائِيينَ أعْرِفَهُم : لَمْ يَبْتَغُواْ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ مُلْتَحَدَا

وصِبْيةٍ مُذْ أَجَابُوا الحَرْبَ مَا سَأَلَتْ : صَارُوا المَشَايخَ والأقطابَ والعُمَدا

بِمِثْلِهِمْ يَضَعُ التِّيجَانَ لابِسُهَا : وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا

وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً : إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا

لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً : وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا : كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا : لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا

****

قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ : فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا

فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ» لم : يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا

حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً : للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا

وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا : بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا

أَنْتَ المُنَادَى عَلَى الإطْلاقِ والسَّنَدُ : المَقْصُودُ مَهْمَا دَعَوْنَا غَيْرَهُ سَنَدَا

مَدَدْتَ مِنْ فَوْقِ أَهْلِ اللهِ خَيْمَتَهُ : فِي كُلِّ قُطْرٍ عَقَدْتَ الحَبْلَ وَالوَتَدَا

يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا سَنَدِي : أَقَمْتُ بِاسْمِكَ ليْ فيْ غُرْبَتِي بَلَدَا

رُوحِي إذا أَرِجَتْ رِيحُ الحِجَازِ رَجَتْ : لَو أَنَّها دَرَجَتْ فِي الرِّيحِ طَيْرَ صَدَى

يَجُوبُ أَوْدِيَةً بِالطَّيْرِ مُودِيَةً : وَلا يَرَى دِيَةً مِمَّنْ عَدَا فَوَدَى

لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ : ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا

يَكَادُ يَكْرَهُكُمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِكُم : فِإنْ أَتَاكُمْ أَتَاكُمْ نَائِحَاً غَرِدَا

كَذَاكَ أُرْسِلُ رُوحي حِينَ أُرْسِلُها : طَيْراً إليكم يَجُوبُ السَّهْلَ والسَّنَدَا

لَيْسَ الحَمَامُ بَرِيدَاً حِينَ يَبْلُغُكُمْ : بل تِلكَ أَرْوَاحُنا تَهْوِي لَكُمْ بُرُدا

مَنْ للغَرِيبِ إذا ضَاقَ الزَّمَانُ بِهِ : وَطَارَدَتْهُ جُنُودُ الدَّهْرِ فَانْفَرَدَا

والدَّهْرُ ذُو ضَرَبَاتٍ لَيْسَ يَسْأَمُها : فَقَدْ عَجِبْتُ لِهَذَا الدِّينِ كَمْ صَمَدَا

****

مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَاكَ بُرْدَتَهُ : بِخَيْرِ مَا أَنْشَدَ المَوْلَى وَمَا نَشَدَا

وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُتَّبِعَاً : حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى

رَأَى الفِرَنْجَةَ تَغْزُو المُسْلِمِينَ كِلا : الشَّيْخَيْنِ فَاسْتَنْجَدَا المُخْتَارَ وَاْرْتَفَدَا

رَأَى الخِلافَةَ في بَغْدَادَ أَوَّلُهُم : تُمْحَى وَحَقْلَ كِرَامٍ بِيعَ فَاحْتُصِدَا

رَأَى المَذَابِحَ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ إلى : الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا

رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى : رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا

مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها : يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا

وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي : أَمْرِ الخِلافَةِ جَوْرَاً فَتَّتَ العَضُدَا

مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وَقَاهِرَةٍ : إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا

وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا : فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى

وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا : مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا

هِيَ الطُّلولُ وِإنْ أَسْمَيْتَهَا دُوَلاً : هِيَ القُبُورُ وَإنْ أَثَّثْتَهَا مُهُدَا

هِيَ الخَرَابُ وَإِنْ رَفَّتْ بَيَارِقُها : وَنَمَّقُوا دُونَهَا الأَعْتَابَ وَالسُّدَدَا

إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا : تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى

والجُرْحُ في زَمَنِي مَا كانَ مُنْدَمِلاً : حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا

مَالَ النَّخِيلُ عَلَى الزَّيْتُونِ مُسْتَمِعَاً : لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا

يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي : هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا

لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي : لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا

يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما : عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا

لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا : فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا

أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ : وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا

لا يَغْضَبُونَ وَلا يُحْمَى لَهُمْ حَرَمٌ : وَإِنْ تَكُنْ دُونَهُمْ أَسْيَافُهُمْ نَضَدَا

وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ : إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا

حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا : تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا

وَلا يَمُوتُونَ مِثْلَ النَّاسِ يَتْرُكُهُمْ : رَيْبُ الزَّمَانِ وَيُفْنِي قَبْلَهُمْ لُبَدَا

مَا للغَزَالِ تُخِيفُ الذِّئْبَ نَظْرَتُهُ : وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا

****

يَا جَابِرَ الكَسْرِ مِنَّا عِنْدَ عَثْرَتِنَا : وَإِنْ رَأَيْتَ القَنَا مِنْ حَوْلِنَا قِصَدَا

يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً : يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا

يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى : مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا

وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا : مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى

أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا : إلا بِجَاهِكَ نَدْعُو القَادِرَ الصَّمَدَا

الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ : لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا

وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا : دَعَتْ حَسِبْتَ الأَيَادِيْ تَحْتَهَا عَمَدَا

تَعْشَوْشِبُ الأَرْضُ مِنْ عَيْنَيْكَ مُلْتَفِتَاً : وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا

وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى : جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا

أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ : حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا

وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ : وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا

صارُوا كَثِيرَاً كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ : وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا

أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ : حَتَّى تَمَنَّى الفَتَى لَوْ أَنَّهُ وُئِدَا

وَلَمْ يَزَلْ مُمْسِكَاً بِالدِّينِ جَمْرَتَهُ : حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا

وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً : مَشَى عَلَيْهِ بَسِيمَ الوَجْهِ مُتَّئِدَا

كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ : قَدْ رَاحَ مِنْهُ عَلَى أَشْغَالِهِ وَغَدَا

فَاْشْفَعْ لنَا يَوْمَ لا عُذْرٌ لمُعْتَذِرٍ : وَلَيْسَ يُسْمَعُ مِنْ طُولِ النَّدَاءِ نِدَا

وَاْغْفِرْ لِمَنْ أَنْشَدُوا هَذِي القَصِيدَةَ فِي : مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا

وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا : أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا

تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي : «مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا»

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى : أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى : أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا

وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ : وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا

وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا : يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا

وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ : تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا

عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا : نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا

وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ : أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا

يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ : وَاْنْــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| أحمد خالد | 22/11/13 |
جزاك الله خيرا

قصيدة رائغه


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة