المرشد غال والمصرى رخيص
ألوانُ المديح، كما فنّدته العربُ، كثيرةٌ. لكنها تندرجُ تحت أسلوبين رئيسين، حسبَ علم النفس. الأول: أن يمتدحَ المادحُ الممدوحَ مباشرةً، بخلع صفاتٍ حسنة عليه، وهو الأسلوب الشائع. والثانى: غير مباشر؛ بأن يمتدحَ المادحُ الممدوحَ، عن طريق سبِّ سواه من الناس، خالعاً عليهم صفاتٍ مُشينةً؛ فيستدعى المخُّ، فوراً، نقيضَ تلك الصفات السلبية، ويمنح الناتجَ الإيجابيَّ للممدوح، فيتمّ المراد.
فقد يقول رجلٌ لسيدة: «كم أنت جميلةٌ!» فيتّبع الأسلوبَ الأول. لكن إذا قال: «انظرى دمامةَ المرأة الجالسة هناك؟» هنا تشعرُ السيدةُ المُخاطَبةُ بأنها جميلة؛ وتفرح (إن كانت تافهة)! ذلك هو الأسلوب غير المباشر، فى المديح.
الأسلوبُ الثانى هو ما اتّبعه بالأمس السيد المرشد العام فى «جماعة الإخوان». (لم أعد أُلحِقُ بها أىَّ نعتٍ دينىٍّ، يُكسبها شرعيةً لا تستحقها). حاول كعادته، التى نعرفها عبر تاريخه وتاريخ من سبقوه من مرشدين، أن يمتدح السُّلطة. ولكن السُّلطة الآن هى: (هو)! فراح يمتدح «القوة» Power، التى يُعوَّلُ عليها. لأن السلطة بلا قوة داعمة، تغدو مهددةً بالزوال. القوةُ التى يحتاج إليها النظامُ هى الجيش المصرى العظيم. فقرر المرشدُ أن يداهن الجيشَ، بالمديح السلبىِّ، كما أسلفنا.
امتدح القادةَ الراهنين، بسَبِّ القادة السالفين، ورميهم بالفساد! لكنه بهذا دخل المنطقةَ الحمراء المحظورة، أخلاقياً، فى أعراف الشرفاء. فالشريفُ لا يقبلُ الثناءَ بأكل جثَّة أخيه. ولا يُطربه المديحُ إن جاء بغير نبل ولا شرف. لهذا غضب الضباطُ والجنودُ المصريون، «خيرُ أجناد الأرض»، كما نعتهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ولما سأله الصِّدِّيق أبوبكر، عن سبب نعته. أجاب الرسول: «لأنهم فى رباطٍ إلى يوم القيامة». فهل يعلم المرشد معنى الحديث؟ هل يعلم ما الرباط؟ أم تُراه لا يعرف إلا ما يربط جماعته بوثاقٍ غليظ، وإن شتت جرَّاء ذلك رباط أمَّة بأسرها؟!
جاء بيان القوات المسلحة مُفسِّراً ما سبق. إن الجيش يدرك جيداً أن الإخوان تريد كسب ودِّ القيادات الحالية، لكنه لا يعلم أن أهم تقاليد العسكرية، هى احترام القادة السابقين.
دعكَ من كلّ ما سبق لأنه ليس مهماً. ليس فقط لأن رأى المرشد فى جيشنا العظيم لا نعبأ به، ولا لأننا نعرف جيداً قدر جيشنا الذى حما حدودنا عقوداً طوالا تمتدُّ إلى عهد محمد على، ولا حتى لأننا بعد رأى الرسول، لا نستمع لرأى السيد بديع ولا سواه، بل لأننا قرأنا تاريخ الإخوان وتعلَّمنا «الكود» الأخلاقى الذى يحركهم، فلم نعد نندهش.
المهم عندى هو خروج د. مرسى عن صمته الذى امتد أسبوعين (وهى سابقة) لكى يهدئ من غضبة الجيش على مرشده! خلال الأسبوعين هذين، سالت دماءُ مصريين على يد مصريين بسبب مرسى وفتنته الكبرى. ولم نسمعه يخرج ليهدئ الشعبَ على الشعب! لماذا؟ لأن المرشدَ غالٍ جداً لدى مرسى، ودمُ المواطن المصرىِّ، رخيصٌ، رخيص!
فقد يقول رجلٌ لسيدة: «كم أنت جميلةٌ!» فيتّبع الأسلوبَ الأول. لكن إذا قال: «انظرى دمامةَ المرأة الجالسة هناك؟» هنا تشعرُ السيدةُ المُخاطَبةُ بأنها جميلة؛ وتفرح (إن كانت تافهة)! ذلك هو الأسلوب غير المباشر، فى المديح.
الأسلوبُ الثانى هو ما اتّبعه بالأمس السيد المرشد العام فى «جماعة الإخوان». (لم أعد أُلحِقُ بها أىَّ نعتٍ دينىٍّ، يُكسبها شرعيةً لا تستحقها). حاول كعادته، التى نعرفها عبر تاريخه وتاريخ من سبقوه من مرشدين، أن يمتدح السُّلطة. ولكن السُّلطة الآن هى: (هو)! فراح يمتدح «القوة» Power، التى يُعوَّلُ عليها. لأن السلطة بلا قوة داعمة، تغدو مهددةً بالزوال. القوةُ التى يحتاج إليها النظامُ هى الجيش المصرى العظيم. فقرر المرشدُ أن يداهن الجيشَ، بالمديح السلبىِّ، كما أسلفنا.
امتدح القادةَ الراهنين، بسَبِّ القادة السالفين، ورميهم بالفساد! لكنه بهذا دخل المنطقةَ الحمراء المحظورة، أخلاقياً، فى أعراف الشرفاء. فالشريفُ لا يقبلُ الثناءَ بأكل جثَّة أخيه. ولا يُطربه المديحُ إن جاء بغير نبل ولا شرف. لهذا غضب الضباطُ والجنودُ المصريون، «خيرُ أجناد الأرض»، كما نعتهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ولما سأله الصِّدِّيق أبوبكر، عن سبب نعته. أجاب الرسول: «لأنهم فى رباطٍ إلى يوم القيامة». فهل يعلم المرشد معنى الحديث؟ هل يعلم ما الرباط؟ أم تُراه لا يعرف إلا ما يربط جماعته بوثاقٍ غليظ، وإن شتت جرَّاء ذلك رباط أمَّة بأسرها؟!
جاء بيان القوات المسلحة مُفسِّراً ما سبق. إن الجيش يدرك جيداً أن الإخوان تريد كسب ودِّ القيادات الحالية، لكنه لا يعلم أن أهم تقاليد العسكرية، هى احترام القادة السابقين.
دعكَ من كلّ ما سبق لأنه ليس مهماً. ليس فقط لأن رأى المرشد فى جيشنا العظيم لا نعبأ به، ولا لأننا نعرف جيداً قدر جيشنا الذى حما حدودنا عقوداً طوالا تمتدُّ إلى عهد محمد على، ولا حتى لأننا بعد رأى الرسول، لا نستمع لرأى السيد بديع ولا سواه، بل لأننا قرأنا تاريخ الإخوان وتعلَّمنا «الكود» الأخلاقى الذى يحركهم، فلم نعد نندهش.
المهم عندى هو خروج د. مرسى عن صمته الذى امتد أسبوعين (وهى سابقة) لكى يهدئ من غضبة الجيش على مرشده! خلال الأسبوعين هذين، سالت دماءُ مصريين على يد مصريين بسبب مرسى وفتنته الكبرى. ولم نسمعه يخرج ليهدئ الشعبَ على الشعب! لماذا؟ لأن المرشدَ غالٍ جداً لدى مرسى، ودمُ المواطن المصرىِّ، رخيصٌ، رخيص!