كمال جاب الله: بأية حال عدت يا 25 يناير؟
مصر على وشك الانفجار، هذه الجملة الصادمة تلخص ما نحن ذاهبون إليه بأرجلنا يوم 25 يناير المقبل،
وأنقلها حرفيا عن الإعلامي القدير، شريف عامر، ضمن تغطية برنامجه المتميز على قناة الحياة، مساء يوم الأربعاء الحزين، في وصفه للحال المايل الذي بلغته المحروسة، على مدى ستة أشهر من ولاية النظام الحاكم، غير المبشرة على أية علامات للنهضة والخير والبركة، أو حتى لسلامة الوصول إلى بر الأمان، خاصة، بعد ما رأيناه بأعيننا في كارثة قطار المجندين، وما تلاه في اليوم التالي بعمارة الإسكندرية.
هنا أتوجه بالرجاء إلى قارئ الكريم بأن يعود بالذاكرة إلى ما قبل حلول الذكرى الأولى لثورة 25 يناير المجيدة،
أي إلى مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتأمل ما كان يرنو إليه المصريون من آمال عظام، وطموحات وتطلعات، لا حدود لها، في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ورغبة شعبية عارمة في التغيير، وإصرار وعزيمة على تحقيق شعار الثورة: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية. فليقارن قارئ الكريم بين تلك الحالة المتفائلة، والمليئة بالحيوية، التي كانت سائدة بين عموم المصريين، قبيل حلول الذكرى الأولى لقيام الثورة.
وقتها، أي قبيل 25 يناير 2012، أذكر كلمة لقداسة البابا شنودة الثالث، رحمه الله، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، والاستعداد لإحياء الذكرى الأولى للثورة، تحت شعار الثورة مستمرة وقول قداسته: يتساءل الناس.. مصر رايحة على فين؟ أنا أقول لهم: رايحين للخير والبركة طبعا.. لأن السيد المسيح يحب مصر والمصريين.
قبيل 25 يناير 2012، كانت مصر عازمة على الذهاب ـ بالفعل ـ إلى الخير والبركة، وفقا لرؤية حكيم الأمة، وسيدها الراحل، وبسواعد وعقول وأفكار قواها الوطنية والمدنية المتألقة. لبلوغ هذه الغاية النبيلة، تسامت جميع القوى الوطنية والمدنية، على ما لحق بها من إنتكاسات وجروح ومؤامرات، وعقدت العزم على استكمال مسيرة الثورة، الخيرة والمباركة، مهما بلغ الثمن والتضحيات، كما أقرت القوى المدنية والوطنية تفويت الفرصة على المتآمرين والمتربصين بالثورة والثوار، وأصرت على تقصير أمد خارطة الطريق المرتبكة، والمبرمة، في ليل حالك السواد، فور تنحي الطاغية، بين إدارة المرحلة الانتقامية وفصيل بعينه، التحق بآخر مقعد في آخر عربة في قطار الثورة، وتلحف بغطاء ديني مثير للدهشة والغرابة، وبدا يتظاهر بالإيثار والمشاركة والطيبة والمحبة في الله، فيما انصبت كل أفعاله التآمرية والمشينة على الاستقواء والمغالبة والتكويش والاستفراد بالسلطة.
قبل ستة أيام من حلول الذكرى الثانية للثورة المجيدة، قد يقول قائل: بأية حال عدت يا يوم 25 يناير؟!
لم يخطر على بال أحد من المصريين أن تسود مثل هذه الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الكئيبة والبائسة، المتربصة بحرية الصحافة والإعلام، المعادية لاحترام الدستور والقانون، المحتمية بدولة الفساد والاستبداد، ذاتها، التي كانت عليها البلاد والعباد في عام 2012، بل ومثلما كانت عليه الأحوال المضطربة والبائسة والبغيضة في العام الذي سبقه في 2011.
شعار الثورة مستمرة سوف يبقى هو الحل، هو نفسه الذي يخطط الثوار لرفعه في كل الميادين، لاستكمال المسيرة، وبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، المعبرة بحق عن إرادة الأمة، بكل مكوناتها وطوائفها، والملبية، بلا أي مجال للفصال أو التنازل، لما اجتمعت عليه إرادة الملايين الذين هتفوا في 25 يناير بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
أي مراقب للأوضاع في المحروسة قبل أيام من 25 يناير سوف يقر بأنه لن يهدأ بال المصريين، لن يشعروا بانتصار ثورتهم المجيدة إلا عندما يضعون حجر الأساس الصلب لدولتهم المدنية الديمقراطية الحديثة، بالدستور المتوافق عليه بحق، من جميع الطوائف، والمستفتي عليه بنزاهة وشفافية وبحرية كاملة ومشاركة فعلية من كل مكونات المجتمع، لن يعود المصريون إلى أعمالهم، لن يخلوا الميادين إلا عندما يشعرون بأنهم انتخبوا رئيسا لكل المصريين، رئيسا يعطي المثل والقدوة في احترام القانون والدستور، لن تفلح مصر في عبور عنق الزجاجة إلا بإعطاء المزيد من الاستقلالية للقضاء والحرية لإعلامها وصحافتها القومية والحزبية والمستقلة، لن تنجو مصر من القنبلة الموقوتة شديدة الإنفجار إلا بإجراء إنتخابات نيابية تتحقق فيها ضمانات كاملة للحرية والنزاهة.
وأنقلها حرفيا عن الإعلامي القدير، شريف عامر، ضمن تغطية برنامجه المتميز على قناة الحياة، مساء يوم الأربعاء الحزين، في وصفه للحال المايل الذي بلغته المحروسة، على مدى ستة أشهر من ولاية النظام الحاكم، غير المبشرة على أية علامات للنهضة والخير والبركة، أو حتى لسلامة الوصول إلى بر الأمان، خاصة، بعد ما رأيناه بأعيننا في كارثة قطار المجندين، وما تلاه في اليوم التالي بعمارة الإسكندرية.
هنا أتوجه بالرجاء إلى قارئ الكريم بأن يعود بالذاكرة إلى ما قبل حلول الذكرى الأولى لثورة 25 يناير المجيدة،
أي إلى مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتأمل ما كان يرنو إليه المصريون من آمال عظام، وطموحات وتطلعات، لا حدود لها، في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ورغبة شعبية عارمة في التغيير، وإصرار وعزيمة على تحقيق شعار الثورة: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية. فليقارن قارئ الكريم بين تلك الحالة المتفائلة، والمليئة بالحيوية، التي كانت سائدة بين عموم المصريين، قبيل حلول الذكرى الأولى لقيام الثورة.
وقتها، أي قبيل 25 يناير 2012، أذكر كلمة لقداسة البابا شنودة الثالث، رحمه الله، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، والاستعداد لإحياء الذكرى الأولى للثورة، تحت شعار الثورة مستمرة وقول قداسته: يتساءل الناس.. مصر رايحة على فين؟ أنا أقول لهم: رايحين للخير والبركة طبعا.. لأن السيد المسيح يحب مصر والمصريين.
قبيل 25 يناير 2012، كانت مصر عازمة على الذهاب ـ بالفعل ـ إلى الخير والبركة، وفقا لرؤية حكيم الأمة، وسيدها الراحل، وبسواعد وعقول وأفكار قواها الوطنية والمدنية المتألقة. لبلوغ هذه الغاية النبيلة، تسامت جميع القوى الوطنية والمدنية، على ما لحق بها من إنتكاسات وجروح ومؤامرات، وعقدت العزم على استكمال مسيرة الثورة، الخيرة والمباركة، مهما بلغ الثمن والتضحيات، كما أقرت القوى المدنية والوطنية تفويت الفرصة على المتآمرين والمتربصين بالثورة والثوار، وأصرت على تقصير أمد خارطة الطريق المرتبكة، والمبرمة، في ليل حالك السواد، فور تنحي الطاغية، بين إدارة المرحلة الانتقامية وفصيل بعينه، التحق بآخر مقعد في آخر عربة في قطار الثورة، وتلحف بغطاء ديني مثير للدهشة والغرابة، وبدا يتظاهر بالإيثار والمشاركة والطيبة والمحبة في الله، فيما انصبت كل أفعاله التآمرية والمشينة على الاستقواء والمغالبة والتكويش والاستفراد بالسلطة.
قبل ستة أيام من حلول الذكرى الثانية للثورة المجيدة، قد يقول قائل: بأية حال عدت يا يوم 25 يناير؟!
لم يخطر على بال أحد من المصريين أن تسود مثل هذه الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الكئيبة والبائسة، المتربصة بحرية الصحافة والإعلام، المعادية لاحترام الدستور والقانون، المحتمية بدولة الفساد والاستبداد، ذاتها، التي كانت عليها البلاد والعباد في عام 2012، بل ومثلما كانت عليه الأحوال المضطربة والبائسة والبغيضة في العام الذي سبقه في 2011.
شعار الثورة مستمرة سوف يبقى هو الحل، هو نفسه الذي يخطط الثوار لرفعه في كل الميادين، لاستكمال المسيرة، وبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، المعبرة بحق عن إرادة الأمة، بكل مكوناتها وطوائفها، والملبية، بلا أي مجال للفصال أو التنازل، لما اجتمعت عليه إرادة الملايين الذين هتفوا في 25 يناير بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
أي مراقب للأوضاع في المحروسة قبل أيام من 25 يناير سوف يقر بأنه لن يهدأ بال المصريين، لن يشعروا بانتصار ثورتهم المجيدة إلا عندما يضعون حجر الأساس الصلب لدولتهم المدنية الديمقراطية الحديثة، بالدستور المتوافق عليه بحق، من جميع الطوائف، والمستفتي عليه بنزاهة وشفافية وبحرية كاملة ومشاركة فعلية من كل مكونات المجتمع، لن يعود المصريون إلى أعمالهم، لن يخلوا الميادين إلا عندما يشعرون بأنهم انتخبوا رئيسا لكل المصريين، رئيسا يعطي المثل والقدوة في احترام القانون والدستور، لن تفلح مصر في عبور عنق الزجاجة إلا بإعطاء المزيد من الاستقلالية للقضاء والحرية لإعلامها وصحافتها القومية والحزبية والمستقلة، لن تنجو مصر من القنبلة الموقوتة شديدة الإنفجار إلا بإجراء إنتخابات نيابية تتحقق فيها ضمانات كاملة للحرية والنزاهة.