وكيف يُرضيكم الرئيس يا ظلمة؟
وقفتم ضده فى كل شىء، اتهمتموه بكل شىء، سيبوه يشتغل، أعطوه فرصة، خربتوا البلد، هذا هو منطق مؤيدى الرئيس، وربما شعور الرئيس نفسه حيال «كل» معارضيه الصادق منهم والكذّاب، الوطنى منهم والمغرض، البر منهم والفاجر، وأظن أن الرئيس لا يرى فى معارضيه سوى الكذّاب، والمغرض، والفاجر!
إذن كيف يُرضينا الرئيس؟
الإجابة: بأن يُطهر جهاز الدولة، من فلول مبارك الذين أدخلهم فى «التأسيسية» وكرّمهم فى الجيش وحافظ على مصالحهم وهادنهم فى كل أجهزة الدولة، بأن يُطهرإعلام الدولة من أمثال «عبدالناصر سلامة» وأشباهه الذين اختارهم ليعيدوا سيرة أسلافهم، مع «المخلوع» وتستمر دولة النفاق، بأن يطرح فى الإعلام القومى نموذجاً يجتذب الناس بصدقه، ومهنيته ويصرفهم عن غيره!
يُرضينا الرئيس بأن يتعامل مع الثورة بوصفها غاية تستحق العناء فى سبيل تحقيق أهدافها، بأن يتعامل مع تكوينات المعارضة التى ناضلت ضد مبارك بوصفهم أهله وعشيرته الحقيقيين!، ويرى فى كفاءاتهم وحماسهم كنز الثورة وخزانته التى تغنينا عن سؤال البنك الدولى، أين الثورة فى وزراء مرسى؟ ومن هشام قنديل؟ أين عبدالجليل مصطفى، وعبدالحليم قنديل، وعبدالخالق فاروق، ومصطفى النجار، وعبدالرحمن يوسف، وإسلام لطفى، ومحمد عبدالقدوس، وعمار على حسن، وجورج إسحاق؟ بل أين مستشارو الرئيس الذين ضجُّوا من انصرافه عن هموم وطنه إلى هموم جماعته وتركوه جميعاً على كثرة من فيهم من مخلصين؟!
يُرضينا الرئيس بأن يُؤسس لدولة القانون وأن يبدأ بنفسه، فيحل جماعته «غير الشرعية» ويُخضعها لسلطة القانون مثلها مثل أى جمعية أهلية، دون تلاعب يُفرغ الإجراء من مضمونه، بأن يصارحنا بحقيقة أوضاعنا الاقتصادية ويفكر بنا ولنا، بأن يتعامل مع مصر بوصفها وطناً سبق وجود جماعته بآلاف السنين، فإن كان قد تعرّض للاستبعاد، فليرد الحق إلى أصحابه، ويخلى لجماعته مكاناً فى بلاد شاء الله أن تتسع للجميع، لا أن يرث الأرض ومن عليها بدعوى حاكمية الصندوق، بأن يتخلى عن مراراته التاريخية لصالح الواقع الذى يوشك أن يتحول بدوره إلى جزء من مرارات وأحقاد تاريخية لآخرين!!
يُرضينا حين يفى بعهوده فى الإتيان بحق الشهداء، حين يفُك أسر المسجونين فى السجون العسكرية ممن لا يجدون من يغيثهم أو يردهم إلى قاضيهم الطبيعى، حين يتعامل مع أموال مصر المنهوبة بشكل أكثر جديّة، حين يقطع الشك باليقين فى مسألة الشاطر، وبديع، ومكتب الإرشاد، فالشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم!
يُرضينا بأن ينحاز إلى الفقراء كما انحاز إليهم الإسلام، ولا يحمِّلهم فاتورة فشل حكومة أهل الثقة، بأن يُصلى الجمعة فى مسجد قريب من بيته ويُنفق الأوقات فى زيارة العشوائيات، وملامسة هموم المنكوبين بنفسه، بين العشش والخرابات لا على صفحات التقارير الناعمة، بأن يكون صادقاً ولا يقول الشىء وضده ثم يُبرر لأنصاره بأن الظروف تغيّرت، وبأن الإعلام مغرض، وبأن مبارك هو سبب المصائب!
يرضينا حين يعود إلى كلامه هو نفسه قبل الثورة عن الاستقلال الوطنى، ومراجعة «كامب ديفيد» و«الكويز» وكل اتفاقات الإذعان، وحين يفى بأهم وعوده على الإطلاق، ألا يخون الله فينا!
سيدى الرئيس: أشهد الله أننى من أبناء المشروع الإسلامى، وأننى لا أريد لك سوى النجاح، لكنك بهذه الطريقة لن تنجح، فافهم قبل أن تُضيِّع كل شىء، افهم قبل أن يُؤتَى الإسلام من ثغرك، افهم قبل أن يثور الناس فيخلعوك، سيدى الرئيس افهم لأننا «طرشقنا»، والمصحف!
"محمد طلبة رضوان"
إذن كيف يُرضينا الرئيس؟
الإجابة: بأن يُطهر جهاز الدولة، من فلول مبارك الذين أدخلهم فى «التأسيسية» وكرّمهم فى الجيش وحافظ على مصالحهم وهادنهم فى كل أجهزة الدولة، بأن يُطهرإعلام الدولة من أمثال «عبدالناصر سلامة» وأشباهه الذين اختارهم ليعيدوا سيرة أسلافهم، مع «المخلوع» وتستمر دولة النفاق، بأن يطرح فى الإعلام القومى نموذجاً يجتذب الناس بصدقه، ومهنيته ويصرفهم عن غيره!
يُرضينا الرئيس بأن يتعامل مع الثورة بوصفها غاية تستحق العناء فى سبيل تحقيق أهدافها، بأن يتعامل مع تكوينات المعارضة التى ناضلت ضد مبارك بوصفهم أهله وعشيرته الحقيقيين!، ويرى فى كفاءاتهم وحماسهم كنز الثورة وخزانته التى تغنينا عن سؤال البنك الدولى، أين الثورة فى وزراء مرسى؟ ومن هشام قنديل؟ أين عبدالجليل مصطفى، وعبدالحليم قنديل، وعبدالخالق فاروق، ومصطفى النجار، وعبدالرحمن يوسف، وإسلام لطفى، ومحمد عبدالقدوس، وعمار على حسن، وجورج إسحاق؟ بل أين مستشارو الرئيس الذين ضجُّوا من انصرافه عن هموم وطنه إلى هموم جماعته وتركوه جميعاً على كثرة من فيهم من مخلصين؟!
يُرضينا الرئيس بأن يُؤسس لدولة القانون وأن يبدأ بنفسه، فيحل جماعته «غير الشرعية» ويُخضعها لسلطة القانون مثلها مثل أى جمعية أهلية، دون تلاعب يُفرغ الإجراء من مضمونه، بأن يصارحنا بحقيقة أوضاعنا الاقتصادية ويفكر بنا ولنا، بأن يتعامل مع مصر بوصفها وطناً سبق وجود جماعته بآلاف السنين، فإن كان قد تعرّض للاستبعاد، فليرد الحق إلى أصحابه، ويخلى لجماعته مكاناً فى بلاد شاء الله أن تتسع للجميع، لا أن يرث الأرض ومن عليها بدعوى حاكمية الصندوق، بأن يتخلى عن مراراته التاريخية لصالح الواقع الذى يوشك أن يتحول بدوره إلى جزء من مرارات وأحقاد تاريخية لآخرين!!
يُرضينا حين يفى بعهوده فى الإتيان بحق الشهداء، حين يفُك أسر المسجونين فى السجون العسكرية ممن لا يجدون من يغيثهم أو يردهم إلى قاضيهم الطبيعى، حين يتعامل مع أموال مصر المنهوبة بشكل أكثر جديّة، حين يقطع الشك باليقين فى مسألة الشاطر، وبديع، ومكتب الإرشاد، فالشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم!
يُرضينا بأن ينحاز إلى الفقراء كما انحاز إليهم الإسلام، ولا يحمِّلهم فاتورة فشل حكومة أهل الثقة، بأن يُصلى الجمعة فى مسجد قريب من بيته ويُنفق الأوقات فى زيارة العشوائيات، وملامسة هموم المنكوبين بنفسه، بين العشش والخرابات لا على صفحات التقارير الناعمة، بأن يكون صادقاً ولا يقول الشىء وضده ثم يُبرر لأنصاره بأن الظروف تغيّرت، وبأن الإعلام مغرض، وبأن مبارك هو سبب المصائب!
يرضينا حين يعود إلى كلامه هو نفسه قبل الثورة عن الاستقلال الوطنى، ومراجعة «كامب ديفيد» و«الكويز» وكل اتفاقات الإذعان، وحين يفى بأهم وعوده على الإطلاق، ألا يخون الله فينا!
سيدى الرئيس: أشهد الله أننى من أبناء المشروع الإسلامى، وأننى لا أريد لك سوى النجاح، لكنك بهذه الطريقة لن تنجح، فافهم قبل أن تُضيِّع كل شىء، افهم قبل أن يُؤتَى الإسلام من ثغرك، افهم قبل أن يثور الناس فيخلعوك، سيدى الرئيس افهم لأننا «طرشقنا»، والمصحف!
"محمد طلبة رضوان"