العريفى والأمريكان وحكام الخليج
حسناً فعل الشيخ العريفى بخطبته الشهيرة، إذ استطاع أن يدخل قلوب المصريين من أوسع الأبواب، وفتح له الإعلام مجالاً فسيحاً فى الوقت الذى يعانى فيه الإعلام من بعض المتشددين فى مصر من المشايخ. كثير من مؤسسات الدولة فتحت له الأبواب، ومنها الأزهر الشريف، امتناناً وعرفاناً له ولجرأته ودقته، حيث جمع فى خطبته التى ألقاها فى منطقة نجد - الرياض، عن فضل مصر، تاريخ الأنبياء الذين عاشوا فى مصر والصحابة والعلماء الذين أثروا الحياة بفتوحاتهم وبجهادهم وعلمهم، ثم الذين دفنوا فيها أو غادروها إلى مضاجعهم، إذ لا تدرى نفس ماذا تكسب غداً ولا بأى أرض تموت.
بذل العريفى جهداً كبيراً فى تجميع محاضرة جميلة، تغنى عن قراءة كتب كثيرة فى وقت الوجبات السريعة، وتخاطب تلك الخطبة عواطف المصريين ومشاعرهم، فضلاً عن عقولهم وتستحثهم إلى تجديد تاريخهم فى الحضارة العريقة التى بنوها، وما كانوا عليه من كرم، عندما كان الخليج يعيش حالة من المشقة فى المعيشة، فجزاه الله تعالى خيراً عن صراحته ووضوحه وتجميعه لتاريخ طويل من الأحداث والوقائع والحضارة فى خطبة واحدة، كانت أساساً لخطب وكلمات كثيرة من أهمها خطبته بجامع عمرو بن العاص، إذ تجمع له أعداد كبيرة، ذكرتنى بأولئك الشجعان الذين كانوا يتجمعون لسماع خطبة الشيخ محمد الغزالى، رحمه الله تعالى، ثم يتعرض بعضهم للاعتقال على أيدى حماة النظام البائد أو الضرب والمطاردة فى الشوارع أحياناً. ولكن المصلين اليوم يستمتعون بأمن وسلام إلا من البلطجية إن وجدوا. هذا الموقف يدلنا على طبيعة الشعب المصرى الذى يميز بين الخطب التى تعطيه الأمل فى المستقبل وتذكره بحاضره المجيد، وليست خطب العنف والسب والقذف والتكفير والتمزيق والتفريق للصف الواحد.
أرى أن هناك مهمتين أساسيتين أمام الشيخ العريفى لعله يضع ذلك فى حسبانه؛ أولى تلك المهام، وفى ضوء شعبيته الكبيرة التى تؤهله لخوض أى انتخابات فى مصر حيث لا توجد انتخابات فى الخليج إلا برلمانية فى الكويت فقط، أن يستخدم تلك الشعبية والمحبة فى الحث على مواجهة الأمريكان الذين يحتلون بقواعدهم العسكرية وجنودهم، خصوصاً المارينز، أرض الخليج جميعاً، أو على الأقل أن يضغط لتجميع العلماء على موقف واحد تجاه تلك القضية، الموقف صعب والمنزلق خطير، مما حدا بضاحى خلفان، نيابة عن المعنيين بالأمر والأمن فى الخليج، أن يصرح بأن أمن الخليج من الأمن القومى الأمريكى.
متى سيخرج الأمريكان من بلادنا؟ وهل هناك خطة زمنية لذلك؟ وما سر بقائهم حتى بعد موت صدام حسين؟ هذه هى المهمة الأولى. أما المهمة الثانية فهى السعى لتجميع صفوف الأمة الممزقة والخروج من الفتنة القائمة بين السنة والشيعة، ودفع حصار إيران الظالم والإسهام فى منع الحرب المتوقعة عليها من إسرائيل والأمريكان، التى -لا قدر الله- ستدمر الأخضر واليابس إن وقعت، ولن يستفيد منها إلا الأعداء، وفى ذلك تفصيل كثير لا يتسع له هذا المقام. ويعرف الشيخ العريفى والعلماء بأن الفتنة إذا أقبلت لم يعرفها إلا العلماء والحكماء، فإذا أدبرت عرفها حتى الجهلاء، ويعرف كذلك الشيخ العريفى أن القاعد فى الفتن خير من الماشى أو الساعى. وهاتان المهمتان فى نظرى أهم من مجرد الحديث عن التاريخ والحضارة القديمة، أى تاريخ.
والله الموفق
بذل العريفى جهداً كبيراً فى تجميع محاضرة جميلة، تغنى عن قراءة كتب كثيرة فى وقت الوجبات السريعة، وتخاطب تلك الخطبة عواطف المصريين ومشاعرهم، فضلاً عن عقولهم وتستحثهم إلى تجديد تاريخهم فى الحضارة العريقة التى بنوها، وما كانوا عليه من كرم، عندما كان الخليج يعيش حالة من المشقة فى المعيشة، فجزاه الله تعالى خيراً عن صراحته ووضوحه وتجميعه لتاريخ طويل من الأحداث والوقائع والحضارة فى خطبة واحدة، كانت أساساً لخطب وكلمات كثيرة من أهمها خطبته بجامع عمرو بن العاص، إذ تجمع له أعداد كبيرة، ذكرتنى بأولئك الشجعان الذين كانوا يتجمعون لسماع خطبة الشيخ محمد الغزالى، رحمه الله تعالى، ثم يتعرض بعضهم للاعتقال على أيدى حماة النظام البائد أو الضرب والمطاردة فى الشوارع أحياناً. ولكن المصلين اليوم يستمتعون بأمن وسلام إلا من البلطجية إن وجدوا. هذا الموقف يدلنا على طبيعة الشعب المصرى الذى يميز بين الخطب التى تعطيه الأمل فى المستقبل وتذكره بحاضره المجيد، وليست خطب العنف والسب والقذف والتكفير والتمزيق والتفريق للصف الواحد.
أرى أن هناك مهمتين أساسيتين أمام الشيخ العريفى لعله يضع ذلك فى حسبانه؛ أولى تلك المهام، وفى ضوء شعبيته الكبيرة التى تؤهله لخوض أى انتخابات فى مصر حيث لا توجد انتخابات فى الخليج إلا برلمانية فى الكويت فقط، أن يستخدم تلك الشعبية والمحبة فى الحث على مواجهة الأمريكان الذين يحتلون بقواعدهم العسكرية وجنودهم، خصوصاً المارينز، أرض الخليج جميعاً، أو على الأقل أن يضغط لتجميع العلماء على موقف واحد تجاه تلك القضية، الموقف صعب والمنزلق خطير، مما حدا بضاحى خلفان، نيابة عن المعنيين بالأمر والأمن فى الخليج، أن يصرح بأن أمن الخليج من الأمن القومى الأمريكى.
متى سيخرج الأمريكان من بلادنا؟ وهل هناك خطة زمنية لذلك؟ وما سر بقائهم حتى بعد موت صدام حسين؟ هذه هى المهمة الأولى. أما المهمة الثانية فهى السعى لتجميع صفوف الأمة الممزقة والخروج من الفتنة القائمة بين السنة والشيعة، ودفع حصار إيران الظالم والإسهام فى منع الحرب المتوقعة عليها من إسرائيل والأمريكان، التى -لا قدر الله- ستدمر الأخضر واليابس إن وقعت، ولن يستفيد منها إلا الأعداء، وفى ذلك تفصيل كثير لا يتسع له هذا المقام. ويعرف الشيخ العريفى والعلماء بأن الفتنة إذا أقبلت لم يعرفها إلا العلماء والحكماء، فإذا أدبرت عرفها حتى الجهلاء، ويعرف كذلك الشيخ العريفى أن القاعد فى الفتن خير من الماشى أو الساعى. وهاتان المهمتان فى نظرى أهم من مجرد الحديث عن التاريخ والحضارة القديمة، أى تاريخ.
والله الموفق
