الطريق إلى ثورة الخبز والكرامة؟
اعترف العالم أن الربيع الديمقراطي كان له الفضل في اعتراف الجبابرة بالسواد الأعظم من شعوب الفقر, ومن أنهم قوة لا يستهان بها...
فبفضله سقطت أنظمت الفساد والاستبداد... وكانت البلاد من بين الدول التي كاد أن يعصفها ربيع التغييرلولا سياسة"برد السوق واعطيهم اش بغاو"ليستبشر ألاف المواطنين بمغرب أفضل, للعيش في أمن وأمان.
الكل وافق على مبادرة تغيير دستور البلاد وانتخاب من يقوم على أمر الدولة حتى ننهي الخلاف؟الكل على ما يرام, فاسبشرنا خيرا وقلنا العام زين...
جاء الاسلامويون للحكم وبدأ العد العكسي في تأويل مالم يكن في الحسبان فبدأت التصفيات و"لحساب الخاوي" بوجه آخر لا يمث للإسلام بصلة ... كان الضحية هو الشعب برمته من هذا المجتمع القاتم, بما فيهم الحاصلين على الشواهد العليا من مجازين وماستر ودكتوراه وحتى مستهلكي الزيت والسكر والملحة "اللي كانوا ظانينها فسي بن كيران ساع طلع مسوس"
كان المجازون في المغرب مستهل الربيع العربي, النقطة التي أفاضت الكأس وأججت حفيظة المسئولين وخلقت المفاجآت في كثير من المحطات منها اقتحام "لانابيك" و"لاراديما" ومحطة القطار والاعتصام بإحدى مجالس المدينة بمراكش مثلا, وفتح حوارات ماراطونية ناجحة مع السادة ولاة المدن المغربية آنذاك...
شاء القدرأن يلتحق هؤلاء بهيئة التدريس في مخطط استعجالي سموه بساعات الدعم لسد الخصاص لموسم دراسي كامل(2011-2012) علما أن ساعات الدعم لا أساس لها من الصحة, هذا مجرد تحايل واحتيال عن المواطن المغربي,كيف؟لان ساعات الدعم, أي أن الأستاذ يدرس ساعة هنا وساعتين هناك لسد خصاص طفيف...لكن الحقيقة المُرّة هي أن الأساتذة سدوا خصاص 40 ألف تلميذ كانوا مهددين بالهذر المدرسي بجهة مراكش تانسيفت الحوزعلى سبيل المثال لا الحصر بجدول زمني يفوق 32 ساعة في الأسبوع كألاساتذة الرسميين, إذن أين هي ساعات الدعم ؟
والأمرّ من ذلك أن اساتذة سد الخصاص منعوا وطنيا من طرف الحكومة الاسلاموية من الالتحاق بالأقسام في الموسم الدراسي الثاني.كان هذا المخطط لحكومة عباس الفاسي ومن المفروض على حكومة بنكيران الاستمرار على سياسة تخدم المصلحة العامة ,ليس القطيعة مع الماضي وتعويضه بسياسة الزرواطة والقمع والتهميش…
وباقي التفاصيل مع ملف تشغيل أصحاب"محضر 20 يوليوز" المعطلين الذي تتقاذفه الايادي منذ التوقيع على المحضربمقر حزب الاستقلال بعد الوساطة التي قام بها المجلس الوطني لحقوق الانسان وذلك لفك الاعتصام فيما رفضت وزارة المالية انذاك التوقيع عليه,فأين إذن إدماج حوالي 3000 معطل التي كانت حكومة عباس الفاسي قد وعدتهم بالتوظيف المباشر.؟
هل نبالغ في التقدير عندما إلتهبت أسعار فواتير الكهرباء والماء بمراكش؟ما أجج حفيظة أبناء حي سيدي يوسف بن علي للاصطدام مع قوات الامن تخليدا لكرامة الشعب التي أضحت شعارا باهتا, عززته وقاحة الزرواطة كحل بديل لازمة ستصل شرارتها وتنتقل عدواها لبؤر الاحتقان بأحياء هامشية اخرى. المغرب وطن واحد..والتماسيح والعفاريت كُثر,منهم من يرغب في التغيير ومنهم من يعشق الاريكة ومنهم من يجد ضالته في القطيعة مع سياسة من سبقوه من الزعماء ومنهم من "احْصل ووْحل ليه الفاس فالراس".
حتى حدود اليوم لم نلمس أي تغيير,ولم نشعر بفارق يميز اليوم عن الامس,سوى فضائح تلوى الاخرى تفضح الواقع وتزكي انتكاسة أحلام الربيع العربي.
عام البوعزيزي يبقى مجرد وهم غذى وجدان الشعوب الحالمة بالتغيير,الذي اطاح بأنظمة وانتهى بزين العابدين بن علي طريدا وحسني مبارك سجينا ومعمر القذافي قتيلا وعلي عبد الله صالح محروقا...والتغييرمضطهدا وتائها في المغرب بين غلاء المعيشة والزيادة في المحروقات وفرض ضرائب جديدة على الشعب الذي يدق ناقوس الخطر من دون استئذان في كثير من الاحياء الشعبية التي ظلت تنتظر الملموس.
كانت السنة التي ودعناه سنة انتكاسة وإحباط لمن كان ينتظر أن تتحول وعود الثورة إلى وفرة خبز وشيئ من الكرامة,تلاشت الوعود وتناست مطالب الشعوب,واختنقت أنفاس الجائعين ورجع القوي يأكل الضعيف,الذي سيحول الدعوة إلى ثروة ويستحيل عندها وقف مد المحكورين والجائعين والمقهورين في ثورة الخبز والكرامة.
اسماعيل البحراوي