تاريخ الجمعية الشرعية
تأسست هذه الجمعية المباركة في غرة المحرم من العام الحادي والثلاثين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة المصطفي- صلي الله عليه وسلم - , الموافق للحادي عشر من ديسمبر من العام الثاني عشر بعد التسعمائة والألف من ميلاد السيد المسيح عليه السلام -، فكانت بذلك أول جمعية منظمة تدعو إلي إحياء السنة وإماتة البدعة، واستحق مؤسسها بأن يطلق عليه أتباعه إمام أهل السنة ذلك اللقب الذي استمر مع خلفائه.
وحتى تنطلق مسيرتها بعيدة عن نوازع الانحراف عمد رحمه الله إلي وضع الضوابط والقوانين التي تضمن استقامتها علي الطريق السوي , وكان ذلك قبل أن تضع وزارة الشئون الاجتماعية نظم الجمعيات الأهلية. ولم يشأ رحمه الله أن يستقل بوضع هذا القانون , فأشرك معه أفاضل العلماء حيث يقول عنه (ولقد فكر طويلا جمع من أفضل العلماء في إبراز جمعية لا عمل لها إلا التعاون علي البر والتقوى عملا بقوله تعالي: (وتعاونوا علي البر والتقوى)، ثم يقول: فتمموا ما فكروا فيه علي صورة لا تصل إليها يد عابث، ولا تقف أمامها حيلة محتال، وسموها: ( الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية )، ووضعوا أساسها، ورتبوا نظامها وسنوا قانونها ثم قال: ( فمن ينتسب لهذه الجمعية لابد أن يكون التعاون مبدأه، والعمل بكتاب الله وسنه رسوله ديدنه، وأن يكون رجلا ذا رأي وفكر يستطيع أن ينتخب من له قدم في عمل الخير وهمة في دعوة الناس إلي الخير ).
وتولي رحمه الله بما كان له من خبرة قضائية وضع هذا القانون في إطاره التنظيمي موزعا علي مواد منضبطة مفصلة حتى تنطلق المسيرة علي هدى وبصيرة، وقدم لهذا القانون مسوغات تكوين هذه الجمعية مما آل إليه حال الأمة حيث قال في مقدمة هذا القانون: ( لقد علم القاصي والداني ما وصلت إلية حال الأمة الإسلامية من الذلة بعد العزة، والجهل بعد العلم، والفقر بعد الغني، والتفرق والانقسام بعد الاتحاد والائتلاف، وما ذلك إلا لانصرافهم إلي اللذات، وحب أكبرهم للشهرة، وعملهم بآرائهم في كل شئ حتى فيما يتعلق بأمور الآخرة، فغيروا وبدلوا حتى شوهوا محاسن الدين، غير أن الله سبحانه يقيض للأمة في كل زمن من ينذرها، ويذكرها بتعاليم دينها، ويلفت نظرها إلي إحياء ما درس، وتشييد ما هدم ).
وهنا يستشعر الحاجة إلي بيان ما يطلب من المسلمين لإعادة ما درس، و تشييد ما هدم، فَيُذَكِّر بالبذل والتضحية، كما فعل الصحابة من المهاجرين والأنصار فيقول رحمه الله ( فهل لكم أيها العاملون بالسنة المحمدية إلى أن تكونوا كما كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أيام بدء الإسلام، فقد روى البخاري عن أبى مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلي السوق فيحمل - أي يحمل علي ظهره سلعا ويبيعها ليكسب ما يتصدق به فيصيب المد فيتصدق - وهل لكم أيها الموسرون إلي أن تنفقوا كما أنفق أبو بكر وعمر وعثمان.. هل لكم أيها المطمئنون في دياركم أن تفعلوا كما فعل الأنصار بالمهاجرين ؛ حتى يتم الله نوره ولو كره الأشحاء ؟. ) ثم حدد في هذا القانون أغراض الجمعية بما يأتي:
(1) نشر التعاليم الدينية الصحيحة والثقافة الإسلامية ؛ لإنارة العقول وإنقاذ المسلمين من فساد المعتقدات، وخسيس البدع والخرافات، بموالاة الوعظ والإرشاد، من رجال عرفوا بالعلم والعمل.
(2) فتح مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، ومدارس لتعليم أبناء المسلمين أحكام الدين وآدابه، وسائر المواد المقررة في المدارس الأميرية تعليما يتمشي مع روح العصر، ولا يتنافي مع مبادئ الدين.
(3) إنشاء المساجد لتقام فيها الشعائر الدينية طبق ما جاء به الدين القويم، وتُعلّم فيها العامة أحكام الدين.
(4) إصدار مجلة دينية لنشر الموضوعات الدينية والأخلاقية والأدبية وغيرها، ودفع الشبه والطعون التي توجه لدين الإسلام الحنيف.
(5) طبع ونشر ما يري نافعا ومساعدا في تثقيف العقول وتهذيب النفوس من المؤلفات الدينية وغيرها.
(6) إعانة المنكوبين والبائسين ممن ينتسبون إلي الجمعية ولاسيما من لا يتمكن من العمل بمهنته لتمسكه بدينه.
(7) إيجاد مستشفي لمعالجة فقراء المسلمين ونشر المبادئ الدينية بينهم.
(8) القيام بنفقة تجهيز موتي المسلمين الفقراء، وإعداد مقابر شرعية لمواراتهم ما استطاعت الجمعية إلي ذلك سبيلا.
(9) تضامن كل من ينتسب إلي الجمعية في التعامل بحيث ينحصر تعاملهم فيما بينهم علي حسب الإمكان ؛ ليأمنوا من غش الأجانب وتطمئن قلوبهم للتعامل.
(10) لا تتعرض هذه الجمعية للشئون السياسية التي يختص بها ولي الأمر.
وبالتأمل في هذه الأغراض يتأكد لكل منصف مجرد أن ما تقوم به الجمعية الآن لا يخرج قيد شعرة عن هذه الأغراض العامة، وأن القائمين عليها - بحمد الله لم يغيروا ولم ينحرفوا في قليل ولا كثير عما قرره الإمام المؤسس منذ أكثر من تسعين عاما، ولهذا حفظها الله من كيد الكائدين، واتهام المغرضين.. كما يشعر بأن الأسباب التي من أجلها قامت هذه الجمعية أولا ما زالت قائمة الآن، فمن ينكر ما تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم من الذلة والجهل والفقر والتفرق والانقسام ؟!! ثم من ينكر أن الخلل هو ما شخصه الإمام في انصراف الكثير منهم إلي اللذات المادية وحبهم للشهرة ولو علي حساب الدين، وعملهم بآرائهم وأهوائهم حتى في أمور الآخرة ؟!! هذا ومن أروع ما تضمنه هذا القانون أنه يحصر التعامل والتعاون بين المسلمين، ويحذر من الاتصال بالأجانب الكافرين، ويضع العقوبة لمن لم يلتزم بهذا المبدأ، فيقول: ( فإن تعامل العضو مع أجنبي لغير ضرورة نصح له أولاً، فإن عاد عرض أمره على مجلس إدارة الجمعية ليقرر ما يراه بشأنه) و كأن الإمام يتحدث الآن إلى فروع الجمعية أن يحذروا من التعامل مع الإرساليات الأجنبية، التي تدعي أنها جاءت لمساعدة الفقراء و هي في الحقيقة تقدم هذه المعونات توطئة لتخريب عقائد الأمة و قيمها و أخلاقها. تضمن هذا القانون في نهايته أحكاماً تمثل الأطر العامة التي تحكم سلوك أعضاء هذه الجمعية ونصائح وإرشادات تمثل السلوك الأمثل للدعوة إلى الله. فأما الأحكام فتتلخص فيما يأتي:
أولاً: مبدأ الجمعية التوكل على الله تعالى، والأخذ في الأسباب سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تقبل الجمعية من نبذ الكسب وراء ظهره واتخذ الكسل والخمول عادة له.
ثانياً: الجمعية متبرئة من كل امرئ تحصل منه فظاظة وشدة على خلق الله تعالى ومن كل من يتدخل فيما لا يعنيه.
ثالثاً: لو ثبتت خيانة على أي فرد من أفراد الجمعية في دين أو دنيا أو حصل منه فعل مخالف لمبادئ الجمعية أو صدرت عليه أحكام قضائية مخلة بالسمعة والشرف أحاله مجلس الإدارة على لجنة المحكمين (هيئة العلماء) للنظر في أمره ولها معاقبته بما تراه من تعنيف أو مقاطعة أو فصله من الجمعية ويكون قرارها في ذلك صحيحاً ونافذاً إذا صدر من الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء اللجنة.
رابعاً: المناقشة في الجلسات تكون غاية في الهدوء والسكينة وعلى كل عضو أن يجعل نصب عينيه الوصول إلى الأغراض الطيبة الموافقة لمبدأ الجمعية المطابقة لروح الشريعة السمحة. ومن هذه الأحكام العامة يتبين مدى ما تحرص عليه الجمعية من حث أبنائها على العمل والكسب الحلال وترك الكسل والاعتماد على الآخرين كما يفعل بعض المدعين للصوفية الذين يتكسبون من وراء الأضرحة والموالد.
كما يتضح أن أسلوب اللين والسماحة والخلق الطيب وسيلة للتعامل مع الخلق مع البعد عن التدخل في الشئون الخاصة للأفراد وكذلك أسلوب الهدوء ونشدان المصلحة في مناقشة الأمور في مجالس الإدارات والحرص على تنقية الصف من العصاة والمفسدين والمخربين والمجرمين بالنصح أولاً ثم بالبتر ثانياً.
وأما النصائح والإرشادات: فبعد هذه الأحكام تأتي نصائح الإمام هكذا:
أولاً: يتحتم على كل مكلف أن يجهد نفسه في تحصيل ما يلزمه في دينه ودنياه من العلم والعمل المشروع وعليه أن يعمل بما علم ما استطاع.
ثانياً: الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج على المكلف أن يأتي بها على وجهها كل في وقته.
ثالثاً: السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي الاعتناء بها والحرص على التحلي بها.
رابعاً: المحظور شرعاً ولو صغيراً لا رخصة للمكلف في ارتكابه أما المكروه شرعاً فيتأكد تركه ما وجد عنه مندوحة.
خامساً: ترك السنن مقدمة لترك الواجبات فليحذر العاقل من تركها وفعل المكروهات باب الدخول في الحرام فليحذر المؤمن من فعلها.
سادساً: العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى.
سابعاً: حقوق العباد مبنية على المشاحة فيطلب من العاقل معاملتهم بالتي هي أحسن ولا يسوغ تناول شيء من أموالهم بغير حق ولا التكلم في شأنهم إلا بخير.
ثامناً: اللين هو السياسة الإلهية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلى من يتصدى لذلك وضع ذلك الأصل نصب عينيه.
تاسعاً: الناس فيهم الجاهل والعالم والسفيه والحليم فمن تصدى للإرشاد فليعدَّ لهم صدراً رحباً لا تزعزعه بذاءة السفهاء ولا فظاظة الجاهلين.
عاشراً: قبح وجود العلل بالأطباء، فعلى المرشد أن يكون في كل أطواره مثالاً للشريعة الغراء ومن لم يكن على هذا المبدأ فلا علاقة للجمعية به بصفته مرشداًُ.
هكذا يريد الإمام من أي عضو ينتسب إلى هذه الجمعية أن يحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم وفي العمل بمقتضاه ولا عذر في ترك الفرائض أو تأخيرها عن موعدها وأداء السنن حماية لهذه الفرائض، والمحرمات لا رخصة في ارتكابها، والمكروهات باب الدخول في المحرمات، وحقوق العباد مصونة والتعامل معهم يكون باللين وسعة الصدر والقدوة الطيبة.
وبهذا الأسلوب في التعامل مع الله ومع النفس ومع الغير تنجح الدعوة وتأتلف القلوب على منهج الله. شروط العضوية: يشترط في العضو الذي يريد أن ينتسب إلى الجمعية الشرعية أن يكون:
1- له عمل يكتسب منه مالاً حلالاً ينفق منه على نفسه وأهله ويتصدق منه ما أمكن.
2- ليّن الطبع، يألف ويؤلف لا يتدخل فيما لا يعنيه وليس بفظ ولا غليظ.
3- شريفاً عفيفاً أميناً على مبادئ الجمعية ومواردها ومصارفها.
4- هادئاً في مناقشاته مستهدفاً منها المصلحة العامة.
5- حريصاً على طلب العلم والعمل بما يعلم من شرع الله.
6- محافظاً على الفرائض في وقتها حريصاً على السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- بعيداً عن المحظورات والمكروهات الشرعية.
8- ذاكراً لله في كل أحواله ليبتعد عنه الشيطان مجدداً لنية العبادة في أنشطته الدنيوية.
9- محافظاً على حقوق إخوانه وعلى مشاعرهم وكرامتهم.
10- رحب الصدر واسع الحلم مع من يدعوه إلى الله مهما كان مجادلاً أو سفيهاً.
11- سلفي العقيدة لا يحكم على الخلف بفسق أو ابتداع ما داموا مؤمنين بأنه سبحانه ليس كمثله شيء.
12- ناشراً للعلم الصحيح قطعاً لأعذار الجاهلين.
13- مستشعراً لهموم الأمة عاملاً على رفعة شأنها باذلاً لجهده ووقته وماله في سبيل نهضتها.
غير متعصب لمذهب فقهي معين ولا يحتج بمذهب على مذهب آخر ؛ فكل مذاهب أهل السنة معتمد على فهم صحيح النصوص.. غاية الأمر أن هناك ما هو صحيح وأصح وراجح وأرجح.تعتبر لجنة الحمراوى التابعة لفرع مسير من أقدم اللجان بالمحافظة حيث بدأ العمل بها سنة 1987م.
وتتميز هذه اللجنة بتنوع أنشطتها ففي مجال الطفل اليتيم: يبلغ عدد الأطفال الأيتام الذين تكفلهم اللجنة 93 طفلا ً وطفلة ً تابعين لـ: 50 أسرة تقدم لهم الرعاية المادية والمعنوية والصحية والاجتماعية
كما أنه يوجد 32 طالبا ً تابعين لـ: 23 أسرة مشتركون في مشروع رعاية طالب العلم الفقير.
أما عن مشروع المساهمة في تيسير زواج الفتيات اليتيمات فقد بلغ عدد الحالات 15 حالة حتى الآن.
وفي مجال مشروع محو الأمية فقد تم الانتهاء من إعداد فصلين وجارى تجهيز الفصل الثالث.
أما في مجال تحفيظ القرآن الكريم فيوجد مكتبا ً يداوم به 25 طفلا ً وطفلة ً معظمهم من الأيتام , كما أنه يوجد أمهات أيتام مشتركون في العمل بوحدة تشغيل الأمهات الأيتام بفرع كفر الشيخ.
كما أن اللجنة تهتم اهتماما ً بالغا ً بالمسلم المعوق وتم تقديم أجهزة تعويضية لعدد ثلاث حالات منهم.
أما في المجال الطبي والصحي فإن اللجنة تقوم بتقديم المساعدات المالية بصفة شهرية للعديد من الحالات المرضية المزمنة.
وحتى تنطلق مسيرتها بعيدة عن نوازع الانحراف عمد رحمه الله إلي وضع الضوابط والقوانين التي تضمن استقامتها علي الطريق السوي , وكان ذلك قبل أن تضع وزارة الشئون الاجتماعية نظم الجمعيات الأهلية. ولم يشأ رحمه الله أن يستقل بوضع هذا القانون , فأشرك معه أفاضل العلماء حيث يقول عنه (ولقد فكر طويلا جمع من أفضل العلماء في إبراز جمعية لا عمل لها إلا التعاون علي البر والتقوى عملا بقوله تعالي: (وتعاونوا علي البر والتقوى)، ثم يقول: فتمموا ما فكروا فيه علي صورة لا تصل إليها يد عابث، ولا تقف أمامها حيلة محتال، وسموها: ( الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية )، ووضعوا أساسها، ورتبوا نظامها وسنوا قانونها ثم قال: ( فمن ينتسب لهذه الجمعية لابد أن يكون التعاون مبدأه، والعمل بكتاب الله وسنه رسوله ديدنه، وأن يكون رجلا ذا رأي وفكر يستطيع أن ينتخب من له قدم في عمل الخير وهمة في دعوة الناس إلي الخير ).
وتولي رحمه الله بما كان له من خبرة قضائية وضع هذا القانون في إطاره التنظيمي موزعا علي مواد منضبطة مفصلة حتى تنطلق المسيرة علي هدى وبصيرة، وقدم لهذا القانون مسوغات تكوين هذه الجمعية مما آل إليه حال الأمة حيث قال في مقدمة هذا القانون: ( لقد علم القاصي والداني ما وصلت إلية حال الأمة الإسلامية من الذلة بعد العزة، والجهل بعد العلم، والفقر بعد الغني، والتفرق والانقسام بعد الاتحاد والائتلاف، وما ذلك إلا لانصرافهم إلي اللذات، وحب أكبرهم للشهرة، وعملهم بآرائهم في كل شئ حتى فيما يتعلق بأمور الآخرة، فغيروا وبدلوا حتى شوهوا محاسن الدين، غير أن الله سبحانه يقيض للأمة في كل زمن من ينذرها، ويذكرها بتعاليم دينها، ويلفت نظرها إلي إحياء ما درس، وتشييد ما هدم ).
وهنا يستشعر الحاجة إلي بيان ما يطلب من المسلمين لإعادة ما درس، و تشييد ما هدم، فَيُذَكِّر بالبذل والتضحية، كما فعل الصحابة من المهاجرين والأنصار فيقول رحمه الله ( فهل لكم أيها العاملون بالسنة المحمدية إلى أن تكونوا كما كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أيام بدء الإسلام، فقد روى البخاري عن أبى مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلي السوق فيحمل - أي يحمل علي ظهره سلعا ويبيعها ليكسب ما يتصدق به فيصيب المد فيتصدق - وهل لكم أيها الموسرون إلي أن تنفقوا كما أنفق أبو بكر وعمر وعثمان.. هل لكم أيها المطمئنون في دياركم أن تفعلوا كما فعل الأنصار بالمهاجرين ؛ حتى يتم الله نوره ولو كره الأشحاء ؟. ) ثم حدد في هذا القانون أغراض الجمعية بما يأتي:
(1) نشر التعاليم الدينية الصحيحة والثقافة الإسلامية ؛ لإنارة العقول وإنقاذ المسلمين من فساد المعتقدات، وخسيس البدع والخرافات، بموالاة الوعظ والإرشاد، من رجال عرفوا بالعلم والعمل.
(2) فتح مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، ومدارس لتعليم أبناء المسلمين أحكام الدين وآدابه، وسائر المواد المقررة في المدارس الأميرية تعليما يتمشي مع روح العصر، ولا يتنافي مع مبادئ الدين.
(3) إنشاء المساجد لتقام فيها الشعائر الدينية طبق ما جاء به الدين القويم، وتُعلّم فيها العامة أحكام الدين.
(4) إصدار مجلة دينية لنشر الموضوعات الدينية والأخلاقية والأدبية وغيرها، ودفع الشبه والطعون التي توجه لدين الإسلام الحنيف.
(5) طبع ونشر ما يري نافعا ومساعدا في تثقيف العقول وتهذيب النفوس من المؤلفات الدينية وغيرها.
(6) إعانة المنكوبين والبائسين ممن ينتسبون إلي الجمعية ولاسيما من لا يتمكن من العمل بمهنته لتمسكه بدينه.
(7) إيجاد مستشفي لمعالجة فقراء المسلمين ونشر المبادئ الدينية بينهم.
(8) القيام بنفقة تجهيز موتي المسلمين الفقراء، وإعداد مقابر شرعية لمواراتهم ما استطاعت الجمعية إلي ذلك سبيلا.
(9) تضامن كل من ينتسب إلي الجمعية في التعامل بحيث ينحصر تعاملهم فيما بينهم علي حسب الإمكان ؛ ليأمنوا من غش الأجانب وتطمئن قلوبهم للتعامل.
(10) لا تتعرض هذه الجمعية للشئون السياسية التي يختص بها ولي الأمر.
وبالتأمل في هذه الأغراض يتأكد لكل منصف مجرد أن ما تقوم به الجمعية الآن لا يخرج قيد شعرة عن هذه الأغراض العامة، وأن القائمين عليها - بحمد الله لم يغيروا ولم ينحرفوا في قليل ولا كثير عما قرره الإمام المؤسس منذ أكثر من تسعين عاما، ولهذا حفظها الله من كيد الكائدين، واتهام المغرضين.. كما يشعر بأن الأسباب التي من أجلها قامت هذه الجمعية أولا ما زالت قائمة الآن، فمن ينكر ما تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم من الذلة والجهل والفقر والتفرق والانقسام ؟!! ثم من ينكر أن الخلل هو ما شخصه الإمام في انصراف الكثير منهم إلي اللذات المادية وحبهم للشهرة ولو علي حساب الدين، وعملهم بآرائهم وأهوائهم حتى في أمور الآخرة ؟!! هذا ومن أروع ما تضمنه هذا القانون أنه يحصر التعامل والتعاون بين المسلمين، ويحذر من الاتصال بالأجانب الكافرين، ويضع العقوبة لمن لم يلتزم بهذا المبدأ، فيقول: ( فإن تعامل العضو مع أجنبي لغير ضرورة نصح له أولاً، فإن عاد عرض أمره على مجلس إدارة الجمعية ليقرر ما يراه بشأنه) و كأن الإمام يتحدث الآن إلى فروع الجمعية أن يحذروا من التعامل مع الإرساليات الأجنبية، التي تدعي أنها جاءت لمساعدة الفقراء و هي في الحقيقة تقدم هذه المعونات توطئة لتخريب عقائد الأمة و قيمها و أخلاقها. تضمن هذا القانون في نهايته أحكاماً تمثل الأطر العامة التي تحكم سلوك أعضاء هذه الجمعية ونصائح وإرشادات تمثل السلوك الأمثل للدعوة إلى الله. فأما الأحكام فتتلخص فيما يأتي:
أولاً: مبدأ الجمعية التوكل على الله تعالى، والأخذ في الأسباب سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تقبل الجمعية من نبذ الكسب وراء ظهره واتخذ الكسل والخمول عادة له.
ثانياً: الجمعية متبرئة من كل امرئ تحصل منه فظاظة وشدة على خلق الله تعالى ومن كل من يتدخل فيما لا يعنيه.
ثالثاً: لو ثبتت خيانة على أي فرد من أفراد الجمعية في دين أو دنيا أو حصل منه فعل مخالف لمبادئ الجمعية أو صدرت عليه أحكام قضائية مخلة بالسمعة والشرف أحاله مجلس الإدارة على لجنة المحكمين (هيئة العلماء) للنظر في أمره ولها معاقبته بما تراه من تعنيف أو مقاطعة أو فصله من الجمعية ويكون قرارها في ذلك صحيحاً ونافذاً إذا صدر من الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء اللجنة.
رابعاً: المناقشة في الجلسات تكون غاية في الهدوء والسكينة وعلى كل عضو أن يجعل نصب عينيه الوصول إلى الأغراض الطيبة الموافقة لمبدأ الجمعية المطابقة لروح الشريعة السمحة. ومن هذه الأحكام العامة يتبين مدى ما تحرص عليه الجمعية من حث أبنائها على العمل والكسب الحلال وترك الكسل والاعتماد على الآخرين كما يفعل بعض المدعين للصوفية الذين يتكسبون من وراء الأضرحة والموالد.
كما يتضح أن أسلوب اللين والسماحة والخلق الطيب وسيلة للتعامل مع الخلق مع البعد عن التدخل في الشئون الخاصة للأفراد وكذلك أسلوب الهدوء ونشدان المصلحة في مناقشة الأمور في مجالس الإدارات والحرص على تنقية الصف من العصاة والمفسدين والمخربين والمجرمين بالنصح أولاً ثم بالبتر ثانياً.
وأما النصائح والإرشادات: فبعد هذه الأحكام تأتي نصائح الإمام هكذا:
أولاً: يتحتم على كل مكلف أن يجهد نفسه في تحصيل ما يلزمه في دينه ودنياه من العلم والعمل المشروع وعليه أن يعمل بما علم ما استطاع.
ثانياً: الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج على المكلف أن يأتي بها على وجهها كل في وقته.
ثالثاً: السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي الاعتناء بها والحرص على التحلي بها.
رابعاً: المحظور شرعاً ولو صغيراً لا رخصة للمكلف في ارتكابه أما المكروه شرعاً فيتأكد تركه ما وجد عنه مندوحة.
خامساً: ترك السنن مقدمة لترك الواجبات فليحذر العاقل من تركها وفعل المكروهات باب الدخول في الحرام فليحذر المؤمن من فعلها.
سادساً: العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى.
سابعاً: حقوق العباد مبنية على المشاحة فيطلب من العاقل معاملتهم بالتي هي أحسن ولا يسوغ تناول شيء من أموالهم بغير حق ولا التكلم في شأنهم إلا بخير.
ثامناً: اللين هو السياسة الإلهية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلى من يتصدى لذلك وضع ذلك الأصل نصب عينيه.
تاسعاً: الناس فيهم الجاهل والعالم والسفيه والحليم فمن تصدى للإرشاد فليعدَّ لهم صدراً رحباً لا تزعزعه بذاءة السفهاء ولا فظاظة الجاهلين.
عاشراً: قبح وجود العلل بالأطباء، فعلى المرشد أن يكون في كل أطواره مثالاً للشريعة الغراء ومن لم يكن على هذا المبدأ فلا علاقة للجمعية به بصفته مرشداًُ.
هكذا يريد الإمام من أي عضو ينتسب إلى هذه الجمعية أن يحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم وفي العمل بمقتضاه ولا عذر في ترك الفرائض أو تأخيرها عن موعدها وأداء السنن حماية لهذه الفرائض، والمحرمات لا رخصة في ارتكابها، والمكروهات باب الدخول في المحرمات، وحقوق العباد مصونة والتعامل معهم يكون باللين وسعة الصدر والقدوة الطيبة.
وبهذا الأسلوب في التعامل مع الله ومع النفس ومع الغير تنجح الدعوة وتأتلف القلوب على منهج الله. شروط العضوية: يشترط في العضو الذي يريد أن ينتسب إلى الجمعية الشرعية أن يكون:
1- له عمل يكتسب منه مالاً حلالاً ينفق منه على نفسه وأهله ويتصدق منه ما أمكن.
2- ليّن الطبع، يألف ويؤلف لا يتدخل فيما لا يعنيه وليس بفظ ولا غليظ.
3- شريفاً عفيفاً أميناً على مبادئ الجمعية ومواردها ومصارفها.
4- هادئاً في مناقشاته مستهدفاً منها المصلحة العامة.
5- حريصاً على طلب العلم والعمل بما يعلم من شرع الله.
6- محافظاً على الفرائض في وقتها حريصاً على السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- بعيداً عن المحظورات والمكروهات الشرعية.
8- ذاكراً لله في كل أحواله ليبتعد عنه الشيطان مجدداً لنية العبادة في أنشطته الدنيوية.
9- محافظاً على حقوق إخوانه وعلى مشاعرهم وكرامتهم.
10- رحب الصدر واسع الحلم مع من يدعوه إلى الله مهما كان مجادلاً أو سفيهاً.
11- سلفي العقيدة لا يحكم على الخلف بفسق أو ابتداع ما داموا مؤمنين بأنه سبحانه ليس كمثله شيء.
12- ناشراً للعلم الصحيح قطعاً لأعذار الجاهلين.
13- مستشعراً لهموم الأمة عاملاً على رفعة شأنها باذلاً لجهده ووقته وماله في سبيل نهضتها.
غير متعصب لمذهب فقهي معين ولا يحتج بمذهب على مذهب آخر ؛ فكل مذاهب أهل السنة معتمد على فهم صحيح النصوص.. غاية الأمر أن هناك ما هو صحيح وأصح وراجح وأرجح.تعتبر لجنة الحمراوى التابعة لفرع مسير من أقدم اللجان بالمحافظة حيث بدأ العمل بها سنة 1987م.
وتتميز هذه اللجنة بتنوع أنشطتها ففي مجال الطفل اليتيم: يبلغ عدد الأطفال الأيتام الذين تكفلهم اللجنة 93 طفلا ً وطفلة ً تابعين لـ: 50 أسرة تقدم لهم الرعاية المادية والمعنوية والصحية والاجتماعية
كما أنه يوجد 32 طالبا ً تابعين لـ: 23 أسرة مشتركون في مشروع رعاية طالب العلم الفقير.
أما عن مشروع المساهمة في تيسير زواج الفتيات اليتيمات فقد بلغ عدد الحالات 15 حالة حتى الآن.
وفي مجال مشروع محو الأمية فقد تم الانتهاء من إعداد فصلين وجارى تجهيز الفصل الثالث.
أما في مجال تحفيظ القرآن الكريم فيوجد مكتبا ً يداوم به 25 طفلا ً وطفلة ً معظمهم من الأيتام , كما أنه يوجد أمهات أيتام مشتركون في العمل بوحدة تشغيل الأمهات الأيتام بفرع كفر الشيخ.
كما أن اللجنة تهتم اهتماما ً بالغا ً بالمسلم المعوق وتم تقديم أجهزة تعويضية لعدد ثلاث حالات منهم.
أما في المجال الطبي والصحي فإن اللجنة تقوم بتقديم المساعدات المالية بصفة شهرية للعديد من الحالات المرضية المزمنة.