من صانت العرض تحيا وهي شامخة
قصيدة : من صانت العرض تحيا وهي شامخة .
............
قالت وفي عينها من رمشها كحلُ : قف وانتظرني فقد أودى بي الحولُ.
أنا الغريبة يا عمري وكم نظرت : إليك عيني بقلب ملؤه الوجلُ
أنا المحبة والولهى على مضض : فكن رحيما وقف يا أيها الرجلُ
قف وانتظرنى فإني بت مغرمة : بحسن وجهك لما اختاره الخجلُ
صددت عني فكاد الصد يقتلني : وغبت عني فكاد العقل يختبلُ
فكرت أنساك لكني كواهمة : ظنت بأن قلوب الغيد تنتقلُ
فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما : علمت قلبي إلا فيك يشتغلُ
ينام كل الورى حولي ولا أحد : يدري بأن فؤادي منك يشتعلُ
فكن شفوقا وجد لي بالوصال فما : أريد غيرك أنت الحب والأملُ
جد لي ولا تك مغرورا فما أحد : رأى جمالي إلا اغتاله الغزلُ
ألا ترى قدي المياس لو نظرت : إليه أجمل من في الأرض تختجلُ
ووجهي الشمس هل للشمس بارقة : إذا شخصت إليها فهي ترتحلُ
فقلت والحزن مرسوم على شفتي : وفي فؤادي من أقوالها دخلُ
أختاه لا تهتكي ستر الحياء ولا : تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا
والله لو كنت من حور الجنان لما : نظرت نحوك مهما غرني الهدلُ
أختاه إني أخاف الله فاستتري : ولتعلمي أنني بالدين مشتملُ
تمسكي بكتاب الله واعتصمي : ولا تكوني كمن أغراهم الأجلُ
أختاه كوني كأسماء التي صبرت : وأم ياسر لما ضامها الجهلُ
كوني كفاطمة الزهراء مؤمنة : ولتعلمي أنها الدنيا لها بدلُ
كوني كزوجات خير الخلق كلهم : من علم الناس أن الآفة الزللُ
من صانت العرض تحيا وهي شامخة : ومن أضاعته ماتت وهي تنتعلُ
كل الجراحات تشفى وهي نافذة : ونافذ العرض لا تجدي له الحيلُ
من أحصنت فرجها كانت مجاهدة : كمريم ابنت عمران التي سألوا
ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة : تسير سيرا كمن قد عاقه الشللُ
أختاه من كانت العلياء غايته : فليس ينظر إلا حيث تحتملُ
أختاه من همه الدنيا سيخسرها : ومن إلى الله يسعى سوف يتصلُ
أختاه إنا إلى الرحمن مرجعنا : وسوف نسأل عما خانت المقلُ
أختاه عودي إلى الرحمن واحتشمي : ولا يغرنك الإطراء والدجلُ
توبي إلى الله من ذنب وقعت به : وراجعي النفس إن الجرح يندملُ
......
*ألقيت هذه القصيدة على مسرح كلية الهندسة بجامعة دمشق سنة 1981
مهندس : خالد صابر خان .