×××××الحاج عبد الله فوكال المعروف ب "عبلا ند اوبلا" والده علي بن الحسن بن محمد بن مبارك اوبلا وتسمية "بلا " هذه تحريف وترخيم لاسم عبدالله والى هذا الجد الأعلى ينتسب فخد إد اوبلا نسبة الى "اوبلا" المنحدر من "ايت تامزكانت" إلى جانب ارجدال وعاطفي وكرموس وازلاكَ المنتمين لايت بوفلن، ووالدته فاطمة بنت موسى ، وقد ولد ببويزكارن حوالي سنة 1931 م وبها نشأ وكبر، فدخل الكتاب القرآني لبلدته وقضى بها فترة قصيرة وتعلم حروف الهجاء كما حفظ السور القصار على يد الفقيه "سيدي محمد اوشيخ" من تيمولاي اوفلا، ترك الكتاب فبدأ يشتغل في أعمال الفلاحة فعمل في البداية عند سيدي ماء العينين كاتب القائد المدني ولما بلغ سن السابعة عشر اشتغل في حظيرة الأبقار"لكوري" المتواجدة بحي اذبنسالم يعتني بها وذلك إبان أيام الحماية الفرنسية في عهد الضابط اوجين ميكل المعروف ب "بولحية" والمتصف بالجدية والقوة و الحزم والصرامة، وحدث أن وجد عبد الله لم يقم بعمله كما يجب أن يكون حيث تتسبب في عطب بإحدى الآلات الخاصة بحلب الأبقار، فعنفه بشدة مما دفع بعبد الله إلى الهرب ومغادرة البلدة في اتجاه الشمال حوالي سنة 1948 ، فحط الرحال بمنطقة "اورير" شمال اكادير وعمل بها راعيا للغنم عند احد أعيان المنطقة ثم خبازا بأحد افرنة "بن سركاو"باكادير لعدة أشهر ثم سافر بحثا عن عمل أفضل متنقلا خلال فترة 1948 و1953 بين مناجم الفوسفاط بمدينة "خربيكة" ومناجم الفحم ب"جرادة" وبعد ذلك قصد الجزائر حيث عمل في إحدى مقاهي حي سيدي بلال ب"وهران" ثم ب"الجزائر" العاصمة أكثر من سنتين ولما رجع إلى بلدته بويزكارن كانت في انتظاره عقوبة 6 أشهر سجنا عند الضابط الفرنسي "بولحية" عقابا له على هروبه من العمل بالحظيرة مما دفع بعبدالله إلى الهرب من جديد بحثا عن الحرية و قصد تونس حيث مكث بها مدة عامين ونصف العام. وفي أوائل الخمسينيات وبعد رجوعه إلى بويزكارن تزوج إحدى بنات حي اذبنسالم كريمة الفقيه الجليل سيدي الحاج محمد أو أمبارك السلمي المتوفى بتاريخ 22 يونيو 1996 والذي كان من وجهاء واعيان البلدة أيام الحماية . وخلال الفترة الممتدة بين 1953 و 1958 قام بالاستقرار بمدينة الرباط فعمل في بداية الأمر سائقا للنقل السري بين الرباط وضواحيها صحبة الحاج عبد الله مورادي الذي سيشتغل فيما بعد سائقا لحافلة مولاي العربي وكانا يستعملان سيارة من نوع "دو شوفو". ثم فتح بعد ذلك دكانا فصار بقالا في حي" يعقوب المنصور"بالرباط ، ومنذ بداية مكوثه بالرباط تأثر بأفكار حزب الاستقلال فانضم إليه فعين أمين المال لأحد مجموعات الحزب وقد حضر لقاءات أطرها سرا كل من المهدي بن بركة والحاج احمد الشرقاوي وعلي الشتوكي وقام بإيصال رسائل سرية من مركزية الحزب إلى الزعماء المنفيين بمستشفى بويزكارن ، كما حضر وشاهد ملحمة علال بن عبد الله حين استشهد بعد محاولته طعن "بن عرفة"في 11 شتنبر1953. وسنة 1958 قرر الهجرة إلى الديار الفرنسية حيث عمل بمناجم الفحم شمال فرنسا على الحدود البلجيكة ثم بمعامل السيارات و في هذه الفترة كوفئ بشهادة الشجاعة لإنقاذه فريقا من العمال من موت محقق و مكافأة مالية و سنة 1961 عاد إلى بلدته ، ونظرا لكثرة تنقل شباب سوس خلال تلك الفترة بحثا عن ظروف أحسن للعمل ولعدم استقرارهم في مكان واحد أطلق عليهم اسم "اكضاض ن وهران" بمعنى" طيور وهران" خاصة وأنهم يسافرون إلى وهران بحثا عن مهربين ينقلونهم إلى مرسيليا بفرنسا.
ومنذ عودته من فرنسا الى بويزكارن فتح دكانا للمواد الغذائية أولا بالسوق القديم في خلفية الحمام التقليدي ثم انتقل إلى قيسارية الحاج واعراب حيث يمارس نفس العمل "البقالة" إلى حدود الساعة فأحب مهنته وجدد فيها وتفنن و من كثرة استعماله لعبارة "باسم الله" أثناء التعامل مع الزبناء لقبوه ب"عبلا باسم الله" وفي سنة 2004 حج بيت الله الحرام رفقة زوجته والحاج الحسين"الاخصاصي" بن القايد الحنفي والحاج مبارك عاطفي ، وأوقات فراغه المعدودة يقضيها في بستانه يشرف على العمال " الخماسين"ويتفقد أشجار الزيتون والغلال الفلاحية، كما كان مولعا بركوب الخيل لامتلاكه مهرة ( فرس) يشارك بها في العاب الفروسية التقليدية المعروفة ب"التبوريدة " في كل المناسبات أهمها الاحتفال بموسم سيدي امحمد بن إبراهيم الشيخ بتمنارت رفقة فرسان لخصاص.
ونظرا لتجواله وكده صار كلامه حكما شعرية امازيغية فلا يجلس في مجلس إلا ونطق حكمة ، وهو أب لثلاثة ذكور احدهم مدير ثانوية إعدادية وأخر أستاذ متقاعد وأخر أستاذ بالتعليم الثانوي وأربع بنات كلهن ربات بيوت ، ومازال يعمل بدكانه أطال الله في عمره إلى حدود يوم السبت 22 دجنبر 2012تاريخ زيارتنا له.