هل يمكن اعتبار الستاتي عبد العزيز عالم اجتماعي ؟
الستاتي ذلك الرائع بمجرد البدأ في العزف يتطاير رأسه انسجاما مع الموسيقى ، تغمرني موسيقته وتحرك اطرافي رقصا ومتجاهلا كل من كان امامي يتطاير الحياء مني ولم يعد الاخر حاظر في ذكرتي ، انها الموسيقى الشعبية الرائعة التي تزيل التعب تحرك العجوز والشيوخ ،تغيب بحضورها الفاظ حشومة وعيب لا يهم احد المهم ان ازبل التعب ، انها تجعل الكل يقوم بحركات رياضية بدون شعور ، وتعيد الشيوخ شبابا، هذا منظر مناظر المؤثر والمؤلم المفرح والمحزن في نفس الوقت ، في احد الاعراس في دوار الذي اسكن فيه وهو دوار المقوقين بجماعة مولاي بوشتى اقليم تاونات في ليلة من ليالي الصيف تكثر الاعراس ،حضرت عرس ليس كا الاعراس عرس لم اقم كعادتي للرقص والنشاط مع اقراني تخلفت متاملا في رقصات كل مجموعة كيف ترقص الحركات ، اليدين تتطاير والرجلين تتحرك دون ان يعرف صاحبها اتجاهها المهم الموسيقي الشعبية تلعب دور نفسي كبير تريح الانسان من كل ذاك الركام من الملل والوتين الذي جمعه للسنة كاملة . المهم وانا لازلت اتابع هذا المنظر الرائع قام شاب صغير باهداء اغنية لعبد العزيز الستاتي "حكمت اعليها الظروف". بدأت الفرقة الموسيقة تعزف هاج الجمهور معها وان انأمل كل ما يحدث الكل نزل من اعلى الدكاكين الى مكان الرقص ،الاغنية تتحدث عن معانات الفتيات الذين نصفهم نحن "بالقحبات "العاهرات "السلكوطات " الشيخات ".....كل هذه الاوصاف توصف بهم من تبيع جسدها من اجل ان كسب قوتها اليومي الصورة التي قدما فيها عبد العزيز العرباوي اغنيته جميلة جدا تحتاج الى تحليل عميق ورد في الاغنية "ترضي الخواطر وتبقى هي بالا خاطر "" مسكينة بالعين وتشوف "......ما اريد معرفته هل هؤلاء يمتهنون الدعارة با في الدعارة ؟هل هم فعلا ليست لهم ظروف ؟ ان الستاتي ان لم يكن قد اعطان بديلا لهذه الظاهرة فانه حلل هذا الواقع المسكوت عنه ، هذا القطاع الذي يعتبره البعض لعنة على الدولة مع الرغم من ان عناك اناس عظام يتاجرون في الاجساد البريئة والفقيرة واصحاب اخطاء المراهقة ،المهمن هل كرهت واحدة من هؤلاء ان تتزوج وان يكون لها بيت وابناء ، تخرج في العطلة للتنزه في الغابة رفقة ابنائها وزوجها ، تجعل رجلا زوجها وسادة لها وابناءها يلعبون امامها ،هل هي كرهت ان تكون في ايام الاعياد الدينية مع عائلتها غير غلطة وحيدة ارتكبتها في سن مراهقتها ،استغلها ذئب من الذئاب البشرية ، لكان طريقها اخر ،كذلك ما ذنب الاطفال الذين انتم يا معشرة المترجلين تتركونهم بدون اسم عائلي وبدون اب تفقدونهم الحنان والامومة والابوة ،لعل قصة الشاب الملقب بالجن اكثر تاثيرا من قولي هذا ،؟الستاتي ربما يمكن اعتباره افضل عالم الاجتماع الذي عرى عن هعذه الظاهرة واماط عنها اللثام ونثر عنها الستار ،بالرغم بوجود كتب تتكلم عن هذه المواضع لكن الطريقة التي طرحها الستاتي تفوق بكثير ما يمكن ان يكون قد تطلرق اليه اصحاب الاختصاصات الاكاديمة فب معالجة ورصد الظواهر الاجتماعية ، الستاتي تعمق في وصف احالة النفسية اللعاهرة في اغنيته بتحصره بقوله "مسكينة " وعندما نقول مسكينة نعني بقولها لفظة التحصر والبراءة وانها ليست لها لا حول ولا قوة ، ان هذا المشهد زادني تأثرا وانا لا زلت اتابع الفراجة في دار العرس فإذا بالعروسة خرجت باللباس الابيض لم اكن مثل الناس الاخرون اركز نظاراتي صوب العروس لا كنت اوزعها في كل انحاء الدار ،بد؟أت زغاريد النساء واغاني المدح جلست الراقصات "الشيخات"مع تحفوظاتي عن هذا المصطلح ، على الكراسي فإذا بلون وجههم بدأ يتغير بالرغم من لمستهم الرجولية للسجارة، شحب لونهم واحنوا رؤوسهم الى الارض الا من نظرات خفيفة الى العروس ومتقطعة ،فاتضح لي بالملموس ان تحليل بد العزيز الستاتي تحليل علمي بالرغمن افتقاده لمنهج السوسيولوجي في البحت ، فهذه دعوة الى كل وانسان يمتاز بصيفة الانسانية ان يغير على الاقل النظرة لهؤلاء الدين نصفهم بأردء الصفات وفقموسنا العاربي مملوء بصفات اللئيمة لهولاء الذين قهرتهم الظروف، او مهم بلغة عبد العزيز من حكمت عليهم الظروف بهذه الاحكام الجائرة ، ان هذا المنطق يتعالى على ما حرام وحلال لان المجتمع الفاسيد لا يولد الا الفساد ، لان الاصلاح الذي يجب ان يكون جدريا ، ليس حلا ستأتي به وزيرتنا في الاسرة والتظامن اوالمكلفة بالامور الاجتماعية ، انه حل بقل البنية المتحكمة في المغرب انه ، ان على المرأة بصفة عامة ان تغير النظرة المنحطة تجاهها باعتبارها جسد المرأة مثلها مثل الرجل الى فيما هو بيولوجي وفزيائي قادرة ان تقوم بنفس المهام التي يقوم بها الرجل ، انني لا اقول الى ما قال احد الشعراء العرب "يأيتها المرأة توري عن الشرق وتوري عن الغرب ".