فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


من شعر الوعظ والحكمة قصيدة ابن رجب

قصيدة ابن رجب

من رسالته ذم قسوة القلب

...........

أفِـي دَارِ الخَـرَابِ تَظـلُّ تَبنِـي : وتَعمُـرُ مـَا لِعمـرَانٍ خُلِقـتَا

وَمَا تَركَـتْ لَكَ الأَيَّـامُ عُـذرًا : لَقَـد وَعَظَتـكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا

تُنَـادِي للـرَّحِيـلِ بِكُـلِّ حِينٍ : وَتُعلِـنُ إنَّمَـا المَقصُـودُ أنْـتَا

وتُسمِعُـكَ النِّـدَاءَ وأنـتَ لاَهٍ : عَنِ الدَّاعِي كأنَّـكَ مـَا سَمِعتَا

وتَعلَــمُ أنَّـهُ سَفـَرٌ بَعِيـدٌ : وعَن إِعـدَادِ زَادٍ قَـد غَفَلـتَا

تَنَـامُ وَطـالِـبُ الأيَّـامِ سَـاعٍ : ورَاءكَ لاَ يَنَـامُ فَكيـفَ نِمـتَا

مَعـائِـبُ هَـذِهِ الدُّنيَـا كَثِيـرٌ : وأنـتَ عَلَـى محبَّتِهَـا طُبِعـتَا

يَضِيعُ العُمـرُ فِـي لَعِـبٍ وَلهـوٍ : وَ لَـو أُعطِيـتَ عَقلاً مَا لَعِبتَا

فمَا بَعدَ الممَـاتِ سِـوَى جَحِيـمٍ : لِعـاصٍ أو نَعِيــمٍ إِن أَطعـتَا

ولسـت بـآملٍ ردًّا لِـدُنيَـا : فَتعملُ صَالِحًا فِيمَـا تَـركـتَا

وأوَّلُ مَـن ألُـومُ اليَـومَ نفسِـي : فَقَـد فَعَلـتْ نَظَائـِرَ مَا فَعلتَا

أيَـا نفسِي َ أَخـوضًا فِي المَعاصِي : وَبعـدَ الأربَعِيـنَ وغِـبَّ سِتَّا

وَأرجُو أَن يَطُولَ العُمـرُحَتَّـى : أَرى زَادَ الـرَّحِيـلِ وقَـد تأتَّى

أيَا غُصنَ الشَّذَاء تَمِيـلُ زَهـوًا : كأنَّكَ قَد مَضَى زَمـنٌ وعِشـتَا

عَلِمـتَ فَدَعْ سَبِيلَ الجَهلِ واحذَرْ : وَصحِّحْ قَد عَلِمتَ ومَـا عَمِلْـتَا

وَيَا مَن يَجمعُ الأَمـواَلَ قُلْ لِـي : أَيَمنَعُكَ الرَّدَى مَا قَـد جَمَعـتَا

وَيَـا مَـن يَبتَغِي أَمـرًا مُطَاعًـا : فيُسمَعُ نَافـِذٌ مَـن قـَد أَمَـرتَا

أَجَجْـتَ إلَـى الـوِلاَيَةِ لاَ تُبَالِي : أَجِـرْتَ عَلَـى البرِيَّةِ أَم عدَلتَا

ألاَ تَـدرِي بأنَّـكَ يَـومَ صَارَتْ : إِلَيـكَ بِغَيـرِ سِكِّيـنٍ ذُبِحـتَا

ولَيـسَ يَقُومُ فَرحةُ قَد تَـولَّـى : بِتَرحةِ يَومَ تَسمعُ قـَد عُـزِلـتَا

وَلاَ تُهمِـلْ فَـإنَّ الوَقتَ يَسـرِي : فإنْ لَم تَغتَنِمْـهُ فَقَـد أَضَعـتَا

تـَرَى الأيـَّامَ تُبلِـي كُلَّ غُصنٍ : وَتَطـوِي مِـن سُرُورِكَ مَا نَشَرْتَا

وَتَعلَـمُ إنَّمَـا الـدُّنيَـا مَنـامٌ : فَأحلَـى مَا تَكُـونُ إذَا انتبَهـتَا

فَكَيفَ تصدُّ عَن تَحصِيـلِ بَـاقٍ : وَبِالفَانِـي وزُخـرُفـِهِ شُغِلـتَا

هِيَ الدُّنيَـا إذَا سَـرَّتـكَ يَـومًا : تسُـوءُكَ ضِعـفَ مَا فِيهَا سُرِرتَا

تَغُـرُّكَ كـالسَّرابِ فأنتَ تَسرِي : إليـهِ ولَـيسَ تَشعُـرُ إن غُرِرتَا

وَأشهـدُ كَـم أبادَت مِن حَبِيبٍ : كـأنَّكَ آمٍـنٌ مِمَّـنْ شَهِـدتَا

وَتدْفِنُهُـم وَتـرجِعُ ذَا سُـرُورٍ : بِمَـا قـَد نِلتَ مِن إِرثٍ وَحزتا

وتَنسَاهُم وأنـتَ غَـدًا سَتَفنَـى : كـأنَّكَ مـَا خُلِقـتَ ولاَ وُجِدتَا

تُحدِّثُ عَنهُم وَتقُولُـوا كَـانُـوا : نَعـمْ كَانُوا كَمـاَ واللهِ كُنـتَـا

حَدِيثُك هم وأنتَ غدًا حَـدِيثٌ : لِغَيـرِهِم فَأحسِـن مَا استطَعـتَا

يَعُودُ المـرءُ بَعدَ المـوتِ ذِكـرًا : فَكُن حَسَن الحَدِيـثِ إذَا ذُكِـرتَا

سـلِ الأيَـامَ عَـن عَمْ وخالٍ : وَمَالَكَ والسُّـؤالُ وقَـد عَلِمـتَا


ألَسـتَ تَـرى دِيـارهُم خَواءً : فَقَـد أنكَرت منهَا مَا عـرَفـتا



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة