لغة الوحي
لغة الوحي
.............
من تحفة فنيّة بلغت مائة وخمسون بيتا
أبدع فيها ابن الرافدين الأستاذ محمّد بهجت الأثري
وهي قصيدة من روائعه الخالدة
كتبها معتزا بالفصحى لغة الذكر الحكيم
يقول في بعض أبياتها :
شعشعت كأسُها ورَفّ الضياءُ : وعلاها من السّنــا لألاءُ
وصفا ماؤها كمـا شَفّ ماسٌ : ألقت في الضحى عليه ذُكاءُ
لذةُ الطعم ما الشِهادُ لـديها ؟ : ما رُضابُ العذراءِ ما الصهباءُ ؟
كلّ لطفٍ مُفَرَّقٍ في سـواها : هـو فيها وكلّ حسـنٍ رداءُ
مثل وَشْي الربيع زانتْ يدُ اللـــه حِلاهُ وأبدعت ما تشاءُ
لغةٌ أم مَزاهرٌ أم مناجـــــاةُ عذارى فواتنٍ أم غنــاءُ ؟
نَعَر الناعرون لكن إليهــم : وحدَهم عادَ ما فَروا وأساؤوا
هي في أُفقها الرفيعِ ، وهم في : غائطِ الأرض رُكّـعٌ وقِـماءُ
خلّهم عنك قرقروا أو أصاتوا : أيّ حسناءَ ما لـها أعــداءُ
جهِلوها وهم مِراضُ قـلوبٍ : نخر الحـقدُ لبّـهم والــداءُ
انقلابُ الـزمـان أغرى الزرازير فصالوا واستوقـح الأدعياءُ
لغةُ المرءِ ذاتُه إن تهُـنْ هــانَ وأضـوى وذلّت الكبريــاءُ
الحِفاظَ الحِفاظَ ، يغلي به الصدرُ وتُحمى ببـأسـه الحَوبــاءُ
" لغةُ الوحيِ " جلّ ذا النعتُ نعتاً : أين لِلُّسنِ هذه السيــماءُ ؟
شرف في السماء والأرض سامى : كلّ عليـاءَ من ذُراه عـلاءُ