الطريق إلى الجنة
الطريق إلى الجنة
.......
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أن رجلاً سأل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: ( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ قال: نعم ).
رواه مسلم:15.
قال النووي: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته.
ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حله ).
شرح الحديث :
يروي جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما -أن رجلاً سأل رسول الله - صلّ الله عليه وسلم –
فقال: ( أرأيت ) بمعني: أخبرني.
( أرأيت إذا صليت المكتوبات ) بمعنى الفرائض،
وهي الفرائض الخمس والجمعة.
( وصمت رمضان ) وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو المفروض صيامه على المسلمين بالكتاب والسنة وإجماع الأمة .
( وأحللت الحلال ) أي فعلته معتقداً حله.
( وحرمت الحرام ) أي اجتنبته معتقداً تحريمه.
( ولم أزد على ذلك، أأدخل الجنة؟ قال: نعم
أي لم آت بأعمال أخرى من أعمال الخير غير تلك الخصال
فأجب النبي – صلى الله عليه وسلم – بنعم
أي إن فعلت دخلت الجنة .
ملاحظة :-
في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال: نعم .
وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج، فإما أن يقال: إن ذلك داخلاً في قوله: ( حرمت الحرام ) لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام.
ويمكن أن يقال: أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه، وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي - صلّى الله عليه وسلم - علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله.
- من فوائد هذا الحديث :
حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على سؤال النبي - صلّ الله عليه وسلم – عما ينفعهم .
- أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة.
- أهمية الصلوات المكتوبات، وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث.
- أهمية الصيام،
- وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام، أي أن يفعل الإنسان الحلال معتقداً حله وأن يتجنب الحرام معتقداً تحريمه، ولكن الحلال يخير فيه الإنسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله، أما الحرام فلا بد أن يتجنبه ولا بد أن يصطحب هذا اعتقاداً. تفعل الحلال معتقداً حله، والحرام تجتنبه معتقداً تحريمه.
- قال النووي رحمه الله: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته ) وينبغي أن يقال: ( اجتنبته معتقداً تحريمه ) والله أعلم.