هذه الكلمة من ذاك الزمن
إحمرت الشمس وغضبت منا ،ورفض نورها ان يستمر في الإشراق ،فقررت الرحيل ، ووقف الفقيه من غفلة كلامه مع شيوخ الدوار عن حال الدنيا وعن عصرهم الذهبي ،الذي اكتمل دورهم في الحياة إلا من الكلام والأكل ،....فأخذ سطل ماء في يده ليستعد للأذان ، وإنطلق الرعاة في قيادة قطعانهم الى سواقي المياه مسرعين ،وتطل شامة من باب القيطون (الخيمة) ترتدي تياب شفاف ،ولسانها يخاطب الشيخ جلول امرة اياه باعداد الامكنة ،
وانطلقت اسراب قطعان المواشي يقدونها رعات متحمسون الى شيء ينتظرهم ،يصلون القطعان الى الزريبة ويلطمون الابواب عنها بسرعة ، ترتدي شامة بذلتها الجذابة وتشد الحزام المطرز باصضاف لامعة على مؤخرتها السميكة والغليظة ،تخرج الى باب الخيمة تنظر في كل انحاء الدور تنتظر الشباب المحروم ممن يغازل المكبوت مثله كمثل حمار مربوط فاذا انفلت من رباطه مارس جنسه بجنون مستعملا العض والنهيق .
اكتمل تنصيب الاماكن واعدادها خرج الشيخ جلول يحمل الكمان في يديه والفرقة معه المكونة من صاحب الدف والدربكة وشيختيين اخريتان ، ترفع شامة صيحة بمثابة نداء التجمع :
-والزين وا الزين والزين هاو في القيطون
-والزين راه فقوامو
-وكاها يدوز ياموا
يخرجون "لعزارا " من بيوتهم الطينية بعدما اكل ما تيسر من خبز وما ترك لهم من وجبة الغذاء ، ومنهم من يحمل كسرة خبز محشوة في الزيت خوفا من ان لا يجد المكان جلوسه اوبحثا عن مكان يقرب من الشيخة ومجموعتها ،يجتمع الشباب ويضع الشيخ "جلول "الكمان على ركبته ،ويبدأ في الجر وتبدأ الرؤوس في التحرك دون ان يعرف اصحابها تجاه تحريكها ،وتقف الشيخات من مكانها الى عرض لحمها للبيع، وتتركز نظرات المتفرجين صوب مؤخرات الشيخات او اعلى صدورهم ...وبعد تحلوا لفراجة تبدا المزايدة على الشيخات من يظفر بها الاول كل مرة تنام مع واحد بضعة دقائق ، كان ثمن الممارسة مع الشيخة محدود في تلاثة دراهم وهذا التاريخ يعود الى حوالي بداية السيتنيات ، ومن لم يكن يتوفر على النقود كا نفي اغلب الاحيان يسرق زيتا او قمحا او ....من اجل ان يوفر ولو ما يقوله اي اصحابه الصباح
هكذا تغلغت الذعارة والتجارة في الجسد في القرى المغربية التي كانت مرخصة لها من قبل السلطات انذاك ، وهي ظاهرة كانت تسمى بظاهرة المشياخة ،فرغ طبيعة المجتمع المحافظة فانهم انسجموا معهم نساءل ورجالا وربطوا معهم صلة حميمية ليس مع الشباب الذين يشترون اللذة بل مع الكل كانت الشيخات في الصباح تذهب الى المنازل القريبة وتقوم بعمل المنزل مع نساء البيوت وكانوا يجتمعون مع الشيوخ ويتمازحون معهم ....ليس هذا إلا لان الامر من عند المخزن لان اي قرار مخزني انذاك مقدس وان كان يخالف الكل ولهذا اكتسبوا المشياخة احترام الناس