رائعة الأبوة
رائعة الأبوة
قصيدة " أب "
للشاعر عمر بهاء الدين الأميري
.......
أين الضجيج العذب والشغبُ
أين التدارس شابه اللعبُ؟
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتبُ؟
أين التشاكس دونما غرض
أين التشاكي ما له سبب؟
أين التباكي والتضاحك في
وقت معاً، والحزن والطربُ؟
أين التسابق في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا
فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا
ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا
ونَجيّهم: (بابا) إذا اقتربوا
في كل ركن منهمُ أثر
وبكل زاوية لهم صخبُ
في النافذات زجاجَها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضْلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهتْ
عيني كأسراب القطا سَربوا
ذهبوا، أجلْ ذهبوا ومسكنهم
في القلب ما شطوا وما قربوا
دمعي الذي كتمتُهُ جَلَدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجبُ
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يَعجب العذال من رجل
يبكي، ولو لم أبكِ فالعجبُ
هيهات ما كل البكا خوَر
إني وبي عزمُ الرجالِ أبُ