قصيدة أبكت النبي - صلى الله عليه وسلم -
قصيدة أبكت النبي - صلى الله عليه وسلم - :
.................
روى الإمام الطبراني: أن شابا ذهب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - يشكو والده، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - اذهب وأتني بأبيك،
فذهب ينادي والده، فنزل جبريل على النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأقرأه سلام الله وقال له: إذا جاءك الرجل فسله ماذا قال في نفسه وهو قادم إليك، بما لم تسمعه أذناه؟
فلما جاء الرجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -ودار بينهما حديث، قال له النبي– صلى الله عليه وسلم - : دعك من هذا وأخبرني بما قلته في نفسك وأنت قادم إلينا بما لم تسمعه أذناك؟
فتعجب الرجل أن النبي – صلى الله عليه وسلم -عرف ما دار في نفسه ، وقال : ما يزال الله يزيدنا بك يقينا، لقد قلت:
غذوتك مولودا وعلتك يافعا : تعل بما أدني إليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت : لشكواك إلا ساهرا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي : طرقت به دوني وعيني تمهل
فلما بلغت السن والغاية التي : إليها مدى ما كنت منك أؤمل
جعلت جزائي منك جبها وغلظة : كأنك أنت المنعم المتفضل !
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي : فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن : علي بمال دون مالك تبخل !
فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : "ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى" !
ثم قال للولد: "أنت ومالك لأبيك."